صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    "سبحان الله".. جمل غريب ب"رقبة صغيرة" يثير تفاعلا في السعودية    "مساومة جريئة تُفاجئ الحوثيين: نجل قاضٍ يُقدّم عرضًا مثيرًا للجدل للإفراج عن والده"    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    المهرة: شجاعة لا مثيل لها.. رجال الإنقاذ يخوضون معركة ضد السيول ينقذون خلالها حياة مواطن    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    خطوات هامة نحو تغيير المعادلة في سهل وساحل تهامة في سبيل الاستقلال!!    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    الإنذار المبكر بحضرموت يطلق تحذيرا هاما للساعات القادمة    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مايخدم الأهداف والمصالح المشبوهة التطرف والإرهاب والمغالاة في التشدد الديني
ثالوث لايمت للإسلام بصلة..!

عانت بلادنا خلال السنوات الماضية من عمليات التخريب، والإرهاب الذي تمارسه بعض العناصر الإرهابية في حق الوطن والمواطن باسم الدين؛ وذلك نتيجة للأفكار الضالة والمتطرفة والمتشددة؛ الأمر الذي جعل القيادة السياسية والحكومة تتبنى العديد من البرامج والندوات التوعوية لنشر مفاهيم الوسطية والاعتدال، وأهمية ترسيخ مفاهيم التسامح والمحبة والإخاء في أوساط المجتمع، والتعريف بمخاطر الأفكار المتطرفة والمتشددة، ومن هذه البرامج التوعوية الملتقى التدريبي الأول لمشروع الوسطية والاعتدال الهادف لتأهيل الخطباء والمرشدين والوعاظ في كيفية التصدي للأفكار الضالة والمتطرفة وتوضيح مخاطرها للمجتمع . والذي تنظمه هذه الأيام وزارة الأوقاف والإرشاد بالتعاون مع مؤسسة رايت استارت الإسلامية . في هذا الإطار حرصت الجمهورية على إجراء هذا الاستطلاع مع عدد من المسئولين والمرشدين لتوضيح مخاطر التطرف على الدين، وعلى المجتمعات الإسلامية .
إعاقة مسيرة التنمية
صادق أمين أبوراس - نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية أكد في مطلع حديثه أهمية ترسيخ مفاهيم الاعتدال والوسطية في المجتمع .
وقال: إن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، والحكومة تولي جل اهتمامها بهذه المسألة، وتشد على أيدي الوعاظ والمرشدين في القيام بمهمتهم الوطنية والوظيفة السامية المتمثلة في الدعوة والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة لخدمة مقاصد الشرع الحنيف، ومصالح المجتمع والأمة، والارتقاء بجوهر الإنسان وتنقية عقيدته وسلوكه من الشوائب؛ ليكون عنصراً فاعلاً في البناء والتنمية .
كما أن انعقاد الملتقى الأول لمشروع الوسطية سيكون دافعاً للسير على ضوء الكتاب والسنة، والابتعاد عن الأفكار المتطرفة التي تعيق المسيرة التنموية والاستقرار، وذلك من خلال قيام الدعاة والمفكرين من ذوي الكفاءة والخبرة والاعتدال، ونخبة من المتدربين المختارين من مختلف المؤسسات، والمنابر الإعلامية والإرشادية والدعوية، بتوجيه الخطاب الديني التوعوي، ونشر مفاهيم ومبادئ ثقافة الاعتدال، وقيم المحبة والتسامح والتلاحم، وترسيخ القيم والثوابت الدينية والوطنية .
وقال بأن هناك العديد من المخاطر التي تحيط بالأمة جراء الانحراف عن منهج الوسطية والاعتدال، وتوظيف الخطاب الديني توظيفاً ضيقاً لخدمة أهداف ومصالح مشبوهة لا تمت للدين بصلة، ولا تدرك حجم المخاطر والأضرار المترتبة على السلوك والممارسة الخاطئة، خاصة ما يترتب عليها من إنتاج جيل مشوه الفكر والعقيدة .
وشدد أثناء حديثه على أهمية دور العلماء والدعاة والشباب المستنير والعاملين في حقل التوعية والتوجيه والإرشاد؛ لاجتثاث بذور التعصب والعنف والتطرف والتصدي للأفكار الضيقة والثقافات الدخيلة على العقيدة والوطن، خاصة أن شعبنا عانى الكثير جراء هذه الأفكار المتطرفة والمتشددة .
