الأحزاب التي أقامت الدنيا ولم تقعدها في المطالبة الصاخبة بالحوار الوطني الديمقراطي ها هي تتصدر المترددين والرافضين لما دعا إليه فخامة الأخ الرئيس من حوار وطني شامل تحت قبة مجلس الشورى الذي يتكون في عضويته من صفوة من السياسيين الخبراء في شتى المجالات.. مؤكدة بهذه المواقف المثيرة لغمام الريبة ودخان الشك أنها لا تعاني من إشكاليات دستورية وقانونية موجبة للإصلاح السياسي والانتخابي وفق الاتفاقات السابقة التي أسفرت عن تأجيل الانتخابات بدافع توفير الوقت الكافي لا تطالب به من الاصلاحات بقدر ما هي مصابة بمرض الخوف من ضعف لما تعنيه من قدرات متواضعة وعاجزة عن الدخول في منافسات انتخابية حرة ونزيهة وشفافة وغير قابلة للتأويل والتضليل والتبرير المعتاد. إن الحوار الذي تطالب به وترفع شعاره هو بالتأكيد نوع من المغالطة والمزايدة فحسب نسمع له جعجعة ولا ترى له أي نوع من أنواع الطحين أقرب إلى طواحين الهواء منه إلى طواحين الأرض يكشف عن ظاهر يتناقض مع ما يخفيه من الباطن الذي يبحث عن سلطة جاهزة دون حاجة إلى الدخول في منافسات انتخابية تعكس الاقتناع بما سوف ينتج عنها من إرادة شعبية حرة ونزيهة. لذلك فإن هذا الحوار المطلوب قد يكون له مسرح في السماء يحاكي ما لدى هؤلاء من الخيال لكنه لا يستطيع أن يتواضع ويتنازل من السماء إلى الارض من الاحلام إلى الواقع المعاش، سوف يظل مصاباً بنوع من الدوار الذي تنحصر ساحاته ومسافاته حول الذات دون قدرة على مغادرة الذاتي إلى غيره من الموضوعات والتشعبات المزدحمة بوجود الآخر وما لديه من الآراء والأفكار الباحثة عما يتناسب مع جميع الأطراف من القواعد والنصوص والأحكام المنظمة للعلاقات والمنافسات الانتخابية بين أطراف متساوية في الحقوق والواجبات الوطنية. أقول ذلك وأقصد به أن ما قوبلت به دعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية من استجابة شعبية وحزبية واسعة النطاق قد أصبحت مؤشراً يحول دون استجابة الأقلية دون تفاعلها مع هذا النوع من الحوار الديمقراطي المفتوح بلا حدود ولا قيود بيروقراطية إقصائية لأن بعض الاحزاب المتقوقعة في ساحة المعارضة المحدودة بالحدود الضيقة للأقلية تبحث عن تداول للسلطة والثروة بأساليب غير انتخابية وغير ديمقراطية وغير سلمية قط، لأنها خاضعة في أفكارها وعقولها المغلقة لما لديها من مخاوف وهواجس الاحساس بالعجز وعدم الاستعداد للدخول في هذا النوع من الحوارات الديمقراطية المفتوحة للجميع، فنجدها لذلك تضع نفسها في موقع الحاكم داعية الأغلبية الساحقة إلى الاستجابة الحتمية لما تدعوها اليه من حوارات الصفوة ذات الحدود المنفصلة على ما لديها من القياسات الضيقة لأنها تدعو الاغلبية المصابة بما تطلق عليه طوفان الغرق إلى الاستجابة غير المشروطة لما لديها من دعوة انقاذية تعتمد على ما لديها من قدرات لاهوتية خارقة للعادة باسلوب أقرب إلى المشعوذين والمنجمين الذين يقولون ولسان حالهم «نَجِّمْ لي ونجمي الأسد»، يأبون الا ركوب الموجة وتصدر الصفوف الأمامية المخصصة لأمثالهم من المميزين بقدراتهم الخارقة..رافضين المشاركة في مواجهة التحديات من خلال اصطفاف وطني يتسع لما لدى اليمن من كتلة تاريخية جمهورية عملاقة وهكذا تأبى هذه الاحزاب والتنظيمات السياسية التي تستمد شرعيتها من النظام السياسي بمؤسساته الديمقراطية ومرجعياته الدستورية ومنظومته القانونية الا ترفض وأن تجنح إلى الشذوذ الذي يمثل التراجع عما تطالب به من حوار وطني يستوعب ما لدينا من الكتلة التاريخية الجمهورية العملاقة والقادرة على مجابهة التحديات وركوب الاخطار وتطوع ما لديها من وسائل إعلامية في مواقف مثيرة للشبهة تصب لخدمة الاتجاه الرجعي الظلامي المعاكس لمصلحة الوطن والشعب