الأربعاء 09 يناير 2013 01:49 صباحاً المجلة في دراسة حديثة قدمتها مؤسسة "ديجتال بولتيك كاونسال" المختصة بمراقبة الحكومات ونشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء حضور الزعماء العرب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بارزاً. بين الملكة رانيا العبدالله ملكة الأردن، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي، والرئيس المصري محمد مرسي تفاوتت المراتب. تشير الدراسة إلى ارتفاع ملحوظ شهده موقع تويتر هذا العام من قبل حضور الزعماء والذي تجاوز عددهم123 زعيماً. السؤال لماذا هذا الاقبال من زعماء العرب تحديداً على التواصل مع شعوبهم من خلال تويتر؟ لو تجنبنا الحديث عن تويتر كوسيلة تواصل اجتماعية سريعة الانتشار، محاولين فهم موقف الزعيم المغرد ماذا عساه سيكون. صحيفة المصري اليوم نشرت على صفحتها منذ أيام عنواناً يؤكد ما جاءت به الدراسة حيث كتبت: " الجنيه يتراجع.. والأسعار تقفز.. والرئيس يغرّد " باعتبار أن التغريد أصبح من المهام الرئاسية لرؤساء ما بعد الربيع العربي! أشهر الزعماء المغردين الرئيس المصري محمد مرسي، الذي حل ضيفاً على الرئاسة المصرية منذ أشهر كحصاد مبكر لديمقراطية الربيع العربي. نجده احتل المركز الثالث عربياً، والرابع عشر عالمياً كأكثر الزعماء العرب متابعة على تويتر. من تغريدات السيد الرئيس ماذا يغرد الرئيس؟ المتابع لحساب الرئيس محمد مرسي على تويتر والمدار من قبل مكتب الرئيس كما يظهر في أعلى صفحة الرئيس، سيلاحظ أن التغريد عادة يومية لدى فخامة الرئيس، تدور جلها بين تطمينات بأن مصر تمر بأحسن حالاتها: "بناء دولة عصرية بعد سنوات طويلة من الاستبداد و الفساد والديكتاتورية والسلطة المطلقة لا يمكن القيام به إلا بتكاتف جميع قوى المجتمع". "سأكون دائماً كما عاهدت شعب مصر العظيم خادماً لهذا الشعب لا أدخر جهداً فى العمل مع كل أبنائه لصالح مصر والمصريين". وبين تغريدات أخرى هجومية لكل من ينتقد مصر ويطلق الإشاعات: " مصر لن تفلس و لن تخضع ولن تركع بفضل الله ما بقي الشعب المصري منتجا جادا يقظا في وجه هؤلاء المفسدين المفلسين". وتغريدات اخرى متنوعة بين: "اصل الليل بالنهار حتى تقف مؤسسات الدولة على قدميها وتقوم بدورها بالتوازي وليس على التوالي". "لكل أحباب مصر وأهلها اطمئنوا فلن اظلم احدا أبدا ولن أتيح الفرصة لمن يريد أن يوقف الثورة ويعرقلها". و "الرئيس يغرد لكم بعد قليل". السؤال.. ماذا سيستفيد الشعب من تغريدات الرئيس اليومية، هل المصريين بحاجة اليوم لمعرفة مستقبلهم من خلال تغريدات الرئيس؟ هل أصبح التغريد أهم من التنمية والاقتصاد والعمل السياسي؟ طالما أن الرئيس يغرد فقط ولا يتفاعل مع متابعيه، فهو بالتأكيد لا يعكس أي شفافية كما يدعي محبوه الذين يرون في تغريداته كسراً لحاجز الديكتاتورية. الشعب المصري اختار الرئيس وليس بحاجة الآن لتطمينات )تويترية( يومية تتعارض مع الواقع الذي يقول غير ذلك. الاقتصاد المصري اليوم هو التحدي الذي يواجهه المصريين والرئيس مرسي وحكومته من قبلهم. فكيف لرئيس يشغل نفسه بخطب رنانة، وتغريدات متلاحقة أن يجد الوقت لتجاوز أزمة الجنيه مثلاً، حتى لو كان هناك من يدير هذه التغريدات. بين تغريدة وأخرى، على الزعماء )المغردين( أن يتذكروا أن الشعوب العربية فقدت الأمل يوماً وثارت على الخطب والكلمات الطويلة، وبالتأكيد ستثور على التغريدات القصيرة إذا لم تحقق لها ما تريده من كرامة العيش. *من ملوك الشيخ