موضوع جوهري
ويرى الأستاذ حسن اللوزي وزير الإعلام أن موضوع الوسطية هو موضوع جوهري فيما يتعلق بالرسالة الإعلامية اليمنية في وسائل الإعلام الرسمية، خاصة أن هناك خطة أقرت من قبل مجلس الوزراء قبل عامين، وهذه الخطة هي خطة فكرية وسياسية، تتضمن أفكار وموجهات وأساليب العمل من أجل مكافحة كل أشكال التطرف والغلو والعنصرية والتمرد . وطبعاً الوسطية هو العنوان البارز الذي يوضح سوية الشخصية المؤمنة فعندما تجد أن في سلوك الإنسان ما يعبر عن الوسطية والاعتدال في الحياة، نجد أننا نقف أمام الإيمان الصحيح؛ وبالتالي هذا الجهد لا شك أنه سوف يثمر . ومعنا عدد من الدعاة الذين سيعملون معنا في منابر التنوير، وفي تعميق وتوسيع نطاق عطاء رسالة المسجد أولاً، ومن ثم أيضاً خدمة الرسالة الإعلامية لملء المساحة المخصصة للتوعية، وبخاصة في قناة الإيمان، وكما هو واضح من رسالتها، وأهدافها. والهدف البارز والأول هو العمل من أجل تعميق قيم الوسطية والاعتدال في المجتمع .
محاصرة التطرف
ويقول الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد: إن الوسطية ليست شعاراً سياسياً، ولا قضية فلسفية..وإنما واجب ديني وامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى القائل في محكم كتابه {وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً} . ونشر مفاهيم وقيم وأخلاق ديننا الإسلامي الحنيف وأضاف: تكلمنا كثيراً عن الوسطية وحضرنا مؤتمرات كثيرة عن الوسطية، لكن هذا الملتقى مختلف تماماً فهو أمر جديد في تناوله للوسطية، وعملي للغاية، وليس مؤتمرا للتنظير، أو لسماع الكلمات الجديدة حول مفاهيم جديدة للوسطية.. قد يكون هذا موجودا، لكن الأمر عملي، وفعال للغاية لمواجهة الفكر المتطرف بشكل عملي ذكي، وممنهج وسيكون لمدة سنة كاملة.. سنكون نحن و75من الدعاة الوسطيين في اليمن ومن كل محافظات اليمن، وتم اختيارهم بدقة وفق مواصفات دقيقة فكانوا هم الإخوة الأفاضل الدعاة والداعيات .
حصر الشبهات
والفكرة بوضوح شديد هي حصر الشبهات الأساسية التي يستند إليها الفكر المتطرف، وسنجلس على الدائرة المستديرة مع العلماء والدعاة المتميزين، وسنتناول كل شبهة على حدة، ونتناول ونبحث أذكى الأساليب الدعوية للرد على هذه الشبهة، وبما يضمن وصولها إلى عقول الناس بلسان الناس والدعاة حسب ثقافة الناس، وليس بأبجديات العلماء والدعاة، وليس بما نفهمه نحن فقط، ولا ننقله للآخرين، ولكن ننزل بين الناس ونرد على الشبهات، وبما يفهمه الناس، وبإذن الله ستكون الدورة التدريبية ليس فقط مجرد كلام، ولكن كل داعية من الدعاة يتحمل مسئولية الرد على شبهة، ويرد هذه الشبهة إلى وسطية الإسلام، ويحمي الناس من التطرف، ويفتح له الإعلام أبوابه، ويتكلم في المساجد وفي مختلف المنابر وفي خطب الجمعة، ويستمر على ذلك ثلاثة أشهر، حتى نأتيه بالضرورة التالية فنتابع ما تم تنفيذه في الرد على هذه الشبهات، وهل أثمرت، وهل أفادت، ثم نتفق على الشبهات الجديدة، ونبدأ ندرب عليها، ونتفق عليها في الدائرة المستديرة، فنحن إخوة نتبادل الأفكار، وبما يقوي الكيفية التي تمكننا من الوصول إلى الناس للرد على الشبهة، ونحاصر التطرف فكرة بفكرة ودليلا بدليل، وحجة بحجة، حتى ينحصر التطرف فليس أقوى من حجة الحق قال تعالى{فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}. وهذا الذي ينفع الناس يحتاج إلى رجال يحملونه، ولدينا بحمد الله75داعية، كل منهم يحمل لواء شبهة تزحزح معنى الوسطية، وسيعمل على إعادة الأمور إلى جادة الصواب، وهذا هو المشروع الذي سيستمر لمدة عام كامل وكل واحد من هؤلاء الدعاة سيحمل شبهة يعمل على دحضها في كل منابر الدعوة، ونشر الوسطية التي هي قوة، ولابد من تحرك الدعاة والمرشدين عبر الوسائل الإعلامية، والمنابر وتوضيح الأمور للناس وتوعيتهم، وترشيدهم بوسطية واعتدال الدين قولاً وعملاً، فالوسطية ليست ضعفاً، وإنما هي قوة وسر انتشار الإسلام في أصقاع الأرض، وأن من يحب الإسلام ويدافع عنه يجب أن يكون وسطياً ومعتدلاً في فكره، والوسطية ليست شعاراً سياسياً، ولا قضية فلسفية.. وإنما حماية لانتشار الإسلام واحترامه على الأرض واتساع رقعته...