مؤيدة بلا حدود ولا قيود لكل الحركات والنزعات الرجعية والظلامية الحوثية الإمامية في الشمال والحراكية الانفصالية الرجعية في الجنوب وما بينهما من القاعدة المتمترسة خلف القوة الارهابية غير المشروعة رافضة تأييد ما تقوم به القوة المشروعة وما يدعوها إليه فخامة رئيس الجمهورية من حوار وطني ديمقراطي مفتوح على جميع الآراء ومن موقع الاقتدار والمشروعية القادرة على تحويل الأقوال إلى أفعال ووقائع عملية.. فها هي تؤكد وبما لا لبس فيه ولا غموض بأنها أحزاب حاضنة للمتمردين والارهابيين وما يقومون به من الاعمال الذميمة والقبيحة التي تغضب الله في السماء والانسانية في الارض حين تتحول إلى ابواق مدافعة عما يقومون به من اعمال ارهابية عنيفة ومقلقة للامن والاستقرار تبيح لليمني ان يقتل اخاه اليمني ويسلب ما لديه من المال والعرض والأمن والاستقرار بصورة لا تتفق مع ابجديات الحرية والممارسة الديمقراطية المسؤولة والقائمة على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة وحرية الصحافة وحقوق الإنسان في مغامرة ومكابرة بقدر ما هي دامية ومدمرة للوطن والشعب بقدر ما هي رافضة للدعوة المستجيبة لما تطالب به من حوارات ديمقراطية وسلمية محكومة بدوافع مشروعة من منطلق الرغبة في نصرة الخير على الشر وصولاً إلى مجموعة من القواسم المشتركة لتحقيق المزيد من الاصلاحات السياسية والانتخابية واعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات وفقا لما نص عليه اتفاق فبراير الماضي الذي تم بموجبه التمديد لمجلس النواب سنتين إلى الامام، بدافع الحرص على توفير ما يحتاجه الحوار الوطني من الوقت الكافي ومعنى ذلك ان ما يصدر عنها من مواقف غير مسؤولة وغير وطنية وغير وحدوية وغير ديمقراطية يؤكد انها جزء من التداعيات وما يترتب عليها من المشاكل والتحديات مسقطة حقها في الشراكة الوطنية الموجبة قطعاً لتحمل المسؤولية في الدفاع عما يتعرض له الوطن والشعب من هجمات ناتجة عن مخططات ومؤامرات انقلابية تهدد كل الثوابت الوطنية والسلام الاجتماعي. ولعل ما تقوم به من دفاعات مستميتة عن المتمردين والانفصاليين والارهابيين ومطالبتها الفاضحة بالافراج عن المعتقلين على ذمة ما يتهمون به من جرائم ارهابية وما تدعو اليه من دعوات حوارية معاكسة للدعوة الرسمية في الاتجاه ومضادة لها في الموضوعات الباحثة عن سلطة باساليب غير سلمية وغير دستورية وغير قانونية وغير ديمقراطية رافضة حتى مجرد الاستجابة المبدئية للمشاركة في حكومة وحدة وطنية تضم الاغلبية والاقلية ادلة دامغة وقاطعة على ما لديها من نوايا مبيتة لتدمير الدولة بكافة مؤسساتها ومرجعياتها ومنظوماتها الدستورية والقانونية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية والعسكرية.. الخ، على قاعدة «ما لا يؤخذ كله يدمر كله» مطبقة بتلك المواقف الضبابية والرمادية ما تخفيه من رغبات وتطلعات انتهازية فاضحة كما في المثل القائل «اشتي قيمة كبشي وأشتي لحمة من كبشي وأشتي كبشي يمشي» بصورة منفرة وتبعث على الاشمئزاز. اقول ذلك واقصد به أن هذه الاحزاب التي لا تعرف من اين تبدأ ولا تعرف إلى اين تنتهي؟ ولا تعرف ما تريد؟ ولا تعرف كيفية الوصول إلى ما تريد؟ هي بالطبيعة والاهمية احزاب فوضوية غير مسؤولة وباحثة عما لديها من الاهواء والاطماع اللامعقولة واللامقبولة لا تختلف جزئياً ولا كليا عن اولئك الفوضويين والمتمردين والارهابيين الذين يدافعون عنهم ويصروا على عدم تجريم ما يقومون به من ممارسات تدميرية للسلطة وللثروة. وللأمن والاستقرار والتنمية الحضارية المكتسبة والمنشودة، لا هي حريصة على الوطن ولا هي حريصة على المواطن، ولا هي مستعدة للتقارب والتفاهم والتعاون والتكامل مع غيرها من القوى الوطنية الصامدة والصابرة في التصدي لما يعتمل في الوطن من تداعيات خطيرة فها هم بالأمس القريب يقفون مواقف مدافعة عما تعرضت له القاعدة من ضربات متزامنة وموجعة منددين ومشككين بمواقف الدولة ومنكرين لوجود هذا التنظيم في الجمهورية اليمنية من الأساس وما لقيته هذه العمليات الناجحة من تأييد شعبي وتأييد يمني وعربي واجنبي من الأشقاء والاصدقاء وفي الوقت الذي يعملون فيه جاهدين مع سبق الإصرار والترصد على تشويه الصورة الجميلة لبلادهم نجدهم يسعون إلى افشال الحوار باصرارهم على ايقاف الحرب ومحاورة المتمردين واللصوص وقطاع الطرق والقتلة الذين يتخذون مواقف مضادة للمصلحة العامة والاجماع الوطني. في وقت يدركون فيه ان الحوار مع هؤلاء عملية مرفوضة سلفاً من قبلهم تحت راية الجمهورية والوحدة ويدركون أيضاً بانهم غير مقبولين على الاطلاق من قبل هؤلاء الخونة معترضين بوقاحة ان قواعد البعض منهم هي العمود الفقري لما يجري من الحراك الانفصالي الذي يقدمون له كل اشكال الدعم السياسي والاعلامي عبر ما يصدر عنهم من البيانات والمواقف المؤيدة وعبر ما لديهم من وسائل الدعاية الحزبية المرئية والمسموعة والمقروءة. إنهم يؤكدون بهذه المواقف المخزية بأنهم لا يختلفون عن غيرهم من المتمردين والفوضويين والارهابيين من منطلق عدم اقتناعهم بالديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة التي طالما يفرطون في المزايدة عليها من باب الرغبة في المكايدات والمناكفات الانتهازية في سابقة لا مثيل لها في تاريخ التجارب الديمقراطية الناضجة والناشئة على الاطلاق. ماذا تعني دعوتهم إلى الانقاذ وما تنطوي عليه من الرفض المطلق ومن الغاء لكافة المؤسسات والمرجعيات والمنظومات الدستورية والقانونية النافذة في وقت يرفضون فيه صراحة الالتزام بكل الاتفاقيات والاستجابة لكل الدعوات الحوارية ويقاطعون فيه كل العمليات الانتخابية العامة الكلية والشاغرة. إنهم لا يثقون بما لديهم من قدرات تنافسية انتخابية تدفعهم إلى مثل هذه المواقف الفوضوية ذات النوايا العدوانية والاحقاد الانتقامية من الشعب وهيئته الناخبة صاحبة القول الفصل في حجب الثقة ومنح الثقة.. فتجدهم لذلك بلا مواقف مبدئية سابقة وبلا مطالب اصلاحية ديمقراطية محددة قابلة للحوار والاتفاق والوفاق بحدوده الديمقراطية يأبون إلا الانتقال من معارضة النظام السياسي وأغلبيته البرلمانية الحاكمة إلى معارضة الوطن والشعب ومعاقبته انتقاماً لما لديهم من الثارات والاحقاد الناتجة عما لحق بهم من الهزائم والانتكاسات الانتخابية الرئاسية والنيابية والمحلية السابقة. غير مستعدين للمراجعة الجادة والموضوعية بدافع الحرص على تقييم المواقف بما تنطوي عليه من السلبيات والايجابيات لتصويب الاولى وترسيخ الثانية في اول عملية تقويم موجبة للتراجع عن الخطأ إلى الصواب ومن السلبيات إلى الايجابيات على نحو يحول بينهم وبين التقدم من الهزائم إلى الانتصارات، فتجدهم لذلك يضيفون في حاضرهم اخطاء إلى ما لديهم من التراكمات الماضية لأنهم يتعمدون بقصد وبدون قصد وبوعي وبدون وعي تجاهل العلم بما يحتاجون اليه في مستقبلهم الذي يجهلونه او يتعمدون تجاهله نظراً لما ينطوي عليه من متطلبات جادة تحتاج إلى حشد الكثير من الجهود وتعبئة الكثير من الطاقات وتقديم الكثير من التضحيات المكلفة ربما لانهم يبحثون عن الانتصارات السهلة غير مستعدين لتجشم مشاق ومستلزمات الطرق الصعبة ومجابهة ما تنطوي عليه من التحديات الصعبة الموجبة للتضحية المضاعفة مرات عديدة بما لديهم من الجهود والامكانات والطاقات التي تبدأ بالمال مروراً بالدماء ونهاية بالارواح. انهم بحاجة ماسة في هذه الظروف الصعبة إلى ان يتقدموا الصفوف في مساندتهم السخية لابطال القوات