أكد العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة أن بناء دولة النظام والقانون هي المدخل الأساسي لانطلاق الجميع نحو المستقبل وانه حان الوقت لمغادرة الانقسام وبناء استراتيجية جديدة مستجيبة لطموحات الناس في البناء والتعمير وانجاز التغيير، وقال بأن عجلة التحولات تحركت تجاه المستقبل ولن يتمكن "الواهمون" من عرقلتها. جاء ذلك في كلمة ألقاها قائد الحرس الجمهوري في اللقاء التشاوري لقادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والذي عقد صباح اليوم بصنعاء. وجدد قائد الحرس في كلمته ولاء قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة للقيادة السياسية الجديدة ممثلة بالمشير عبدربه منصور هادي والتزامها بالدستور وبوظيفتها الوطنية.. منوهاً بأن اليمن تعاني من تحديات أمنية واقتصادية وإدارية بعد عام من الأزمة.. مشيداً بالتصدي البطولي للقوات المسلحة والأمن لتنظيم القاعدة والتطرف والارهاب، داعياً الجميع إلى الوقوف صفاً واحداً ضد التحديات التي تواجه اليمن، وأخطرها النشاط الإرهابي. وأضاف بأن اليمن هي مجدنا الذي من أجله سنقدم التضحيات وان الشعب اليمني لا يقهر مهما كانت الصعوبات والتحديات. "الجمهور نت" ينشر نص كلمة قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة في اللقاء التشاوري: بسم الله الرحمن الرحيم تحية الجندية والمسؤلية والإنجاز .. تحية الروح الوطنية العالية ، التي تقدمون بها التزاماتكم، إرضاءً لله وخدمة للوطن ، وبعد.. ينعقد اجتماعنا هذا في ظروف شديدة التعقيد ، ليس على مستوى بلادنا وحدها، بل وعلى مستوى منطقتنا العربية بكلها. وتعاني اليمن من تحديات أمنية واقتصادية وادارية، بعد عام من الازمة التي كادت توصل البلاد الى الهاوية، لولا الجهود المخلصة للقيادة السياسية التي عملت كفريق واحد، بقيادة رئيس الجمهورية الجديد، الأخ المشير عبدربه منصور هادي، منذ كان نائبا لمؤسس الدولة اليمنية الحديثة، الموحدة والديمقراطية، المشير علي عبدالله صالح، ومساندة المجتمع الاقليمي والدولي لجهود التسوية وصولا الى توقيع المبادرة الخليجية بين الأحزاب. إنني أشد على أيديكم، مقدراً كل ماقدمتوه ، ولازلتم من التزام، بمهامكم الدستورية، مع اخوانكم من رفاق السلاح في كل وحدات القوات المسلحة والأمن، الذين ضربوا أروع صور التضحية والثبات والصبر، لحماية النظام الوطني للجمهورية اليمنية، الذي ينص على أن لاشرعية إلا شرعية الصندوق الإنتخابي. وحكم الأغلبية التي تتحدد بالطرق القانونية المعتمدة في كل دول العالم الديمقراطي، عبر الإنتخابات، ووفقاً لحكم القانون. لقد كان صمودكم، حامياً لصمود الغالبية العظمى من إخواننا في كل المرافق المدنية للدولة وغالبية اليمنيين، الذين ظلوا يبتلهون لله تعالى ليل نهار أن يجنب البلاد المهالك. ولقد كان لكم الدور الأكبر في حماية مؤسسات الدولة وعاصمتها من السقوط في الفوضى، تحت توجيهات فخامة القائد الأعلى للقوات المسلحة السابق "علي عبدالله صالح" وتوجيهات القائد الاعلى الحالي "المشير عبدربه منصور" الذي استلم القيادة منذ وقوع الحادث الارهابي في مسجد الدار الرئاسة، وصار هو رئيس الجمهورية والقائد الاعلى للقوات المسلحة منذ تسلم الرئاسة في حفل مهيب لم يسبق ان عرفت اليمن له مثيلا في تاريخها كله. وفيما تدفع القوات المسلحة والأمن، كل يوم ثمنا لتصديها لمعارك تنظيم "القاعدة" والتطرف والارهاب، فان الاطراف السياسية لاتزال عاجزة حتى اليوم للأسف الشديد، عن ادراك حاجة اليمن لمساندتهم لها، لنقف صفا واحدا ضد التحديات، واخطرها النشاط الارهابي في البحرين العربي والأحمر. أؤكد لكم أن أننا قادرون على مواجهة المستحيل من أجل وطننا ومن اجل الدفاع عن الجمهورية والوحدة والحرية، ولدينا ثقة راسخة في شعبنا وقيادتنا السياسية ، وأن المستقبل ينسج كل يوم بالأمل والعمل والصبر و بالإرادة الصلبة ، فالشعب اليمني لا يقهر مهما كانت الصعوبات والتحديات. إخواني.. نحن متفائلون ومتيقنون أننا قادرون على مواجهة كل المشاكل ومعالجة الاخطاء وتجاوز الماضي، ومن يقرأ تاريخ جمهوريتنا العظيمة سيجد ان التهديدات والمخاطر تزيد أبناء اليمن قوة