الاستماع والمحاورة
منوهاً بأهمية النزول الميداني إلى الناس، والاستماع إليهم، ومحاورتهم عن تلك الشبهات، والرد عليها، وأن يتحمل كل داعية مسئوليته في رد الشبهة المتطرفة إلى وسطية واعتدال، ودعا إلى تحرك الدعاة والمرشدين عبر الوسائل الإعلامية والمنابر وتوضيح الأمور للناس، وتوعيتهم وترشيدهم بوسيطة واعتدال الدين قولاً وعملاً وقال بأن تلك هي أمانة يتحملها الخطباء والمرشدون والوعاظ على عاتقهم.
مدربون عالميون
ويؤكد الدكتور مقبل الكدهي - عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد، أهمية ترسيخ مفاهيم الوسطية في مجتمعنا، وتحصينه من الأفكار المتطرفة والمتشددة وقال: إن الله عز وجل جعل أمة الإسلام في الوسطية بقوله تعالى: “وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ” .
وأضاف: إن الوسطية يريدها الله، ويريدها الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام؛ لأننا أمام أزمات حقيقية، وإذا انتزعت الوسطية من الإنسان وقع في أزمة فكرية، وإذا وقع في هذه الأزمة وقع في أزمة التفكير، وإذا وقع فيها انطلق إلى تنفيذ التفجير، وهذا ناتج عن التطرف”.
ولفت الكدهي إلى أن المعهد العالي للتوجيه والإرشاد بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد يعملان منذ أربع سنوات لترسيخ مبدأ وقيم الوسطية من خلال إقامة الدورات والندوات والمحاضرات عن وسطية واعتدال الدين، حتى يأمن المجتمع من أخطار التطرف والغلو، وقال بأنه سيتولى التدريب في الملتقى التدريبي الأول لمشروع الوسطية مدربون دوليون متخصصون ومنهم الداعية والعالم الكبير الذي يعتبر حجة المسلمين في العالم الإسلامي الشيخ البروفسور عبدالله بن بيه وهو العالم الكبير في شنقيط والذي سيكون من ضمن المدربين وأيضاً يشارك في التدريب الدكتور أحمد الكبيسي، والدكتور عمرو خالد، وأساتذة دوليون على مستوى عالمي يدربون على مدى خمسة أيام، ثم يخصصون لكل مشارك من المشاركين ال75يخصصون له ثغرة من ثغرات التصرف ويكلفونه بمواجهات، وكل مشارك سيتحمل ثغرة أو شبهة من شبه التطرف، وينزل إلى الشارع ومن خلال منبره، ويقوم بمواجهتها بالحجة السليمة، وكشف عدم صوابها لمدة ثلاثة أشهر ثم يقيم ويتابع من خلال ممارسته في الواقع؛ لأنها أمانة وإذا أخفق في التطبيق الأول سيستثنى ويستبدل غيره . والمحاور الأساسية لهذا البرنامج ترتكز على مواجهة التطرف بكل أشكاله سواء التطرف السياسي والتطرف الديني الصحفي، فالتطرف لا يرتبط بالجانب الديني فقط، بل التطرف بكل أشكاله فنحن نريد أن نواجه كل نوع من أنواع التطرف بالحجة الدامغة والقاطعة .
