قال مصدر مقرب من المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة أن خلافات حادة نشبت في الأيام القليلة الماضية بين قيادات التمرد بشان مسألة وقف الحرب والتحول إلى حزب سياسي، بعد ان بدأ فعلياً العد التنازلي لإنهاء الحرب. وأوضح المصدر ل"الجمهور نت" أن يحيى الحوثي المسؤول السياسي للتمرد والمقيم في ألمانيا كان قد أبلغ شقيقه عبدالملك – القائد الميداني للتمرد- أن الأمور تسير في غير صالحهم وأن مشاوراته مع عدد ممن وصفهم بالأصدقاء، في إشارة منه إلى خبراء سياسيون وأمنيون من فيلق القدسالإيراني المشرف على حركات التمرد وخلايا إيران النائمة في "دول الخليج واليمن، انتهت إلى قناعة بأن وقف الحرب تحت أي مبادرة وإعلان التحول إلى حزب سياسي بات أمراً حتمياً، وذلك كحل مؤقت ضماناً لبقاء الحركة. وقال المصدر أن معلوماته المستقاة من مناطق "مطرة" و "ساقين" و "كتاف" تؤكد بأن قيادات التمرد منقسمة ما بين مؤيد للفكرة كحل مؤقت ورافضين للفكرة من الأساس، وأن غالبية قياداتهم الوسطية وهم من العقائديين تصطف مع الرافضين، لكنه قال أن النتائج الميدانية التي تلوح بدنو الحسم العسكري كفيلة بأن يغيروا من قناعاتهم هذه، وما لم فإن انشقاقا ستشهده الحركة في أيامها الأخيرة، خصوصا بعد أن تمكن الجيش من إحكام سيطرته على مختلف منافذ صعدة، ما يعني نفاذ الذخيرة والمواد الغذائية لدى المتمردون في أي لحظة.. فضلاً عن خسائر فادحة تكبدوها خلال شهر أكتوبر الجاري. وفيما يستند الرافضون في موقفهم إلى ما أسموها بأدبيات ووثائق المؤسس حسين الحوثي –قتل أثناء الحرب الأولى بتاريخ 10 سبتمبر 2004م- والتي تكفر في مجملها التحول إلى حزب سياسي.. حيث ظل يقول لعناصره أثناء تحضيراته للحرب "نحن مسيرة.. نحن أكبر من الحزب، وان الأحزاب يسهل اختراقها، وأن تجربتنا ضمن حزب الحق تكفي" قال المصدر في سياق تصريحه ل"الجمهور نت" أن عبدالملك الحوثي كلف قبل أسبوع الرجل الثاني في التمرد احمد صلاح الهادي إقناع الرافضين بضرورة القبول بالفكرة التي قال أنها "حل مؤقت" فرضتها النتائج الميدانية. ويستند الهادي، بحسب المصدر في محاولاته إقناع الرافضين على تجربة حزب الله اللبناني الذي قال أنه "بدأ حركة.. بدأ مسيرة، وحين استدعت الأوضاع الميدانية في لبنان مطلع العام 83م أن تتحول الحركة إلى حزب، كان ذلك. وشبه احمد صلاح الهادي وهو من المؤسسين لما سمي ب"الشباب المؤمن" وأحد أهم قيادات التمرد، شبه الرافضين لفكرة إعلان التحول إلى حزب سياسي بأمين عام حزب الله السابق الشيخ صبحي الطفيلي وجماعته الذين وقفوا رافضين تحول حركتهم إلى حزب يكون يد إيران وذراعها في المنطقة سياسيا وعسكريا، فيما يشبه المؤيدون لفكرة تحول الحركة إلى حزب، بأمين عام حزب الله الحالي السيد حسن نصر الله الذي لولاه -والكلام للهادي– لما وصل إخواننا في لبنان إلى ما وصلوا إليه اليوم ولولا عزم السيد حسن نصر الله وقيادته للمسيرة من خلال كيان يجمع بين الحركة والحزب لما أصبح هذا الكيان بفكره ونهجه وبكل فخر "قاعدة ولاية الفقيه" خارج إيران. وتشدد قيادات التمرد وهي تحاول إقناع ما تبقى من قياداتها الوسطية والرافضة للتحول إلى حزب بأن "المسألة مجرد حل مؤقت فرضته النتائج الميدانية والتي إذا لم نتكيف معها ونحصل على وقف الحرب سوف يتم القضاء على الحركة وإلى الأبد، منوهة إلى أن التحول إلى حزب لا يعني التخلي عن الحركة، وإنما سنظل في المنزلة بين المنزلتين، الحركة والحزب".