المسلحة والامن الذين يخوضون ملاحم نضالية بشجاعة منقطعة النظير بدلاً من تحديد مواقفهم السلبية والشاذة للدفاع عن المتمردين والفوضويين والارهابيين القتلة بصورة تؤكد للهيئة الناخبة ومن وجهة نظر وطنية محايدة انهم غير جديرين بالحصول على ما لديها من الثقة وان الاولوية في المفاضلة لصالح اولئك الذين يقفون مؤيدين ومساندين لابطال القوات المسلحة والامن في ملاحمهم وتضحياتهم وانتصاراتهم الاسطورية بما تمثله من الفرادة والقدسية في ميادين السباق والمنافسة والمساندة الفكاحية لأن الهروب إلى المواقف الضلالية والظلامية المايعة عملية غير مجدية ومفضوحة وغير قابلة للستر والتعمية بين اعمدة الدخان وغمامته السوداوية الداكنة وما تنطلق فيه من نيران مشتعلة هؤلاء الهاربون من ميادين المشاركة العملية والفعلية إلى ميادين المغالطة التنظيرة ذات النزعات الاتهامية الواهية تصبح من الخيارات المبتذلة وغير المجدية التي تتسع فقط للجبناء والخونة دون غيرهم من الشجعان واصحاب المواقف النضالية المخلصة، بصورة تحتم على الاحزاب والتنظيمات السياسية الابتعاد عن مثل هذه المواقف والتجنحات المثيرة للشبهات وما يترتب عليها من الهزائم والسقطات ذات العواقب الوخيمة. المرحلة صعبة والتحديات جسيمة والظروف لا تتسع لمثل هذه المواقف الخيانية المشبوهة تحت أي مبرر من المبررات وتحت اي سبب من الاسباب مهما كان بمقدورنا تسويقها بوابل من التداعيات الدعائية والبكائية التي تقتل القتيل وتتقدم الصفوف المشيعة والحاملة للنعش لأن الحقيقة مهما امكن للدعاية الزائفة إخفاءها بعض الوقت لابد للزمن من كشفها ولو بعد حين من تبدد الغيوم المضللة والداكنة.. لأنها تعني الحق والصدق والعدل والنصر. اقول ذلك وأدعو فيه جميع الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى سرعة الاستجابة لصوت العقل وتغليب الواجب على المصلحة والولاء للوطن وللشعب على غيره من الولاءات الضيقة لان الانتماء الوطني اليمني للمشروع الحضاري الكبير يتقدم في مثل هذه الظروف الصعبة على غيره من الولاءات والشرنقات التي تتموضع في أحضان المشاريع الصغيرة والمهينة ولا بديل لكل الاحزاب والتنظيمات السياسية الوطنية سوى الانتماء للمشروع الوطني الكبير. اقول ذلك وأقصد به المشروع الحضاري للثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر الخالدة مشروع الجمهورية اليمنية الذي يستمد طاقاته المحركة من الوحدة ومن الديمقراطية في سفر الانطلاق الدائم إلى معتركات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الدائمة والمستمرة. وهو نفسه المشروع الحضاري الوطني او مشروع الحياة والحرية والتقدم الذي يدعونا إليه بصدق وأمانة وموضوعية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح صانع أمجاد اليمن الحديث والمعاصر بامتياز لا شك فيه ولا ريب.. بدلاً من الانسياق خلف ما يدعونا إليه البيض والحوثي وفلول القاعدة من مشاريع الموت القزمية البديلة بما تنطوي عليه من الإذلال والمهانة والتحقير.. لا يليق بالشرفاء من الأحرار ولا يليق بكل الذين يؤمنون بالثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية من جيل الابناء والاحفاد والذين تقع على كاهلهم المسؤولية التاريخية العظيمة لتضحيات الآباء والأجداد الخالدة في سفر النضال الضارب جذوره في أعماق التاريخ، اخلص من ذلك إلى القول بأن الشعب اليمني الصامد والصابر بوجه التحديات ما برح يدعو أحزابه وتنظيماته السياسية ومنظماته ونقاباته الجماهيرية قاطبة إلى توحيد المواقف وحشد الجهود وتعبئة كل ما هو متاح وممكن من الطاقات والامكانات البشرية والمادية الطبيعية في اصطفاف وطني يليق بما تتطلع اليه القوى الجديدة من كتلة تاريخية عملاقة.