تصحيح بعض المفاهيم
الشيخ قاسم عبده عزالدين مدير التوجيه والإرشاد في محافظة صعدة قال: إن مشروع الوسطية والاعتدال له أهمية كبيرة والمجتمع بشكل عام بحاجة إلى مثل هذه المشاريع والبرامج التدريبية لتدريب الوعاظ والمرشدين في كيفية توعية المجتمع من مخاطر التطرف والغلو والتشدد، وترسيخ مفاهيم التسامح والاعتدال والمحبة والإخاء، خاصة أن هناك فهما خاطئا لدى بعض الناس حول بعض النصوص الشرعية، وهناك تعبئة لبعض الأفكار المتشددة والمتطرفة؛ لهذا كان لابد أن تكون هناك دعوة للوسطية سائدة في المجتمع واستجابة لقوله تعالى: “وكذلك جعلناكم أمة وسطا” كما أن رسولنا الكريم أوصلنا بالوسطية في تعاملاتنا كقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم “يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا” وكما نلاحظ اليوم أن الخراب الموجود في بعض مجتمعاتنا الإسلامية؛ نتيجة للتطرف والتشدد والغلو رغم أن ديننا - كما ذكرت - يدعو للاعتدال والوسطية؛ لهذا يجب على كل واعظ ومرشد وخطيب أن يعمل من موقعه على ترسيخ مفاهيم الاعتدال والمحبة والتسامح والإخاء وحب الخير للجميع وهذه هي مفاهيم الوسطية، والدين يسر وليس عسرا، مع التركيز أن مفاهيم الوسطية، ليست التفلت من الأمور الدينية والشرعية، وترك النصوص الشرعية الواضحة جانباً، والعمل بالرأي والرغبات الشخصية، وإنما العمل بكتاب الله عز وجل، وبالسنة النبوية الواضحة بعيداً عن التشدد والغلو والتكفير ومعاداة الناس .
أسباب التطرف والتشدد
أما الشيخ جبري إبراهيم فيرى من جانبه أن أبرز أسباب التطرف والتشدد هو غياب التوجيه الصحيح والواعي والمعتدل عن الساحة الإسلامية، وهناك شباب انجرفوا مع الحياة المادية والتكنولوجيا الحديثة، وما رافقها من وجود انحلال أخلاقي وفساد وانحراف؛ وهذا أدى إلى انحراف بعض الشباب عن جادة الصواب، ثم فجأة شعروا أن هذا الدين دين فطرة فعادت فطرتهم إلى دينهم فعادوا يبحثون عما يكفرون به الخطأ وما يعدلون به الانحراف الذي حصل عندهم سابقاً فلم يجدوا من يحتضنهم، ومن يوجههم التوجيه السليم، فوجدوا شبابا في سنهم فوجهوهم التوجيه المتشدد . والمتحمس الذي رأى الفساد بأم عينه وعايشه أيضاً يريد أن يقاوم هذا الفساد فأخطأوا الطريق فقتلوا، وأفسدوا أكثر مما أصلحوا . الشيء الآخر أن ثمة بعض المفاهيم للنصوص الدينية والعقدية عند بعض الجماعات.
هذه المفاهيم خلقت نوعا من التشدد ونوعا من الحماس الزائد عن الحد اللازم وفهما غير مرتبط بنصوص الشريعة المتكاملة، فكان أن انحرفوا عن الجادة التي بها جاء الدين الإسلامي وقد بين صلى الله عليه وسلم أنه يأتي في آخر الزمان شباب تغبطون عبادتكم عند عبادتهم ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
فأخبر النبي أن هؤلاء أناس عندهم دين، وعندهم محبة دين، هذا التدين لم يلتزم بقواعد الشرع، ومقاصد الدين، والفهم الصحيح للنصوص الشرعية بجميع مضامينها، وليس الاقتصار على نص معين دون فهم بقية النصوص .
شرح الشبهات
الدكتور نجيب الخليفة - المشرف العلمي على مشروع الوسطية والمستشار في المعهد العالي للتوجيه والإرشاد قال: مشروع الوسطية والاعتدال سوف يستمر حوالي عاماً كاملاً في مرحلته الأولى لاجتثاث التطرف والتشدد من بلادنا بالوسائل الحديثة؛ حيث تمت الاستعانة بمؤسسة رايت استارت، والتي يرأسها الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد وسيشارك كذلك في هذا البرنامج العديد من كبار الدعاة في عالمنا الإسلامي، وذلك لشرح الشبهات التي يتحجج بها المتطرفون، وسيتم تكليف كل داعية بمشكلة معينة، وسيعمل على معالجتها بعيداً عن الشعارات؛ وذلك للقضاء على مختلف الأفكار المضللة والمتشددة .
