يمر الوطن في ظرف دقيق وحساس وعصيب جراء أشكال المؤامرات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها مضافاً لها المكايدات والمناكفات السياسية والحزبية والصعوبات والازمات في أكثر من مجال والتي وتنذر الوضع احتقاناً وقتامة وتنذر إذا ما استمر الحال على ما هو عليه بتفاقم الوضع أكثر مما هو متفاقم مما يوفر أرضية مناسبة لتمرير المخططات التآمرية. إن الولاء الوطني الصادق لا يتجلى إلا في مثل هذه الظروف عندما يتعرض الوطن للمحن والشدائد والمخاطر مما يستدعي رص الصفوف وتماسك الجبهة الداخلية وعدم تشتتها وتمزقها وتفرقها باعتبار الوحدة الوطنية صمام أمان الوطن واستقراره والصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والطموحات غير المشروعة. وان نهج المكايدات والمناكفات السياسية الذي تستخدمه بعض أحزاب المعارضة أكان وسيلة تكتيكية أو مبدئية أو لارتباطها بأجندة خارجية ضالعة في التآمر ليس من الولاء الوطني في شيء بقدر ما يهدد أمن الوطن وسلامته ويزيد الوضع تعقيداً وصعوبة ويجعل مستقبل الوطن في كف عفريت. ان هذا الوضع الصعب الذي يعيشه الوطن ويئن من تحت قتامته يستدعي بالضرورة من كل الخيرين والعقلاء والشرفاء المبادرة للم الصف وجمع الكلمة وتغليب المصلحة الوطنية العليا قبل فوات الأوان لتجنب المزيد من التردي والانحدار إلى الهاوية والكوارث التي يمكن ان تنجم عن ذلك بما يصون وحدة الوطن وأمنه واستقراره وعدم اهدار المزيد من القدرات والامكانات لغير مصلحة الوطن. من المهم جدا عقد مؤتمر وطني عام يشارك فيه كل من يهمه أمر الوطن سياسيون وحزبيون ومثقفون وأكاديميون وشخصيات اجتماعية وأعيان وغيرهم يكون هدفه احتواء هذا الوضع المتأزم وتحقيق الانفراج الذي يضمن رفع الغمة وانقشاع الاحتقان وعودة الأمور إلى طبيعتها. ومما يبشر بنجاح هذا المؤتمر إذا عقد وجود رغبة عامة لدى الجميع في الخروج من هذا الوضع المعقد الذي أحال حياة الناس إلى جحيم.. فالوحدة هدف عام لا غبار عليه ولا اختلاف حوله.. والأمن والاستقرار مطمح كل اليمنيين، والحوار هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم والتشاور.. إذن فلتطرح كل القضايا محل الخلاف بدون استثناء للنقاش المفتوح والواضح على طاولة هذا المؤتمر بهدف وضع حل لكل نقاط الخلاف وسد الباب أمام كل من يلعب بالنار أو يصطاد في الماء العكر أو يستغل الاخطاء والتجاوزات والاختلالات بشكل انتهازي للاساءة للوطن أو الاضرار به أو تجييرها لمصلحة اجندة خارجية. ان المخرج الحقيقي والوحيد من هذا الاحتقان يتمثل في الحوار الجاد والهادف والمسؤول بين كل اطياف الوطن دون اقصاء أحد إلا من شذ.. حوار وطني صادق يأتي بالحلول الناجعة لكل مشاكل الوطن بشفافية تامة وليس حوار طرشان لا يغني الوطن ولا يسمن شعبه من جوع.. والله من وراء القصد.