*شباب تعز يعتصمون في مقبرة الاجينات بعد معلومات عن دفن 14 جثة قبل اسبوعين وبدون تراخيص *توكل كرمان: الواقعة ذكرتني بجناية مشابهة حدثت في جمعة الكرامة *رضوان مسعود: اللجنة التنظيمية ليس لها أية علاقة ونرفض ونستنكر الطريقة التي أحضروا بها *محمد المقالح: قولوا قتلى تحت التعذيب مثلاً أو قتلى بنيران صديقة أما مجهولو الهوية فحكاية سخيفة *عفراء الحبوري: لن نسكت ونتجاهل قضايانا حتى نصبح بلد المجهول ذكرت مصادر مطلعة بمحافظة تعز أن مجموعة من "الشباب " في المحافظة يعتصمون في مقبرة "الأجينات" حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، بعد ورود معلومات عن دفن 14 جثة بشكل غير قانوني في 27 و28 رمضان المنصرم، وبدون وجود تصاريح دفن. ونقلت صحيفة"الأولى" عن أحد الشباب المشاركين في الاعتصام داخل المقبرة القول، إنهم يقومون بهذا العمل تخوفاً من قيام الجهة التي دفنت الجثث، بمحاولة سحبها من المقبرة وإخفائها، وإنهم خصصوا فريقين صباحياً ومسائياً لحراسة المقبرة؛ حتى إطلاع الجهات المختصة ومعاينة الأمر. وأوضح الشاب نقلاً عن مصادر أخرى مطلعة، أن القصة بدأت في تاريخ 27 رمضان عندما حضرت سيارة تابعة لأحد المستشفيات الحكومية المعروفة ("الأولى" تحتفظ باسمه) ليلاً إلى مقبرة الأجينات، وأن أحدهم أقنع مسؤولي المقبرة أنه مدير بحث المستشفى، وأدخلوا إلى المقبرة 6 جثث مجهولة، تم دفنها في مقبرة جماعية "مجنة"، وبدون وجود تراخيص أو هويات لهذه الجثث. وأشار المصدر إلى أن الذين أحضروا الجثث، قالوا إنهم سيأتون بتصاريح الدفن اليوم التالي 28 رمضان، وأن القتلى هم مجهولون سقطوا في حوادث متفرقة، غير أنهم أتوا اليوم التالي ومعهم 8 جثث أخرى، ولم يسلموا أي تصاريح لمسؤولي المقبرة. وكشف المصدر أن إحدى الجثث لطفل لا يتجاوز عمره 14 سنة، وأخرى بدون رأس (ولم يتسنّ ل"الأولى" التأكد من صحة هذه المعلومات من مصدر طبي أو مستقل). ويتخوف الشباب من أن تتم محاولات نبش المقبرة واستخراج الجثث وإخفائها، ويتناوبون على مجموعتين صباحية ومسائية. وتأتي هذه التطورات، بعد جدل واسع أثارته قضية دفن 13 جثة في آخر جمعة من رمضان، تم إحضارها من أحد المستشفيات الخاصة في صنعاء، وقال القائمون على الشأن إنها تعود لقتلى مجهولي الهوية. الى ذلك وفي إطار ردود الأفعال في قضية دفن 13 جثة مجهولة، كانت متواجدة في ثلاجات مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، قالت الناشطة الحقوقية وصاحبة نوبل 2011 توكل كرمان، إن الواقعة ذكرتها بما سمتها "جناية مشابهة حدثت في جمعة الكرامة حين جرى دفن الشهداء بعد يومين". وأضافت كرمان في معرض تعليقها على ناشط آخر في نفس القضية: "وأمام اعتراضنا قالوا لنا كرامة الميت دفنه، ونسوا أن في ذلك أيضا سلامة الجاني والقاتل، كان في ذلك إخفاء للأدلة، ويقطع الطريق أمام أي محاولة جادة للتحقيق الدولي فيها". وتابعت كرمان: "حين جرى تسليم القتلة والجناة الذين ألقى الثوار القبض عليهم إلى النائب العام الذي تثق به لجنتنا التنظيمية، القتلة تم إطلاقهم ومعهم كافة الأدلة على القتل والمجازر، تماما مثلما تم دفن الشهداء ال13 مجهولي الهوية، وقبلهم شهداء الكرامة معلومي الاسم والصفة وكل بيانات الهوية". من جهته، دافع الناشط الطلابي ورئيس اتحاد طلاب اليمن المقرب من حزب الإصلاح رضوان مسعود، عن اللجنة التنظيمية: "الحقيقة أن اللجنة التنظيمية ليس لها أي علاقة في الموضوع بأي شكل من الأشكال سوى قرار النيابة إخراج الجثث للدفن، وبحكم قرب الساحة كانت الصلاة عليهم". وعبر مسعود عن رفضه للطريقة التي احضروا بها: "رفضنا واستنكارنا للطريقة التي أحضروا بها، ونحن مع المطالب بتشكيل لجنة تحقيق في الموضوع وإعلان ذلك للرأي العام". الكاتب الصحفي المعروف محمد المقالح، استغرب من الطريقة التي أتوا بها بالجثث، وكذلك قصتها، في صفحته الشخصية على "فيسبوك": "قالوا إنهم دفنوا أكثر من 13 شهيدا مجهولي الهوية، وبطريقة غير لائقة إنسانيا .. بالله عليكم شهيد ومجهول الهوية مش معقول!". وطالب المقالح باتخاذ إجراءات لكشف هوية تلك الجثث: "طيب كان تعرضوا صورهم على شاشات التلفزة، وسيتعرف عليهم أهاليهم فورا، وما كانبش داعي لهذه الفضيحة.. أكيد الحكاية فيها خبيرة كبييييييرة جداً". وشكك المقالح في الطريقة التي قتل بها أصاحب الجثث: "قولوا قتلى تحت التعذيب مثلا أو قتلى بنيران صديقة، أما مجهولو الهوية فحكاية سخيفة خالص. أمانة دوروا لنا مع عيال الأحمر والفرقة بعض المقابر الجماعية المجهولة الهوية الأخرى". الناشطة المستقلة عفراء الحبوري، من جانبها، قالت: "لا للتظليل وتزوير الحقائق، لن نسكت ونتجاهل قضايانا حتى نصبح بلد المجهول". وكان عدد من الناشطين أقاموا وقفة احتجاجية امس السبت أمام بيت الرئيس عبد ربه منصور هادي، الساعة ال10 صباحا، للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق في ملابسات دفن 13 جثة مجهولة في آخر جمعة من رمضان.