صدر عن قسم الدراسات والنشر بدائرة الثقافة والإعلام فى الشارقة، العدد الجديد من مجلة "الرافد185"، لشهر يناير 2013، بغلافه الجديد المترافق مع إطلالة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى الأخيرة، فى المؤتمر الأول لاتحاد الكتَّاب والأدباء فى الإمارات (دورة الشيخ زايد)، وبهذا العدد الحافل أيضاً العديد من الدراسات العلمية والأدبية، حيث دشّنت "الرافد" عهداً جديداً من التطور، على مستوى الشكل والمضمون، فضلاً عن إصدارها لكتابين يوزعان بالتزامن مع كل عدد. من أبرز المواضيع التى تناولها العدد الجديد؛ كلمة سلطان بن محمد القاسمي، بمناسبة انعقاد المؤتمر الأول لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، التى وضع فيها النقاط على الحروف حول مفاهيم: الثقافة والمثقفين، والفرق بين المثقف الملتزم وغير الملتزم، ومعنى الحرية فى الكتابة. وفى ركن "قامات" يكتب د.عمر عبد العزيز عن الروائى جابرييل جارسيا ماركيز، الذى "لم يفترض أحد أن يخرج من تلك البيئة الموبوءة بالأوليغاركيا العسكرية المتحالفة مع سياسى الخراب والفساد، حيث نال ماركيز جائزة نوبل عن روايته "مائة عام من العزلة"، والتى لم تأت من فراغ بل سبقتها بروفات القصص القصيرة التى كانت للرجل بمثابة منصة انطلاق بُنى عليها هذا الصرح السردى الباذخ. وفى زاوية "تراث"، يقدم الباحث محمد عمر ورسمة عرضا عن "خلاوى القرآن فى الصومال" المعروفة ب"الدكسى"، فيحدثنا عن تقاليد تحفيظ القرآن الكريم فى الصومال، مبرزاً مكانة الخلاوى القرآنية لدى الشعب الصومالى، كما يتعرض لأدوات وأساليب التعليم فى الدكسى القرآنى، الذى ظل صرحاً علمياً شامخاً يخرج الدعاة، والمفكرين، واللغويين. أما معصوم محمد خلف فيكتب عن "الفن الإسلامى فى مشهد الشخصية الإنسانية"، حيث يعتبر الفن مؤسسة اجتماعية تربوية، فهو ملازم للإنسان والمجتمع من ناحية الدين والأخلاق والاقتصاد، وفرع من فروع الثقافة أيضاً، فالفن يخاطب مشاعر الإنسان كما يخاطب عقولهم، والقرآن الكريم معجزة الرسول العظمى، وهو معجزة جمالية إضافة إلى أنه معجزة عقلية. وللفن الإسلامى خصائص عديدة منها: أنه فنٌ توجيهى، فن العلم، أى أنه لا ينطلق من جهل ولا يسير فى ظلمات. ونقرأ فى العدد أيضاً للكتَّاب: أحمد أبو زيد، د. عمرو عبد العزيز منير، د. رمضان بسطاويسى، وغيرهم. أما ملف العدد فيحتفى الرواية الخليجية، حيث اشتمل على عدد من الدراسات لكتاب مختلفين، بدأها د. الرشيد بو شعير بدراسة تحت عنوان "الرواية الخليجية.. بانوراما تاريخية وفنية"، أما د. فاطمة البريكى فكتبت "الملامح الفنية للرواية الخليجية الجديدة.. الرواية الإماراتية نموذجاً"، كما كتبت زينب عيسى الياسى عن "التحولات والرواية الخليجية.. الأثر والفنيات"، وتناول عزت عمر "الرواية الخليجية النسائية.. جدل الماضى والراهن" وأخيراً ختم الملف بدراسة تحت عنوان "المكان بين الثابت والمتحول.. قراءات مداخلية لروايات إماراتية"، للدكتور هيثم الحاج على. فيما جاء مع العدد كتابان للرافد- رواية "جُمعَة" ذات الأسماء الخمسة، وهى رواية للكاتب والسياسى اليمنى الدكتور ياسين سعيد نعمان، وفيها تعكس البطلة "جُمعَة"، واقع المرأة فى المجتمع اليمنى، التى تحولت بقوة القهر المديدة إلى اسم صودرت هويته، وإنسانة تموضعت جبراً خارج نطاق الإرادة الحرة للخيار والاختيار.والكتاب الثانى بعنوان :- ملامح الحضارة الإسلامية فى كتب التراث، وهو كتاب للباحث السيد نجم، حوى عرضاً عن عدد من كتب التراث العربى تبرز عطاء العقل العربى ومنجزات العلماء وأهل الفكر فى موضوعات شتى منها: العلمية والتاريخية والأدبية والطريفة أيضاً، ومن أمثلتها: كتب "جابر بن حيان".. علم الكيمياء، كتب "الحسن بن الهيثم".. الطب، كتب "ابن رشد".. علم المنطق، وغيرها الكثير؛ من أجل أن نتعرف إلى ما أنتجه أجدادنا القدامى، أصحاب الفضل على الفكر الإنسانى كله.