ذكرت دراسة بريطانية أن الأشخاص الأقل حساسية للألم تكون موروثاتهم الجينية أكثر تنوعاً من الأشخاص الذين لديهم حساسية كبيرة للألم . وقال الباحثون البريطانيون في الدراسة التي نشرت في دورية (بي إل أو إي جينيتيكس) الأمريكية، إن الأشخاص الأقل حساسية على الألم قد يكون لديهم مجموعة من الموروثات التي تعمل سوياً على تخفيف حدة الألم . وأعرب الباحثون في الدراسة عن اعتقادهم بأن نتائج هذه الدراسة قد تمهّد الطريق إلى تطوير علاجات مهدئة أكثر فعالية . وقام الباحثون بدراسة على 2500 شخص طلبوا منهم أن يضغطوا على زر، عندما يعجزون عن تحمّل الأمل الذي يسبّبه كاشف حرارة مربوط بذراعهم . وعمد الباحثون بعدئذٍ إلى تحليل عينات من الحمض النووي تعود إلى 200 شخص من بين الأشخاص الأكثر والأقل حساسية للألم، فاستنتجوا أن سبب اختلاف الحساسية للألم بين المجموعتين تعود إلى اختلاف في متغيراتهما الوراثية، موضحين أن الأشخاص الأكثر حساسية للألم لديهم تنوّع أقل في حمضهم النووي من الأشخاص الأقل حساسية له . ويقول الباحثون إن النساء يشعرن بالألم أكثر من الرجال عند المرض، مشيرين إلى أن الأطباء لا يصفون عادةً الأدوية المناسبة للتخفيف من آلامهن . وساد اعتقاد لزمن طويل أن النساء أكثر قدرة على تحمل الأوجاع من الرجال لأنهن يخرجن مثلاً من مرحلة المخاض والولادة خلال فترة قصيرة، لكن الباحثين يقولون الآن أن العكس هو الصحيح . وبحسب الباحثين والخبراء الصحيين الذين شاركوا في المؤتمر الذي عقدته "الجمعية العالمية لدراسة الالم" في غلاسكو باسكتلندا أخيراً، فإن المرأة تشعر بالألم أكثر إذا أصيبت بأمراض مثل الصداع النصفي والأمعاء والتهابات المفاصل، مشيرين إلى أن هؤلاء يشعرن بالألم أكثر من الرجال ويستغرقن فترة أطول للشفاء . وقال الدكتور ترويلز جنسن إن الهرمونات الأنثوية المختلفة عند المرأة وكذلك تركيب جسدها وجهازها العصبي المركزي يعرضها للألم أكثر من الرجال، معرباً عن خيبة الأمل لأنهن، أي النساء، لا يحصلن على الأدوية المناسبة للتخفيف من معاناتهن عن الشعور بالألم . وأضاف هؤلاء إن معالجة النساء بشكل فعال سيكون له مردود جيد على بلد كبريطانيا لأن ذلك سيقلص عدد أيام الإجازات المرضية التي تأخذها النساء بسبب الألم . ويقول رئيس جمعية الاتحاد من أجل وضع سياسة للآلام المزمنة" الدكتور بيفرلي كوليت "بدأنا نفهم مثل هذا الفرق في الألم قبل 10 سنوات فقط وهذا موضوع لم يحظ بما يستحقه من البحث بعد"، مشيراً إلى أن الأدوية لها تأثير مختلف عند تناولها من قبل الرجال أو النساء . من جهة ثانية، ذكرت دراسة بريطانية أن ألعاب الفيديو العنيفة تزيد القدرة على تحمّل الألم بنسبة 65% . ونقل موقع صحيفة "ديلي ميل" عن كاتب الدراسة الأساسي الطبيب ريتشارد ستيفنز، وهو محاضر في علم النفس في جامعة كيل البريطانية، قوله "كنا نفترض أن التفوه بالشتائم يسهم في تخفيف الألم، من خلال إنشاء ردة فعل نفسية لدى المشاركين غالباً ما تكون عدائية وتسهم في إطلاق المقاومة في الجسم" . وأضاف أن "هذه الدراسة الأخيرة كانت اختباراً لهذه الفرضية حاولنا فيها زيادة عدائية المشاركين من خلال السماح لهم بممارسة إحدى ألعاب الفيديو العنيفة" . وأشار إلى قيامه بعدئذٍ "باختبار أثر هذه الألعاب في القدرة على تحمل الألم"، لافتاً إلى أن "النتائج تؤكّد على توقعاتنا القائلة إن ممارسة ألعاب الفيديو أسهمت في زيادة العدائية، والقدرة على تحمل الألم، على حد سواء" . وقام الباحثون من جامعة كيل بدراسة على عدد من المشاركين عمدوا إلى تقسيمهم إلى مجموعتين، طلبوا من الأولى ممارسة إحدى الألعاب العنيفة لمدة 10 دقائق، فيما طلبوا من الثانية ممارسة إحدى الألعاب غير العنيفة وللمدة عينها . ثم، سألوا المشاركين في المجموعتين أن يضعوا إحدى يديهم في المياه الباردة لامتحان ردة فعلهم على الألم . ولاحظ الباحثون أن المشاركين الذين مارسوا لعبة فيديو عنيفة أبقوا يديهم لفترة أطول ب65% من المشاركين الذين مارسوا لعبة فيديو غير عنيفة، كما لاحظوا ازدياد سرعة نبضات قلوبهم . وعزا الباحثون، ذلك إلى مقاومة الجسم الطبيعية للضغط التي تؤدي إلى إطلاق موانع الألم في الدماغ، ما يسهم في خفض الشعور بالألم . وفي السياق نفسه وجدت دراسة أمريكية جديدة أن رابطاً واضحاً بين السمنة وحدة الشعور بالألم، إذ تبيّن أن الأشخاص الأثقل يشعرون أكثر بالألم . وقام الباحثون في جامعة "ستوني بوك" الأمريكية باحتساب مؤشر كتلة الجسم عند مليون راشد بالاعتماد على أسئلة حول الطول والوزن، وقد أجاب المشاركون على أسئلة تتعلق بالألم، وتبيّن أن 63% منهم يعانون السمنة والوزن الزائد . وظهر مقارنة بالأشخاص الذين يعد وزنهم طبيعياً أو منخفضاً، أن الذين يعانون الوزن الزائد أو السمنة تزيد معدلات الألم عندهم 20% وكلما زاد الوزن كلما زاد الألم . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة آرثور ستون إن "نتائجنا تؤكد الرابط بين السمنة والألم" . وقال الباحثون إنه قد تكون هناك تفسيرات عدة لهذا الرابط بينها إمكانية أن تكون الدهون الزائدة في الجسم تحث بعض العمليات النفسية المعقدة التي تنتج التهابات وألماً، كما قد تحدث الاكتئاب المرتبط أيضاً بالألم .