شدد صادق أمين ابو راس نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية على دور العلماء والدعاة والشباب والعاملين في حقل التوعية والتوجيه والارشاد في اجتثاث بذور التعصب والعنف والتطرف والتصدي للأفكار الضيقة والثقافات الدخيلة على العقيدة والوطن، لافتا إلى حجم المخاطر التي تحيط بالامة جراء الانحراف عن منهج الوسطية والاعتدال وتوظيف الخطاب الديني توظيفاً ضيقاً لخدمة أهداف ومصالح مشبوهة لا تمت للدين بصلة ولا تدرك حجم هذه المخاطر والاضرار المترتبة على السلوك والممارسات الخاطئة وما يترتب عليها من انتاج جيل مشوه الفكر والعقيدة. وأكد ابو راس خلال افتتاحه فعاليات الملتقى التدريبي الأول لمشروع الوسطية والاعتدال اليوم الثلاثاء بصنعاء والذي تنظمه مؤسسة "رايت استارت فاندويش انترناشيونال" بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والارشاد والمعهد العالي للتوجيه والارشاد خلال الفترة من 30 نوفمبر وحتى ال5 من ديسمبر 2010م على دعم الدولة والحكومة لتدريب الوعاظ والمرشدين في ترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال والارتقاء بجوهر الانسان وتنقية عقيدته وسلوكه من الشوائب ليكون عنصرا فاعلا في البناء والتنمية.. مشيرا إلى ان القيادة السياسية ممثلة بفخامة الاخ رئيس الجمهورية تولي جل اهتمامها بالدعوة وتشد على أيدي الوعاظ والمرشدين في القيام بمهامهم الوطنية والوظيفية السامية المتمثلة في الدعوة والارشاد بالحكمة والموعظة الحسنة لخدمة مقاصد الشرع الحنيف ومصالح المجتمع والامة. ودعا ابو راس إلى تضافر جهود الدعاة المستنيرين من حملة الاقلام والافكار المعتدلة للقيام بواجبهم الديني والوطني لخدمة مقاصد الدين وتبصير الناس بأمور دينهم حاثا المتدربين على ان يكونوا قدوة حسنة في الوعظ والارشاد والسلوك للتعامل مع كل وسائل الحيان لنجاح ما أوكل اليهم من مهام. من جانبه اعتبر الداعية الاسلامي عمرو خالد رئيس مؤسسة رايت استارت الملتقى الذي يشارك فيه 75 واعظا وواعظة من كافة المحافظة على مدى خمسة ايام ملتقى عملي وفعال لمواجهة الفكر المتطرف بشكل منهجي ينفذ لمدة سنة كاملة مؤكدا على أهمية النزول الميداني إلى الناس والاستماع اليهم ومحاورتهم حول تلك الشبهات المتطرفة والرد عليها. وقال في سياق كلمته ان الوسطية ليست ضعفا أو شعارا سياسيا ولا قضية فلسفية وانما هي قوة وسر انتشار الاسلام على اصقاع الارض كما انها حماية لانتشار الاسلام واحترامه على الارض واتساع رقعته داعيا ان يتحمل كل داعية مسؤوليته في رد الشبهة المتطرفة إلى وسطية واعتدال وان يتحرك الدعاة والمرشدين عبر الوسائل الاعلامية والمنابر وتوضيح الامور للناس وتوعيتهم وترشيدهم بوسطية واعتدال في الدين قولا وعملاً. إلى ذلك قال عميد المعهد العالي للتوجيه والارشاد مقبل الكدهي ان الله عز وجل جعل أمة الاسلام في الوسطية بقوله تعالى (وجعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً". واضاف :" أن الوسطية يريدها الله ويريدها الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام .. لأننا أمام أزمات حقيقة ، وإذا انتزعت الوسطية من الانسان وقع في أزمة فكرية ، وإذا وقع في هذه الأزمة وقع في أزمة التفكير، وإذا وقع فيها إنطلق إلى تنفيذ التفجير وهذا ناتج عن التطرف ". وأوضح أن انعقاد الملتقى مع ذكرى ال 30 نوفمبر الاستقلال الوطني، رحيل آخر جندي بريطاني من أرض الوطن، لتكون بهذه الذكرى فتح صفحة جديدة ، واعتلاء منابر وتحمل مهام جديدة كل في موقعه لمواصلة مسيرة النضال وحماية الوطن من كل دخيل بشخصه وفكره ، لتبقى اليمن حرة تنطلق في دعوتها وخطابها الارشادي من مصدر الوحيين الشريفين الكتاب والسنة . ووأشار الكدهي إلى أن المعهد العالي للتوجيه والارشاد بالتعاون مع وزارة الأوقاف والارشاد يعملان منذ أربع سنوات لترسيخ مبدأ وقيم الوسطية من خلال إقامة الدورات والندوات والمحاضرات عن وسطية واعتدال الدين حتى يأمن المجتمع من اخطار التطرف والغلو . وكان قد تخلل حفل الإفتتاح فقرات إنشادية قدمتها فرقة الإتحاد الفنية ، وقصيدة للشاعر زين العابدين الضبيبي، نالت إعجاب الحاضرين.