تلبسني الحلم، هكذا كعباءة عربية مطرزة بخيوط حرير مغربي.. ما أدراني قد يكون من حرير الشام الذي حمله اخيل ليتستر ببيعه؟!!.. يسري فيّ هذا الحلم كالنعاس في البدن وكالخمرة في العروق، فصيرني عصفورة، حمامة مزهوة خيلاء ونشوة، تهزهز رقبتها.. تبرز هي تعمدا أو هو صدرها من يسبقها زهوا وغرورا، عندها أدركت فقط معنى ان يشبهوا بعض صدور النساء بصدر الحمامة، تفترش جناحيها وتطير بقفزات بطيئة قصيرة، تتراقص في باحة المسجد الأموي على أطراف أصابع قدميها كراقصة باليه روسية، تستنشق نسيمات أمجاد ملوك الشام.. تستنهض فيهم نخوتهم، رجولتهم العربية. رأيت فيما رأيت عجباً روح الوليد بن عبد الملك ترفرف جنبي، تلعب معي، لا أخفي زهوي وتدلعي.. فكرت في ان أتدلع عليه بغرور بدوية كحلت الصحراء عينيها بسواد ليلة غاب عنها القمر، ولونت الشمس سحنتها بلون الخمرة واللوز أيضا.. هو هو بعمته، بجبته، بقامته الممشوقة يتحزم سيفه الذي يقطر أمجاداً عربية، عندها فكرت من بهاء طلعته ان أكبو على ركبتي إجلالا واحتراماً وانبهاراً.. لعله أدرك دلالي ودلعي بحدس رجال العرب.. بسجيته العربية تأفف وقال: تعالي يا ابنتي إن قلبي يقطر دما ورعبا من هذه الهجمة الوحشية لعلوج الروم واليهود ورعاة البقر الذين يتلبسون ديننا تارة باسم الاخوانجية وتارة باسم المسلمين وباسم إسلام لم نعرفه في كتاب ولا سنة يريدون ان يهدموا مساجدنا، مناراتنا، قبر سيف الله المسلول في حمص، وكل ما بنيناه بدمنا وعرقنا وسيوفنا. تأفف ثانية وقال مرة أخرى: أو يعقل ان تقبل النخوة العربية استباحة جسدك ايتها العربية؟!! أين خيولنا؟!!.. أين الرجال؟!!.. بالله عليك يا ابنتي حلقي لتظللي بجناحيك على رأس ذاك الجندي العربي السوري المستنفر شجاعة ورجولة على قاسيين!.. قولي له: لا تقبل منهم ان يكسروا سيوفنا التي بحدها صنعنا المجد والفخار فإن نصولها ستتحول إلى سكاكين تمزق في القبر قلوبنا، ومجدا رسمناه غصبا علامة على صفحات التاريخ.. بتلك السيوف قولي له: ان الجامع الأموي بمناراته بزخارفه، وافاريزه، هو أمانة الرجال عند الرجال، فاحمه بدمك بروحك، دافع عن تراث اجدادك من هجمة الوحوش المفرغة من كل انسانية، استقتل وتشبث بموقعك لتحمي شرفي.. انا اختك العربية.. قولي له: ان الوليد يخصك السلام ويقول هذه اختك، امك، ابنتك، لا يحب الوليد أن يراها مسبية. كما تلبسني هرب الحلم بسماع تفجيرات ارهابية، لعنت عندها ابو هذا الاحمق الجاهل الذي تحول الى مطية.. آلة مجردة من الانسانية ليقتل أهله.. يهدم حضارته.. وقلت اللهم اجعله خيرا، لكن الامانة تلزمني ان انقل الرسالة لك أيها الجندي العربي السوري، فهي مسؤولية (................) سااارة العربية السورية.