الوسطية والاعتدال في القرآن والسنة
ويقول الدكتور. ناصر بن عبدالكريم العقل:
الله تعالى ميز هذه الأمة(أمة الإسلام) بالوسطية بين الأمم فقال سبحانه: "وكذلك جعلنكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً"(البقرة: 143)، والوسطية هنا تعني: العدل والخيار وسائر أنواع الفضل، فهي أفضل الأمم .
مفهوم الوسطية والاعتدال
أ‌- مفهوم الاعتدال: الاعتدال لغة - قال القاموس المحيط:
العدل: ضد الجور، وما قام في النفس أنه مستقيم)، و(عدل الحكم تعديلا:إقامة،و(عدل) فلانا:زكاة، و(عدل) الميزان( سواه)،و(الاعتدال توسط حال بين حالين في كم أو كيف، وكل ما تناسب فقد اعتدل، وكل ما أقمته فقد عدلته وعدلته)، والعدول: هم الخيار .
وذكر في القاموس المحيط: من معاني العدل والاعتدال: الحكم بالعدل، والاستقامة، والتقويم، والتسوية، والمماثلة، والموازنة، والتزكية، والمساواة، والإنصاف، والتوسط.
أما اصطلاحاً فالاعتدال هو: التزام المنهج العدل القويم، والحق الذي هو وسط بين الغلو والتنطع، وبين التفريط والتقصير، فالاعتدال والاستقامة وسط بين طرفين هما: الإفراط والتفريط .
والاعتدال هو: الاستقامة والتزكية، والتوسط والخيري.
فالاعتدال يرادف الوسطية التي ميزت بها هذه الأمة، قال تعالى"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت الكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم" .
وقد فسر الرسول هذا بقوله: (والوسط: العدل)، ومن معاني العدل والوسط: الخيار .
ولا يتحقق الاعتدال في الاعتقاد والعمل والعلم والدعوة وغيرها إلا بالتزام الكتاب والسنة وسبيل المؤمنين .
ب‌- مفهوم الوسطية: الوسطية في اللغة: قال في المعجم الوسيط الصحيح(وسط) الشيء-(يسطه) وسطا، وسطه: صار في وسطه ويقال: وسط القوم، ووسط المكان . فهو واسط. و-القوم، وفيهم وساطة: توسط بينهم بالحق والعدل .
(وسُط) الرجل-(يوسُط) وساطة، وسطه: صار شريفاً وحسيباً. فهو وسيط .
(أوسط) القوم: صار في وسطهم .
(توسيط) فلان: أخذ الوسط بين الجيد والرديء. و- بينهم: وسط فيهم بالحق والعدل.و- الشيء: صار في وسطه. يقال: توسط القوم .
(الوسط): المعتدل من كل شيء، وأوسط الشيء: مابين طرفيه. وهو من أوسط قومه: من خيارهم .
(الوسط) وسط الشيء: ما بين طرفيه، وهو منه.والمعتدل من كل شيء يقال: شيء وسط: بين الجيد والرديء. وما يكتنفه أطرافه ولو من غير تساو. والعدل.والخير:(يوصف به المفرد وغيره) وفي التنزيل العزيز: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا": عدولا أو خيارا وهو من وسط قومه: من خيارهم .
والصلاة الوسطى: العصر، لتوسطها بين صلاتي النهار وصلاتي الليل، وقيل الصلاة الوسطى: الفضلى، وفسرها بعضهم بالجمعة.(ج) وسط .
(الوسوط): المتوسط وبيت من بيوت الشعر أكبر من المظلة وأصغر من الخباء أو هو أصغرها.(ج) وسط .
الوُسوط: وسوط الشمس، توسطها السماء.
(الوسيط): المتوسط بين المتخاصمين، و- المتوسط بين المتبايعين أو المتعاملين.- والمعتدل بين شيئين. وهي وسيطة.(ج) وسطاء، ويقال هو وسيط فيهم: أوسطهم نسبا، وأرفعهم مجداً .
