يقول الخبير الاقتصادي لويس حبيقة ل"إيلاف" انه مع تكليف رئيس حكومة جديد، وعلى امل تشكيل حكومة قد ينعكس الامر تفاؤلاً على الموسم السياحي، ولكن كما نسمع ان تشكيل الحكومة يعرف بعض التعقيد، واذا لم تحل القصة خلال شهر، سيكون الموسم الصيفي اصعب بكثير، والحجوزات للصيف تبدأ فعليًا من شهر آذار/مارس، واذا تم تأليف الحكومة بطريقة لا تشكل استفزازًا للبعض، ممكن ان نأمل بصيف ايجابي، لكن اليوم للاسف، ما نسمعه على وسائل الاعلام ربما لا يكون بهذا الاتجاه. الى اي مدى تساهم سياحة الخليجيين في لبنان بتحسين اوضاعه الاقتصادية؟ يرى حبيقة انها اساسية، من خلال صرف الاموال في الفنادق، واستهلاك اكبر مع تحريك العجلة الاقتصادية، وجودهم في لبنان مهم جدًا لاقتصاد لبنان، وذلك بحسب الاعداد التي تأتي ومستواهم المالي، وبالتالي اذا اتى الميسورون الخليجيون وباعداد معقولة، يؤدي ذلك الى تحريك العجلة الاقتصادية من قرى الاصطياف كبحمدون وصوفر والقليعات وضهور الشهوير، وينعكس ايجابًا على لبنان، ولكن الامر منوط بتشكيل الحكومة وعودة الهدوء الى لبنان، وهناك معلومات ايجابية رغم بعض السلبيات التي تعود وتطفو على الواجهة وهي امور مقلقة.
سياحة افضل من الصيف الماضي وقد تكون السياحة هذا العام، بحسب حبيقة افضل من العام الماضي، لان السياحة العام الماضي لم تكن جيدة، و"نأمل هذا العام ان يكون افضل، وتبقى الامور في نطاق الامل ولا شيء ملموس حول الموضوع".
ويرى حبيقة ان ما يحتاجه اليوم السائح الخليجي وحتى المغترب للتوجه مجددًا الى لبنان امورًا عدة، تبدأ بالامن والاستقرار السياسيين، وعمليات الخطف التي تحدث لا تنبىء بالخير وهي تخيف السياح وخصوصًا الخليجيين، وتثبيت الوضع الامني والاستقرار السياسي اهم ما يمكن فعله لعودة السياح، والترفيه موجود في لبنان، لكن لا احد يتوجه الى البلد اذا ما كان هناك خوف من الوضع الامني والسياسي.
اما هل المباركة السعودية لتكليف رئيس الحكومة تمام سلام ستعيد الخليجيين الى السياحة في لبنان؟ يجيب حبيقة هو امر ايجابي وممتاز، ولكن يبقى السؤال هل يستطيع ان يشكل حكومة متجانسة ويقبل عنها الجميع بسرعة؟ واليوم الاخبار تشير الى ان مهمة سلام لن تكون سهلة، واذا بقي الوضع على ما هو عليه سيرتّد الامر سلبًا على البلد، خصوصًا لجهة السياحة، ولا يكفي ان السعودية أيّدت سلام، يجب ان ينعكس الامر على حكومة يرضى عليها الفرقاء الاساسيين في البلد، واذا لم يحصل ذلك سنشهد تردّيًا سياسيًّا وامنيًا بوضع غير مستقر ومقلق جدًا، والعبرة اليوم بتشكيل حكومة يقبلها الجميع.
ويرى حبيقة ان السياحة في لبنان قد تتحرر من كل المعوقات السياسية والامنية عندما يصبح لدينا احترامًا للمؤسسات والقوانين ومع قانون انتخاب، حيث لا اتفاق عليه، ولسنا قادرين اليوم على الاتفاق على قانون انتخاب وهذه مشكلة بحد ذاتها من خلال هيكلية البلد، وعندما تتألف هذه الحكومة ستتعاطى بقضية قانون الانتخاب واجرائها، خلال شهرين فقط، من هنا الوضع لا ينبىء بحلول او بوضع خطوات جدية في هذا الاطار، قد يرد الامر لبنان سياحيًا الى الوراء.
اما اي دور للسياسيين والقائمين بقطاع السياحة على تعزيز دورها في لبنان؟ يجيب حبيقة يكمن دورهم باعطاء افضل خدمات للمواطن، من خلال الاتكال ايضًا على السياحة الداخلية، وليس فقط الخليجية، واللبناني اذا اعطي خدمة جيدة داخل لبنان قد يذهب لتمضية اسبوع في مناطق سياحية. ويجب الاهتمام ايضًا بسياحة المغتربين من خلال تقديم خدمات جيدة.
ارتفاع عدد المسافرين في هذا الاطار، وكمؤشر ايجابي للسياحة في لبنان، شهدت حركة مطار بيروت الدولي تحسّناً بنسبة 10,34 في المئة على صعيد سنويّ خلال الفصل الأوّل من العام 2013 بحيث وصل عدد المسافرين إلى 1370863 مسافرًا، بمن فيهم العابرون (ترانزيت)، مقارنةً مع 1242399 مسافرًا خلال الفترة نفسها من العام 2012. وسجل عدد الوافدين نموًّا سنويًّا بنسبة 6,16 في المئة إلى 631505 راكب، في حين إرتفع عدد المغادرين بنسبة 16,30 في المئة إلى 735081 مسافرًا.
وقد بلغ عدد العابرين (ترانزيت) 4277، أي ما يشكّل تراجعًا سنويًّا ملحوظًا وصلت نسبته إلى 72,34 في المئة. تجدر الاشارة الى ان حركة مطار بيروت الدولي سجّلت نسبة نموّ سنويّ مركّب بلغت 9 في المئة خلال الفترة الممتدّة بين الفصل الأوّل من العام 2004 والفصل الأوّل من العام 2013، تعكس التقلّبات السياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة التي مرّت بها البلاد خلال تلك الفترة والزيادة الملحوظة في القدرة الإستيعابيّة لمطار بيروت.