في تطور هو الأخطر حتى الآن، ولا يمكن فصله عن مسار الأزمة العسكرية والسياسية الناشبة بين رئاسة الجمهورية واللواء الركن علي محسن الأحمر؛ قام جنود من اللواء 29 ميكا (العمالقة)، المرابط في حرف سفيان بمحافظة عمران، وأحد أهم ألوية الجيش اليمني، بطرد قائد اللواء العميد الركن حفظ الله أحمد السدمي، من معسكر اللواء قبل أن تقوم قوات تابعة للقائد العسكري العميد حميد القشيبي، الحليف القولي لعلي محسن، بالسيطرة على اللواء. الذي عين بموجب قرار رئيس الجمهورية، منتصف عام 2012، ليحل محله العميد حميد القشيبي، المقرب جدا من قائد الفرقة الأولى مدرع، في حلقة هي الأحدث للسيطرة على أهم المعسكرات التي رفضت في وقت سابق الانضمام إلى قوات محسن والانشقاق عن الجيش. وبدأ هذا التطور طبقا لمصادر "الأولى" في العمالقة، بملابسات صغيرة تبدو أقرب إلى الافتعال حيث إن جنوداً من العمالقة تظاهروا، صباح أمس، وهتفوا برحيل قائد اللواء السدمي، أعقب ذلك إطلاق نار واشتباكات بين مرافقي قائد اللواء، والجنود، اضطر على إثرها القائد للانسحاب إلى صنعاء ومغادرة اللواء. مصادر أخرى، قالت ل"الأولى" إن الجنود قالوا إنهم احتجوا تضامنا مع جندي زميل لهم أخذت الشرطة العسكرية سلاحه في صنعاء، في فترة سابقة، وإن قائد لواء العمالقة السابق الجائفي كان قد أعفا هذا الجندي من السلاح العهدة، قبل أن يقوم القائد الجديد، السدمي، بمطالبة الجندي بتسليم السلاح مما دفع زملائه إلى التظاهر، ووقوع الاشتباكات. وعقب مغادرة القائد السدمي للواء وصلت قوة عسكرية من اللواء 310 مشاة الذي يقوده العميد حميد القشيبي والمرابط في مدينة عمران، وقامت هذه القوات بالسيطرة على معسكرات العمالقة كاملة، ولا تزال تلك القوات مرابطة هناك حتى كتابة الخبر في وقت متأخر من ليل أمس. وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي أصدر قرارا بتعيين السدمي قائدا للواء العمالقة خلفا للواء علي الجائفي بعد تعيين الأخير قائدا للمنطقة العسكرية الشرقية، وطبقا لمصادر "الأولى" فإن السدمي الذي لم يكن أكبر ضباط اللواء رتبة، تم تعيينه خلفا للجائفي بتوصية من الجائفي نفسه طلبها منه الرئيس هادي. وكانت خلافات سادت علاقة لواء "العمالقة" بقيادة القائد السابق علي الجائفي، مع قيادة الفرقة الأولى مدرع واللواء علي محسن الأحمر، منذ نشوب الأزمة بداية العام 2011، حيث كان الأحمر يضغط على الجائفي للالتحاق به في الانشقاق عن نظام صالح. وتطورت هذه الخلافات إلى توتر مباشر في بعض المنعطفات بين "العمالقة" وبين اللواء 310 بقيادة حميد القشيبي، وذلك مثلما حدث قبل أشهر حينما قامت قوات العمالقة باحتجاز قوات عسكرية تابعة للفرقة كانت في طريقها إلى صنعاء عائدة من صعدة. ويرابط لواء العمالقة في منطقة حرف سفيان منذ انتقاله من محافظة البيضاء خلال الحرب الخامسة بين الحكومة والحوثيين. ويفصل هذا اللواء بين أكبر قبيلتين يمنيتين، هما حاشد وبكيل، كما أنه يقع في بوابة محافظة صعدة، التي قاد فيها اللواء محسن 6 حروب، وتقع المنطقة ضمن المنطقة العسكرية الشمالية الغربية التي يقودها محسن.