إعلاميون يصفونها بخطورة ضرورية ونشطاء الفيس بوك يشيدون بالخطاب المتوازن كنوع من مواجهة القنوات الدينية المتشددة قررت مجموعة من القنوات الفضائية وبرامج التوك شو عمل نوع من التوازن، واستضافة مجموعة من الشيوخ المعتدلين فى خطابهم الدينى الإسلامى لحمل لواء الاعتدال ضد القنوات المتشددة، بعيدا عن الصراعات السياسية ولإبراز الجوانب الإيجابية فى الخطاب الدينى المعتدل. استضافت الإعلامية منى الشاذلى فى إحدى حلقات برنامجها «جملة مفيدة» على MBC مصر، الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة بكلية الأزهر ليتحدث عن الخطاب الدينى المستحدث من قبل الدعاة المتشددين والملىء بالسب والقذف فى حق المعارضين، وأشار كريمة إلى أن كثيرا من هؤلاء لا يجب أن يطلق عليهم «شيوخ» ليخرجوا على هذه القنوات، واختتم كريمة الحلقة مع الشاذلى بوصلة بكاء لما وصل له حال الإسلام جراء دعاة قنوات الفتن، وتم تداول فيديو الحلقة على الكثير من مواقع الإنترنت وصفحات موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، ولاقى إشادة كبيرة من جانب الشباب الذين اعتبروا كلمة كريمة خير رد على تصريحات المتشددين. كما استضاف الإعلامى خالد صلاح فى برنامجه «آخر النهار» اثنين من الشيوخ المعتدلين هما د. محمد على يوسف ووجدان العلى اللذين تحدثا عن ضرورة تهدئة الخطاب الإعلامى، ولاقت الحلقة إشادة كبيرة خصوصا من جانب النشطاء على الفيس بوك، ووجهوا الشكر إلى الشيخين واعتبروهما خير ممثلى الدين الإسلامى، كما يحرص الإعلامى خيرى رمضان على ظهور الداعية الحبيب على الجفرى معه فى حلقات من برنامجه «ممكن» على CBC وهو الشيخ الذى يهاجم دعاة الفتنة من خلال برنامجه على القناة أو من خلال تغريداته على موقع التواصل الاجتماعى تويتر. كذلك استضاف رمضان مؤخرا الشيخ أسامة الأزهرى، الذى تحدث عمن يدعون أن الرسول كان يسب، وشتم تعليقا على ما بدر من بعض الدعاة لمهاجمتهم باسم يوسف لسخريته من قنواتهم وبرامجهم. الدكتور فاروق أبوزيد أستاذ الإعلام أوضح أن الإعلام فى الفترة الحالية يتمتع بمساحة كبيرة من الحرية بعد قيام ثورة 25 يناير، لذا سمح لعدد كبير من القنوات الدينية، والكثير منها متشدد وقليل معتدل، بالظهور على الساحة الإعلامية، ومن حق الشيوخ الذين يظهرون فى هذه القنوات أن يعبروا عن أرائهم ووجهة نظرهم، وظهور الشيوخ المعتدلين بكثرة فى هذه الفترة يجب أن يلقى الترحيب من القنوات الفضائية لتهدئة الاحتقان الطائفى الذى انتشر بعد انتشار القنوات الدينية المتشددة. من جانبها قالت دكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق، إنه بشكل عام عند انتشار ظاهرة يجب التصدى لها بعكسها، فأولا هذه القنوات لم تحصل حتى الآن على ترخيص بث لقناة دينية، فترخيص البث إما عن قناة منوعات أو قناة عامة، وللأسف هذه القنوات استغلت شاشتها للخوض فى أعراض الناس واستخدام ألفاظ بذيئة، وهذا لا يصدر أبدا من شيوخ الأزهر الدارسين للشريعة المعتدين، والذين يعرفون جيدا سماحة الإسلام، هؤلاء الشيوخ يجب أن يظهروا على شاشات القنوات الفضائية حتى يثبتوا أن هذه القنوات ليست قنوات دينية متشددة بل قنوات إثارة، وليس لها هدف نبيل، لذا يجب أن يتصدى لها الشيوخ المعتدلون والداعية من الشباب الجدد. وقال الدكتور صفوت العالم إن ظاهرة انتشار القنوات الدينية المتشددة لا يستطيع الإعلام التصدى لها حتى لو من خلال شيوخ معتدلين، فهؤلاء الشيخ لديهم القدرة على اصطياد كلمات وتحوليها إلى مواضيع عدة، بالإضافة إلى أنهم يعتقدون أنهم على حق ولديهم جماهير واسعة، لذا لا يستطيع أحد التصدى لهم حاليا، إلا من خلال تكوين مجلس قومى لتنظيم العمل الإعلامى من خلال شخصيات يمثلون كل طوائف الإعلام، يعملون على وضع أسس للقنوات الفضائية تجبرها على الالتزام بالقواعد المهنية الإعلامية.