عندما يلتبس الأمر ويشكل على البعض تفسير بعض الأفعال يصبح من المشروع طرح تساؤلات عن المستفيد من تلك الأفعال؟!. ما يلوح في الأفق هو حالة تشظ قد يحدثها الطيش الثوري للرفاق المهرولين لسلق المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك.. مؤامرة هي الأخطر على الحراك التحرري الجنوبي بسبب نزغ أيادي "نجاح" بضاعة أحزاب اللقاء المشترك اليمنية بعيداً عن الإجماع في مقاولة مقبوضة الثمن. بؤس ثقافة المقاولين أعماهم عن حقيقة الوجود الموضوعي للقضية الجنوبية التي لا تسقط بالتقادم, كما يصعب هضمها في "فهلوة" المؤتمر الوطني الأول المزعوم.. نعم قد ينجحون في إطالة زمن المعاناة الجنوبية لكن أخلاقياتها وعدالتها تجعلها نبراساً يلهم نضال الأجيال المتعاقبة. لا خلاف، هنالك حاجة نضالية دائمة للارتقاء بالعمل التنظيمي للمجلس الأعلى للحراك، لكن ما يثير الشبهة –حقا- هو عجالة سلق المؤتمر الوطني الأول بعد العودة من "الرياض" واللقاءات المشبوهة مع مسؤولين أمنيين!!. مناضلو الحراك التحرري الجنوبي لديهم شواهد عدة تؤكد أن "الوحدة اليمنية" أصبحت مسألة "أمن قومي سعودي" بعد اتفاقية جدة 2000 م الحدودية.. مخاوف الشقيقة الكبرى يأتي في مقدمتها احتمال مطالبات دولة (ج.ي.د.ش) بالعودة لحدود 30 نوفمبر 67م، إضافة إلى أن الخطر المستقبلي الأكبر للسعودية هو الثقل السكاني للهضبة اليمنية واحتمالات زحفها نحو أراضيها التاريخية شمالاً (نجران+ جيزان+ عسير) إذا أغلق أمام موجاته البشرية متنفس الجنوب بعد التحرير والاستقلال. تلك المخاوف الأمنية تجعل السياسة السعودية تقف بالضد من خيار الاستقلال والتحرير الجنوبي، لهذا تؤمل من عجالة سلق المؤتمر الوطني الأول سحب الشرعية عن رموز ذلك الخيار المتمثل في الرئيس علي سالم البيض والتشكيك بمرجعيته، من جهة أخرى تدفع إلى تشكيل المجلس الوطني الجنوبي الذي فاز بمقاولته محمد علي احمد واللواء حسين عرب كشرعية بديلة. معرفة الطرف المستفيد يفضح نوايا المهرولين في تنفيذ أجندة اللجنة الخاصة السعودية الهادفة لإنجاح طاولة الحوار اليمني المستديرة كما نص على ذلك اتفاق الرياض وآليته التنفيذية المزمنة، والتصدي لذلك المخطط يتطلب اصطفافاً وطنياً جنوبياً خلف شرعية ومرجعية الرئيس علي سالم البيض. التساؤل الأخير الذي يعري نوايا المهرولين لمؤامرة (30 سبتمبر – 2 أكتوبر القادم) هو اختيار موعد مع اقتراب استحقاق موعد الحوار اليمني والدعوة لمؤتمر مثير للانقسامات.. العقل والمنطق يؤكدان أن المستفيد الوحيد من الانقسامات الجنوبية– الجنوبية هو من نسميه ب"الاحتلال ".. تحديد هوية المستفيد بوضوح يرفع الغطاء عن المهرولين لتنفيذ أجندة اتفاق الرياض وآليته التنفيذية المزمنة في شقها الجنوبي. منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن