كما كان متوقعا أن يكون احتشاد المؤتمريين موضع تعليقات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض, واذا كان من حق الجميع ان يعبروا عن آرائهم, فان من حق المؤتمريين ان يعبروا عن مواقفهم السياسية فلم تشب الاحتفالية أية شائبة، بل كان تواجدهم خلف زعيمهم تعبيراً عن الوفاء رغم تركه السلطة والتفافهم حوله محل تقدير الجميع من المتحزبين أو غير المتحزبين ومن المنتمين أو غير المنتمين!.. وهي ممارسة ديمقراطية يفهم منها حضور قوي لحزب المؤتمر وتأكيد على قبول التغيير وسلميته, ورسالة للداخل والخارج برفض الممارسات الاقصائية لمن ينتهج العنف والترهيب وسيلة للوصول إلى السلطة. وعلينا ان نثمن مثل هذا السلوك السياسي، ونبتعد عن القراءات الغيبية لضمائر الناس، ورصد تحركاتهم بحقد، فالديمقراطية هي القبول بالآخر واحترامه.. مروراً على خارطة الأحزاب بدون استثناء, ما زلت عند قناعاتي بأن على الأحزاب أن تجدد نفسها بإتاحة الفرصة للشباب لقيادة مرحلة التغيير، والبدء بصياغة مستقبلها ومستقبل اليمن السياسي بعيداً عن وصاية قياداتها القديمة وإرثها الثقيل الذي خلفته باصرارها على البقاء في مرمى المحاصصة, واصرارها على قيادة كل مرحلة, واحداث تصدعات خطيرة بين ابناء المجتمع الواحد خصوصاً بين فئة الشباب. لأجل ذلك أصبح التغيير والتجديد في الاحزاب ضرورة حتى لا يصير مستقبل البلاد مرهوناً بخمسة أو عشرة وجوه لم تتغير, بل إن فتح ماضي بعضها يستحق المساءلة والمحاسبة على ما أحدثه بعض المنتمين لها من شروخ عميقة في الوطن.