لن تجدي دعوات وشعارات التناحر والشقاق، ولن تفلح المشاريع الصغيرة القاتمة والمخططات الرامية إلى تمزيق نسيج التوحد والألفة والمحبة بين الناس.. مهما تصاعدت افعالها واستعر غلوها وتطرفها.. وليس أمامها من خيار سوى العودة إلى طريق العقل والمنطق والاحتكام إلى لغة الحوار بدلاً عن اللجوء إلى ما يستنكره المجتمع واعرافه وتقاليده وعاداته، وما من شك في أن من يلجأ إلى تسخين المواقف واختلاق الأزمات وتعكير صفو السلم والأمن الاجتماعي لا يسعى إلا إلى تدمير وطن بأكمله، لتحقيق أهدافه ومصالحه التي لا تنسجم مع مصلحة أمة بأكملها، دون ان يدرك عواقب ما سعى إليه.. فقطع الطريق وإخافة السبيل وقتل الأبرياء وتدمير الممتلكات وأعمال العنف، وغيرها من الأفعال الخارجة عن الدستور والقانون والدخيلة على عادات وتقاليد وأعراف مجتمعنا الاسلامي، والمنافية لكل الشرائع والرسالات، ليست وسائل للتعبير عن قضية، بقدر ما هي أعمال تخريبية وارهابية يرفضها العالم بأسره، وأصحابها مجرمون مطلوبون للعدالة، ليس لهم دين أو وطن، وللأسف لم يستفيدوا من دعوات الحوار المتكررة، والفرص المقدمة اليهم من قيادتنا السياسية الحكيمة، ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام –حفظه الله ورعاه- وعفوه المتجدد لهم، بهدف اصلاحهم واعادتهم إلى جادة الصواب.. ليدركوا أن الوطن هو أغلى ما يملكه الانسان في الوجدان، والتآمر عليه يعد أكبر جريمة يرتكبها.. فهل يكف هؤلاء عن غيهم وبيع انفسهم للقوى الحاقدة على الوطن والشعب، لتحقيق مطامع وأهداف اقليمية تسعى إلى إثارة النزعات المذهبية والطائفية في يمن الإيمان والحكمة؟!!.. وتستهدف – إلى جانب اليمن- الجزيرة والخليج والوطن العربي بأكمله، مستخدمة ضعفاء النفوس ومعدومي الضمير لتنفيذ مخططاتها وتحقيق أطماعها الاستعمارية التوسعية. ليس هؤلاء وحدهم فقط، بل ان هناك وجهاً آخر لهم، والمتمثل بطابور المداحين الكاذبين الأفاكين، والمطبلين ومثلهم الفاسدون المتواجدون في مواقع السلطة، ممن يسيئون إليها، ويسخرون الوظيفة العامة لخدمة مصالحهم واغراضهم، وهم بذلك – بقصد أو بدون قصد- يخدمون المخطط التآمري على الوطن، ويهيئون له أجواء ملائمة للتغلغل والاتساع، بهدف النيل من أمن الوطن واستقراره.. فعلى المأجورين للقيام بهذا الدور مراجعة حساباتهم الخاطئة بالتأكيد.. وعليهم أن يدركوا تمام الادارك بأن اليمن أرضاً وشعباً لم ولن تكون مسرحاً لتراجيديا المذاهب والطوائف، وعصابات السلب والنهب.. وهي بريئة ممن فقدوا الهوية والانتماء، وسمحوا لأنفسهم ببيع تراب الوطن وسفك دماء أبنائه، وعصية أمام مخططات الطامعين فيها.. ولن يزيدها التآمر عليها إلا قوةً وتماسكاً وانتصاراً. * وكيل محافظة لحج