أثلجت في لبنان مع وعود بموسم سياحي مزدهر، غير ان السياحة بقيت متعثّرة في لبنان لاسباب عدة، لا تبدأ بالجو الداخلي المتأزم ولا تنتهي بالمحيط السوري الملتهب. بيروت: يقول الخبير الاقتصادي لويس حبيقة في حديثه ل"إيلاف" ان السياحة في لبنان يمكن وصفها بالمتعثرة، بسبب الاوضاع الداخلية والاقليمية، ولا تشجّع العالم على المجىء الى لبنان، رغم وجود الثلج والسياحة الشتوية. عن تأثير الاحداث الامنية على السياحة يقول ان الوضع السوري كان له التأثير الاكبر، والوضع السياسي الداخلي غير المريح بمعنى قانون الانتخاب حيث نحن مقبلون على فوضى كبيرة، والجو العام غير مطمئن، ومن يأتي الى لبنان اليوم هم فقط المغتربون، والامر يؤثر سلبًا، ورغم التنزيلات الكبيرة في الاسعار غير ان كل ذلك لا يشجّع على السياحة. السياحة تتطلب جوًا عامًا ايجابيًا، وكل اخبارنا سلبية ومتشنجة. حول تأثير حظر الرعايا العرب من المجىء الى لبنان، يقول حبيقة:" كان للامر تأثير كبير، لان السياحة في لبنان بالدرجة الاولى عربية، وقد اثّّر سلبًا، والعرب يذهبون الى اوروبا، ومدخول السياحة اصبح اضعف. ولبنان برأيه يعيش مرحلة اقتصادية صعبة اليوم، ولا احد يعرف كم تدوم، و80% نحو الاسوأ و20% نحو الاحسن، لان الامور الامنية ليست بيد لبنان. ويضيف حبيقة :" عدم الدخول في الحوار بين مختلف الاقطاب يشنّج الوضع اكثر ويؤثّر بالتالي على السياحة سلبًا. عن الحلول اليوم للنهوض بالسياحة اللبنانية، يقول حبيقة:" يجب اراحة الوضع الداخلي عبر العودة الى الحوار، وان يكون هناك وسيلة للتهدئة، واقرار قانون عادل للانتخابات، لان الامر يبقى اساسيًا، لانه يطمئن الناس ان البلد يعمل للمستقبل. وان يكون العمل في مختلف السياسات الداخلية على صعيد الشؤون الاجتماعية والاشغال العامة والتربية، جديًا، وهذا يريح 30%، اما الموضوع الخارجي السوري فبقى ضاغطًا على لبنان. الوضع السوري المتأزم عن الوضع السوري، كيف يكون تأثيره مباشرًا على سياحة لبنان؟ يجيب حبيقة:" الجو العام في لبنان بسبب الوضع السوري غير مؤات للسياحة، وتكلفة النازحين اليوم ضاغطة على الموازنة، من هنا المجتمع الدولي لم يقم بالعمل اللازم، معنويًا وبشريًا، والامر يضغط على العلاقات بين لبنانوسوريا، لان النازحين من طرف سياسي معين، ما يشكل ضغطًا نفسيًا وسياسيًا على لبنان، وهذا لا يريح اللبناني، خصوصًا اذا ما تفاقم الوضع. كيف يمكن للبنان ان ينأى سياحيًا عن احداث سوريا؟ يجيب :" هذا امر لا يمكن القيام به، هناك 30% تحسين للوضع، اما النأي بالنفس فلا يمكن القيام به، ولبنان تحيطه سوريا ب 80% من الحدود البرية، وواقعيًا لا يمكن ذلك، واللبنانيون داخلون نفسيًا ومعنويًا وعقليًا بالمشكلة السورية، ومستحيل النأي بالنفس واقعيًا، بالسياسة والمواقف يمكن ذلك، اما بالتأثير فلا يمكن، لاننا نتحمل جزءًا مهمًا من الواقع السوري، بالمعنى الاقتصادي والسياحي، من خلال استثمارات اقل، وكلها مؤثرة، فالسياحة على لبنان من دون سوريا تضعف كثيرًا، لان السائح الاجنبي يذهب الى لبنانوسوريا معًا وكذلك الاردن. ويضيف حبيقة:" لم يكن للبنان ان يستفيد من الربيع العربي لانه لم يثبت بعد، وتغيير الانظمة لم يستطع لبنان الاستفادة منها، ومن يقول ان هناك مشاكل في مصر وتونس وسوريا فعلى لبنان ان يستفيد سياحيًا هذا خطأ، وهو منطق خاطىء، والمنطقة كلها واحدة، والجميع ينظر ككتلة واحدة الى الشرق الاوسط. ويتابع حبيقة:" لا دور للدعاية والتسويق في لبنان خصوصًا في ظل الاضطرابات الامنية، ولا يمكن مقارنة لبنان بتركيا واعلاناتها، واليوم الدعاية لا تفيد، لاننا لا يمكن ان ندعو العالم للمجىء الى لبنان والوضع مضطرب.