تحدث المفكر الأمريكى نعوم تشومسكى عن ثورة مصر فى ندوة بجامعة كولومبياالأمريكية، وأكد أن مصر تواجه ظروفا سياسية قاسية وتحديات صعبة، بسبب دعم بعض الدول العربية لبعض المعارضين للنظام السياسى الجديد. ورصد تشومسكى، عدة أسباب تجعل دولة مثل الإمارات العربية المتحدة الصديق السابق لنظام حسنى مبارك لعداء نظام الرئيس مرسى الحاكم فى مصر اليوم، ودعمها للمعارضة ضده . وقال أن أهم تلك الأسباب أن مشروع تطوير منطقة قناة السويس، الذى يتبناه الرئيس مرسى، سيُصبح أكبر كارثة لاقتصاد الإمارات خاصة إمارة "دبى"، صاحبة الإقتصاد الخدمى الضعيف إنتاجيا، والذى يعتمد على الموانئ البحرية، وأكد أن موقع قناة السويس هو موقع استراتيجى، أفضل من دبى الموجودة داخل الخليج العربى، الذى يمكن غلقه إذا ما نشب صراع مع نظام إيران. وأضاف المفكر الأمريكى، أن حقول النفط فى الإمارات تتركز فى إمارة "أبو ظبى"، وأن كل إمارة فى دولة الإمارات تختص بثرواتها الطبيعية فقط، و"دبى" هى أفقرها فى الموارد الطبيعية، و تعتمد اعتماداً كلياً على المشروعات الخدمية، التى تقدمها للغير، ومشروع تطوير قناة السويس سيدمر هذه الإمارة اقتصادياً خلال 20 سنة من الآن. وقال المفكر الأمريكى أن الإمارات أكثر دولة عربية تعتمد سياسياً ومخابراتياً على الموساد الإسرائيلى والمخابرات الأمريكية، وخصوصاً بعد بناء المشاريع الخدمية بعد عودة هونج كونج إلى الصين، والنمو الصاروخى لاقتصاديات النمور الأسيوية، وسيضمحل هذا الاعتماد تدريجياً، حيث إن هذا الاعتماد المخابراتى كان بسبب كمية المبادلات التجارية الضخمة التى كانت تجرى على أرض الإمارات. وقال تشومسكى، إن "الإمارات تربطها علاقات تجارية واقتصادية حميمة مع إيران، ،فإذا نشبت حرب بين أمريكاوإيران، وسحب البساط التجارى من "دبى" إلى "مصر" سيعمل على ترك الإمارات دون غطاء جوى أمريكى عمداً، لكى يتم تدمير مرافقها وتأتى شركات أمريكية، لإعادة بنائه بالأموال الإماراتية المودعة فى أمريكا. وأكد المفكر الأمريكى، أن "الإمارات" هى الثورة المضادة ضد الجيش السورى الحر والثورة المصرية، حتى لا يتم نجاح التواصل بين "تركيا ومصر"، وهذا سيؤدى إلى فتح الأبواب التجارية الأوروبية للمنتجات السورية والمصرية، وستصبح الحاجة إلى مشاريع أعمار منطقة قناة السويس هى اللطمة للاقتصاد الإماراتى. وأنهى تشومسكى حديثه قائلا إذا ما نفذ مرسى هذا المشروع العملاق فى منطقة قناة السويس، فإن مصر ستنتقل إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً، وقال يجب أن يتم تطوير أنظمة التعليم والثقافة التعليمية فى مصر، كى تواكب النهضة المستقبلية.