وصلابة ، فالإنسان اليمني مجده أن يواجه المحن مهما تعاظمت بروح البطولة والتحدي، وبالحكمة والعقل ينسجوا الحياة بجهد مضاعف ليحققوا وجودهم، ويرسمون في صفحات التاريخ قدرهم في الكرامة والعدالة والحرية. أخواني .. المطلوب من الجميع أن يقف بشموخ وعزة وعلينا ان نهزم الخوف والشك و الأوهام والاتهامات وأن نبذل الجهد ونقدم التضحيات لتحقيق اهداف ابناء اليمن مشتركة والتي لابد من انجازها بروح الوفاق و الأخوة. لقد حان وقت مغادرة الانقسام وبناء استراتيجية جديدة مستجيبة لطموحات الناس في البناء والتعمير وانجاز التغيير ، إن واجبنا الوطني ان نبني كتلة وطنية تاريخية إخواني.. المستقبل فاليمن هي مجدنا الذي من أجله سنقدم التضحيات ، ولا مستحيل أمام الإرادة المتماسكة الواحدة المتجهة الى المستقبل. إخواني .. في هذه اللحظة التاريخية الفارقة لنستمر في صمودنا كأحرار شرفاء أمام عبث الاطماع الانانية والطموحات القلقة المرتبكة التي كادت ان تقودنا الى الفرقة والشتات ، ومازال البعض يعبث بالأرض والإنسان. اخواني .. لقد صبرنا وتحملنا وراهنا على الوطن وحده في هذه الأزمة ووقفنا أمام كل المحاولات الخبيثة التي استهدفت أمنه واستقراره وحاولت نسف كل منجزاته العظيمة. ولم تكن التسوية السياسية والتوافق التي انتجتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية إلا نتاج لجهودنا الجبارة والحثيثة ، وهي نتاج واقعي لإنقاذ اليمن وإخراجه من مخططات الفوضى والدمار والتخريب. إخواني.. نقف اليوم أمام تحديات ومخاطر عظيمة ، فالإرهاب والتآمر مازال قائما، واقتصادنا الوطني يعاني، والعقبات أمام التسوية تنتجها عقول لم تتمكن من مغادرة الماضي، وأؤكد لكم ان عجلة التحولات تتحرك باتجاه المستقبل ولن يتمكن الواهمون من عرقلتها ، فبناء الدولة الحديثة دولة النظام والقانون هي المدخل الاساسي لانطلاقنا باتجاه المستقبل ، ولن نتمكن من الانتقال إلى المستقبل ما لم نوحد صفوفنا ونبني جسور الثقة ونعيد للأخوة معناها الديني و الانساني حتى نتمكن من جمع كلمتنا على الحق وتأسيس الحرية والعدالة. إخواني.. لقد جسد انتخاب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي معاني الانتقال السلس والسلمي للسلطة ، وكان مثالا رائعا للديمقراطية اليمنية التي أسسها الزعيم المناضل على عبد الله صالح والاهم أنها تعبيرا واضحا على قوة الشرعية الدستورية التي حميناها التزاما بالدستور وبوظيفتنا ولقد جسدنا في كل اعمالنا المعاني العظيمة لشرفنا وقيمنا ومبادئنا العسكرية، يعرف الجميع أننا لم نتحيز إلا لمهامنا وواجباتنا ، وبمجرد ان انتخب فخامة الرئيس أعلنّا ولائنا للقيادة السياسية الجديدة وسنفي بوظيفتنا وبالتزاماتنا وسنقدم في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخنا كل التضحيات والجهود، وسنحمي الشرعية الدستورية من خبث المغامرين المنتحرين في بلادة اطماعهم وهوسهم السلطوي. غير أن أملنا، في قدرة وحكمة فخامة المشير/ عبد ربه منصور ، الذي يحظى بدعم المجتمعين الخليجي والدولي، وفي صحوة غالب الأطراف، من أجل الإتجاه نحو المستقبل، وبناء اليمن الجديد، المنشود من كل أبنائه. فلقد عانت الدولة اليمنية، من إثقال كاهلها من قبل نفس المجموعة التي أثقلت كاهل "الشباب" الذين كانت لهم مطالب مشروعه، تضمنتها الكثير من البرامج والخطط الرسمية، وتقبلتها القيادة السياسية من أول يوم، واعدة بأكثر منها ضمن برنامج معلن، قبل ان تقطع هذه المجموعة الطريق على الدولة وعلى الشباب، وأدخلت اليمن في أزمة ولولا الصمود الأسطوري للشعب وللجيش وللمؤسسة المدنية، لكانت اليمن دخلت حربا أهلية لاتبقي ولا تذر. إخواني.. فخامة الرئيس القائد عبد ربه منصور هادي سيقود المرحلة القادمة بحزم وقوة وذكاء القادة التاريخيين العظام، وواجبنا الوطني يقتضي ان نحمي وطننا وقائدنا ونسعى بكل ما اوتينا من قوة لتثبيت اركان السلام حتى يتمكن ابناء اليمن من انجاز الامل القادم أمل النهضة والتطور والتقدم. عاشت اليمن حرة أبية، والنصر لكل الأحرار ولا نامت اعين الجبناء. وفقكم الله لما فيه مصلحة الوطن والمواطن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.