قالت دراسة دولية إن حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض (جماعة الاخوان المسلمين في اليمن) يفتقر إلى إيديولوجية واضحة وسياسة مبرمجة ونظام عضوية ذي دوافع ايديولوجية. وأكدت دراسة لمؤسسة كارينجي للسلام تحت عنوان "التجمع اليمني للإصلاح بين الحكومة والمعارضة) إن حزب تجمع الإصلاح في جله حزب تقليدي، يتألف من مجموعات قبلية تتشاطر التزاماً فضفاضاً بهدف أسلمة الدولة والمجتمع في اليمن. وتناولت الدراسه التي اعدها الباحث العربي المعروف عمرو حمزاوي دور التجمع اليمني للإصلاح في السياسة اليمنية، وسمات مشاركته البرلمانية، وسعت الدراسة إلى التصدي لأربعة أسئلة، هي: في ظل أي ظروف قرر التجمع المشاركة في الحياة السياسية؟. وهل غيرت مشاركته من طبيعة اللعبة السياسية اليمنية؟. لماذا انتقل التجمع من الائتلاف الحاكم لينضم إلى المعارضة؟ ما أولوياته البرلمانية.. وهل تغير برنامجه التشريعي منذ التسعينيات؟. هل تغيرت مع مرور الوقت هياكله الداخلية وعمليات صنع القرار فيه وخطابه بشأن القضايا الرئيسية المتعلقة بالسياسات العامة نتيجة مشاركته في السياسة اليمنية؟ وفي إجابتها عن هذه الأسئلة تقول الدراسة إن التجمع اليمني للإصلاح، وعلى غرار الأحزاب والحركات الإسلامية في أنحاء العالم العربي، يمتلك ايديولوجية دينية وبرنامجاً سياسيا، إلا أنه يختلف عن معظم الإسلاميين العرب الآخرين، إذ هو يجمع بين العناصر القبلية وبين تأثيرات الإخوان المسلمين والجماعات السلفية الأكثر تشدداً في اليمن، ونتيجة لذلك فهو يواجه انقسامات داخلية عميقة حول القضايا الرئيسية، ومن ذلك علاقته مع المؤسسة الحاكمة، ودوره في المعارضة، ومشاركة المرأة في السياسة. كما أكدت الدراسة أن التجمع اليمني للإصلاح ليس مجرد جماعة معارضة، إذ بقي حتى عام 1997 الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم. وترى الدراسة أن من أبرز العقبات التي على التجمع اليمني للإصلاح التعامل معها، هي قاعدته الشعبية المختلطة وانقساماته الداخلية التي حالت دون قدرة الحزب على تطوير ايديولوجية وبرنامج واضح المعالم. كما خلصت الدراسة من خلال تحليل أولويات الحزب التشريعية وأدائه إلى أن الكتلة البرلمانية لتجمع الإصلاح دفعت إلى التوفيق بين المصالح القبلية والسياسية وبين مختلف التفسيرات التي طرحها القادة النافذون للبرنامج الإسلامي للحزب، وبين أولئك الذين ينظرون إلى التجمع على أنه جزء من أحزاب اللقاء المشترك، وأولئك الذين يشجعون التعاون مع اللقاء المشترك ولا يزالون ينظرون لحزب المؤتمر الحاكم كحليف، والحصيلة كانت تواصل الالتباسات داخل التجمع فيما يتعلق بإيديولوجيته وبرنامجه والتشكيك الواسع خارج صفوفه حيال الموقع الحقيقي للحزب. وفي الجانب المؤسسي تقول الدراسة إن حزب تجمع الإصلاح شهد تطوراً مؤسسياً مطرداً في اتجاه مزيد من الديمقراطية الداخلية واللامركزية، لكن السمتين الرئيسيتين المكملتين للديمقراطية الداخلية في الأحزاب السياسية -وهما الحراك وتغيير القيادة- بقيتا غائبتين إلى حد كبير. يذكر أن الدكتور عمرو حمزاوي يعد كبير الباحثين بمؤسسة كارينجي للسلام الدولي، ويعتبر احد ابرز واهم المفكرين العرب، وهو شخصية مصرية متميزة في العلوم السياسية حيث سبق له التدريس في جامعة القاهرة وجامعة برلين، ويتميز برؤيته العميقة لقضايا الشرق الأوسط وقضايا الإصلاح في المنطقة العربية ودور الحركات الإسلامية في السياسة العربية . ويساهم الدكتور حمزاوي بانتظام في الكتابة للدوريات والمجلات العربية والأكاديمية، وله مقال نصف شهري ب"الحياة" اللندنية وآخر شهري في جريدة "المصري اليوم", كما يساهم الدكتور عمرو حمزاوي بإعداد الدراسات في مجال اختصاصه لكبرى المؤسسات البحثية في المنطقة والعالم.