الاختلاف في الرأي أمر مشروع دستوراً وقانوناً ولا غبار عليه، وما النهج الديمقراطي سوى تعزيز وتجسيد وتفعيل لهذا الاختلاف في الرؤى والأفكار والبرامج والاجتهادات ووجهات النظر لمصلحة الوطن أولاً وأخيراً. وأن كانت أساليب المكايدات والمناكفات السياسية التي تستخدمها بعض الأحزاب تتم في حدود الشأن الداخلي والغرض منها المصلحة العامة، فيمكن احتمالها والصبر عليها. ولكن أن تتعانق هذه المكايدات والمناكفات وتتلاحم مع أهداف غير وطنية البتة، فذلك أمر لا يطاق ولا يمكن السكوت عليه أو غض الطرف عنه. إن الوطن يمر بمرحلة دقيقة جراء تعرضه لمؤامرة خارجية تستهدف التدخل في شؤونه الداخلية والمساس بسيادته وأمنه واستقلاله وزعزعة وحدته الوطنية وإضعاف مواقفه المختلفة وابتزازه، ما يستدعي رص الصفوف والوقوف وقفة رجل واحد وتجميد الخلافات والمكايدات وتجنيد كل الطاقات والجهود للتصدي للمؤامرة، التي يتعرض لها الوطن كهدف أول وأساسي لإجهاضها وإفشالها من موقع الانتماء والولاء الوطنيين تماما كما حدث إبان الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962م الخالدة.. فالوطن ليس وطن الرئيس علي عبدالله صالح وحده، وليس وطن المؤتمر الشعبي العام الحاكم وحده، إنه وطن كل اليمنيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وفئاتهم، ومن واجب كل يمني أن يهب للدفاع عنه، لأنه دفاع ضد تدخل خارجي، ودفاع عن الوجود والعزة والكرامة، وإلا ما معنى الانتماء والولاء إذا لم يكرسا لمصلحة الوطن ساعة النداء؟!. إن استمرار أحزاب اللقاء المشترك في اتباع أساليب المكايدات والمناكفات في هذا الوقت الذي يتعرض فيه الوطن للخطر يثير حولها الكثير من علامات الاستفهام والاستغراب والتعجب، ويحار المرء في يمنيتها، إذ كيف ليمني تتعرض بلاده لمؤامرة خارجية وهو يوظف جهوده وأنشطته المختلفة بما ينسجم ويتناغم مع أجندة المؤامرة، ويمارس في الوقت نفسه الابتزاز للنظام تحت وطأة ضغط المؤامرة الخارجية؟!!. إن أحزاب اللقاء المشترك مطالبة بتصحيح مواقفها بما يتطابق مع الإجماع الوطني وبما يمليه عليها الضمير الوطني والانتماء للوطن، وبما يمحي الصورة المشوهة عنها والشكوك التي تحوم حولها عن وجود ضلع لها في المؤامرة، أو تشفيها من النظام. إن مواقفها المنحازة للمؤامرة ليس تشفياً من النظام ولا من الرئيس لو كانوا يعقلون.. إنه تشفٍ من الوطن أولاً وأخيراً.. فالوطن وطن الجميع، وهو الذي يتعرض للمؤامرة، وواجب الجميع الدفاع عنه.. أما المراهنة والمقامرة على سقوط النظام بفعل المؤامرة القذرة فذلك ضرب من الخيال والوهم، سيندمون عليه يوم لا ينفع الندم.