الاثنين 14 يناير 2013 01:33 مساءً انه الجنوب الذي زحف من حقول شبوه ومن براري ابين الجريحة, ومن جبال يافع والضالع وردفان الشماء, ومن لحج الخضيرة الى عدن العاصمة من جهة وإحتشاد المهرة وحضرموت وسط مدينة المكلا من الجهة الأخرى لتأكيد التصالح والتسامح في يومٍ كان أسود وبعبقرية حراك الجنوب السلمي تحول الى يومٍ ل اللحمة الجنوبية على طريق إعادة الإنتاج ل 30 من نوفمبر مرة أخرى .. فأعدوا البراميل الجنوب قادم. آه يا عدن في الحلق غصة, منذُ تجاوب قبيلي أهوج مع نداء حاجته العاجلة, وعملها في شارعك الرئيس صيف العام 1992 دونما إحترام لمرتادي وساكني الشارع ولا لدم الشهيد (مدرم).. آه يا عدن في العين دمعة, لفراقك, بعد إنتهاك (طُريقّ) لطريق أمنك ولعذرية إئتمان الأمانه في قلوب أبنائك .. آه يا عدن, في القلب كُربه, على نوارسٍ, بسط على مهابطها شيخ المشايخ, بيدِ أبنٍ ما أنفك محاولاً شحن رمالها في عسيب جنبية أبيه, إبنٌ ما إنفك تسويراً لسواحلك بحزام جنبية أبيه, وما إنفك طياً لجبالك البركانية بعمامة قبيلة ابيه .. آه ياعدن كم كُنت طفلاً ساذجاً, لُقن نشيد وحدة لم تك, سوى نصلٍ لجنبيةِ شيخاً وخنجرٍ لأفندم إنكشاري, تحالفا طمعاً بسلخ ماضيك, وتقطيع حاضرك لكن الزمن لن يسعفهما للطعن في مستقبلك. ياه, يا عدن, كم حاولتي ترويض التتار الغازية وكم بذلتي من جُهدٍ لإحتواء نزوعهم المادي كمستثمرين أراضي ببزات عسكرية, وتجار عقار (سَّكني تجاري) بربطات عنق باريسية تحت مسميات وزير,محافظ, نائب ووكيل ومدير عام. عقدان من الزمن وانتِ يا عدنٍ تحاولي ردم الحفر في جيوبهم وقلوبهم دون فائدة, لم تَكني تسألي عن المدينة التي قدم عمروٌ اليك منها, ولا عن القرية التي لفضت اليك زيدٍ, فتحتي لهما ذراعيك الى أقصى مدى. لكن عمرو كما زيداً, فتحا (صلي) رصاص سلاحيهما في وجه أبنائك واصرا على قضاء حاجتيهما في جُبِّك الطاهر, فثار البركان وإنتفضت حمم أبناءك وتصالح الكل الجنوبي مع الكل الجنوبي لإخراج التتار. آه يا ابين فصدى العباره التي قالها أحدهم وهو يشارك في سحل جثة الشهيد الحدي في 1 مارس 2010م تلح عليَّ بأننا أمام أكلة لحوم البشر حين قال: (ملانه شحم, ما هذا الشحم كأنه كبش ألعيد!) أمثل هؤلاء يأمن معهم وحدة لا والله فقد يأست اللغة من إنسانيتهم ويأس الدمار من عقولهم المدمره وتوآرى السلاح خجلاً من كثرة الحك على الزناد قتلاً وترهيباً على ايديهم, فكان البقاء لك ايها الجنوب ولعدن عاصمة الحضارة والتاريخ, وكان الزوال لكل شاذ جاءكما من خارج التاريخ. يآه, يا عدن, إنه قرب الزوال للغُمة استشعره, ناظراً عن بعد لإبنائك يخضبون القماش بكفوفٍ مضرجةٍ بالوان علمٍ عقدوا العزم به على إسترداد أرضهم وحقهم في علو ٍ كان قد إحتله إبن الشيخ قبراً هوائياً لأبيه في التلة الغربية, بعد إحتلاله المبكر التلة الشرقية للبيات الشتوي فآثروا ألا يودعوا العام 2012 الا وقد أعادوا الإعتبار للشيخ إسحاق بعد إن كاد النباش يتهدد رفاته, ليتسقوا في ذلك مع اخوةٍ سبق لهم وأن احتشدوا لا إنزال صورة الرئيس, الأفندم المخلوع في منصورة الجنوب من علو شرطة المنصورة بداية مارس 2011م .. يآه ياعدن كم صرت قوية بإرادة ابنائك, وكم انتم متسقون مع أنفسكم أيها الجنوبيون في تحشدكم تصالحاً في حضرموت وتداعيكم تسامحاً في عدن. إحساسٌ بالزهو ينتابني اليوم, فمنذ ما بعد إنطلاقة الحراك الجنوبي كتبت عشرات المواضيع في الفضاء العنقودي إن لم أقل المئات جُلها يقضي بجدارة القضية الجنوبية. واليوم أجدني عاجزاً عن وصف الملحمة الشعبية التي تداعت سيراً على الأقدام الى عدنوالمكلا, وفي رسالة مختومة بكفوف الشباب مؤداها: أن كل ما هو جنوبي لم يعد منذوراًللحفاظ على الوحدة, كما كان منذُ حرب 94م العدوانية, ولم يعد في المجال متسع, لمن يحاول البقاء معلوفاً بخيرات الجنوب, فالحول أكتمل وموعد الفطام أزفَّ وإنطلاقاً من هذه الحقيقة يمكن للمتابع أن يفهم الرسالة الجنوبية في يوم التصالح والتسامح 13 يناير 2013م.