فالوسطية تأتي بمعنى: التوسيط بين شيئين، وبمعنى العدل، والخيار، والأجود، والأفضل، وما بين الجيد والرديء، والمعتدل، وبمعنى الحسب والشرف .
ونجد أهل السنة والسلف الصالح-بحمد الله- تحققت فيهم هذه المعاني الفاضلة، كما سيأتي بيانه.
- الوسطية في الشرع والاصطلاح: وردت الوسطية في القرآن الكريم في أكثر من آية وفي السنة في أكثر من حديث على المعاني التالية:
(1) بمعنى العدل والخيرية والتوسط بين الإفراط والتفريط ومن ذلك قوله عزوجل:" وكذلك جعلناكم أمة وسطا" أي عدلا (سورة البقرة) –أية 143 وبهذا المعنى فسرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الخدري فقال:( الوسط: العدل) (صحيح البخاري ك التفسير ج 4487)
(2) وفسرها ابن جرير الطبري (3/242) بمعنى التوسط بين الإفراط والتفريط .
(3) وكذلك ابن كثير (1/275) فسرها: بالخيار الجود .
(4) وتأتي الوسطية في السنة كذلك بمعنى الأوسط والأعلى كما وصف عليه الصلاة والسلام الفردوس بأنه أوسط الجنة وأعلى الجنة-(البخاري ك الجهاد 2790)
(5) ويأتي معنى الوسطية على اعتبار الشيء بين الجيد والرديء كما قال ابن عباس- في رواية عنه- كان الرجل يقوت أهله قوتا دونا وبعضهم قوتا فيه سعة فقال الله:"من أوسط ما تطعمون أهليكم "المائدة 89 -الخبز والزيت.
(6) وفسر بعضهم: (أوسط) في الآية بأنه: الأعدل والأمثل فتكون الآية على هذا التفسير مندرجة تحت المعنى الأول الذي هو (العدالة والخيار والأجود) .
(7) كما تأتي الوسطية بمعنى: ما بين طرفي الشيء وحافتيه .
ومن ذلك قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} البقرة 238- والصلاة الوسطى صلاة العصر وسميت الوسطى؛ لأن قبلها صلاتين على اختلاف في تحديد أي الصلوات هي .
ومن ذلك ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه خط خطاً مربعاً ، وخطاً وسط الخط المربع، وخطوطاً إلى جانب الخط الذي وسط الخط المربع وخطاً خارجاً من الخط المربع، وقال: أتدرون ما هذا قالوا: الله ورسوله أعلم قال: هذا الإنسان الخط الوسط، وهذه الخطوط إلى جانبه الأعراض تنهشه .
ومن ذلك قوله : وسطوا الإمام وسدوا الخلل .
(8) وتأتي الوسطية بمعنى التوسط الظرفي ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من جلس وسط الحلقة" ضعفه الألباني ضعيف سنن أبي داود(393)
وتأتي الوسطية مقابل الغلو وهو مجاوزة الحد قال تعالى:( لاتغلوا في دينكم )النساء 1717،المائدة 77 –وقال صلى الله عليه وسلم : "إياكم والغلو في الدين" .
- والإفراط: وهو بمعنى الغلو وهو تجاوز القدر في الأمور .
- والتفريط: وهو بمعنى التقصير .
- فمنهج أهل السنة وسط في ذلك بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة .
- والجفاء: خلاف البر والصلة قال صلى الله عليه وسلم في حق القرآن: ولا تجفوا عنه أي: لا تنقطعوا عن تلاوته .
- والظلم: وهو مجاوزة الحق ولذلك سمى الله الشرك ظلماً –(إن الشرك الظلم عظيم) .لقمان 13.
- فأهل السنة هم الوسط في العدل والإنصاف، وعليه فالوسطية والاعتدال معنيان مترادفان في المفهوم اللغوي والشرعي الاصطلاحي فهما العدل والاستقامة والخيرية والاعتدال والقصد والفضل والجودة .
فالاعتدال والوسطية منهج الحق ومنهج الأنبياء وأتباعهم ويتمثل ذلك بالإسلام بعد مبعث النبي ، وبالسنة ومنهج السلف بعد ظهور الأهواء والافتراق فأهل السنة والجماعة هم العدول الخيار في العقيدة والعبادة والأخلاق والمواقف .
هذا ونسأل الله أن يجعلنا من أهل الحق والعدل والاستقامة، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى، ويقيهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، ولا حول ولا قوة إلا بالله .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.