براقش نت - كشفت مصادر عسكرية في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران أن ما حدث في اللواء 29 ميكا أمس كان مؤامرة تمت من خارج اللواء عبر أطراف عسكرية وقبلية تريد السيطرة على اللواء لأسباب عقائدية وقبلية. وأوضحت المصادر أن من قام بتلك الأحداث عدد قليل من جنود اللواء مع مجموعة قدمت من خارجه لإثارة الفوضى والمطالبة بإقالة قائده اللواء العميد حفظ الله السدمي, على خلفية تضرر أطراف قبلية من نتيجة الحصر التي تمت أخيرا واتضح أن هناك المئات من الجنود قابعون في البيوت ويستلمون مرتباتهم منذ أكثر من عقدين, وهم ما دفعهم بإيعاز من قائد عسكري ينتمي إلى ذات القبيلة التي ينتمون إليها لإثارة أحداث الأمس. وقالت المصادر إن ضباط وجنود اللواء أكدوا تمسكهم بقائد اللواء العميد السدمي وطالبوا قائد المحور ووزير الدفاع بمحاسبة من تسببوا في أعمال الشغب والفوضى التي وقعت داخل اللواء بذريعة المطالب الحقوقية. يذكر أن عناصر قبلية مجندة في اللواء كانت قد نهبت قبل فترة قاطرة مواد غذائية تابعة للواء للضغط على لجنة الحصر المكلفة من وزارة الدفاع بتسليم مرتبات المئات من جنود القبيلة. ونفت المصادر أية علاقة بحادث مقتل جنديين وإصابة ثالث باحتجاجات أمس, وقالت إن هذا الحادث كان عرضيا ولا علاقة له لا بقائد اللواء أو أي من ضباطه وجنوده أو بالاحتجاجات التي شهدها معسكر 29 ميكا أمس. في حين قالت صحيفة ( الأولى ) ان ما حدث تطور هو الأخطر حتى الآن، ولا يمكن فصله عن مسار الأزمة العسكرية والسياسية الناشبة بين رئاسة الجمهورية واللواء الركن علي محسن الأحمر؛ قام جنود من اللواء 29 ميكا (العمالقة)، المرابط في حرف سفيان بمحافظة عمران، وأحد أهم ألوية الجيش اليمني، بطرد قائد اللواء العميد الركن حفظ الله أحمد السدمي، من معسكر اللواء قبل أن تقوم قوات تابعة للقائد العسكري العميد حميد القشيبي، الحليف القولي لعلي محسن، بالسيطرة على اللواء. الذي عين بموجب قرار رئيس الجمهورية، منتصف عام 2012، ليحل محله العميد حميد القشيبي، المقرب جدا من قائد الفرقة الأولى مدرع، في حلقة هي الأحدث للسيطرة على أهم المعسكرات التي رفضت في وقت سابق الانضمام إلى قوات محسن والانشقاق عن الجيش. وبدأ هذا التطور طبقا لمصادر "الأولى" في العمالقة، بملابسات صغيرة تبدو أقرب إلى الافتعال حيث إن جنوداً من العمالقة تظاهروا، صباح أمس، وهتفوا برحيل قائد اللواء السدمي، أعقب ذلك إطلاق نار واشتباكات بين مرافقي قائد اللواء، والجنود، اضطر على إثرها القائد للانسحاب إلى صنعاء ومغادرة اللواء. مصادر أخرى، قالت ل"الأولى" إن الجنود قالوا إنهم احتجوا تضامنا مع جندي زميل لهم أخذت الشرطة العسكرية سلاحه في صنعاء، في فترة سابقة، وإن قائد لواء العمالقة السابق الجائفي كان قد أعفا هذا الجندي من السلاح العهدة، قبل أن يقوم القائد الجديد، السدمي، بمطالبة الجندي بتسليم السلاح مما دفع زملائه إلى التظاهر، ووقوع الاشتباكات. وعقب مغادرة القائد السدمي للواء وصلت قوة عسكرية من اللواء 310 مشاة الذي يقوده العميد حميد القشيبي والمرابط في مدينة عمران، وقامت هذه القوات بالسيطرة على معسكرات العمالقة كاملة، ولا تزال تلك القوات مرابطة هناك حتى كتابة الخبر في وقت متأخر من ليل أمس.