أثار تصنيف جماعة أنصار الشريعة السلفية الجهادية في تونس على أنها تنظيم إرهابي، وما كشف عنه وزير الداخلية التونسية، لطفي بن جدو، اليوم، خلال ندوة صحافية من أن الجماعة لها ارتباطات بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وبما يحدث بجبل الشعانبي على الحدود الجزائرية، ردود أفعال عدة عند الرأي العام التونسي وفي الأوساط الجهادية أيضاً. الخبير التونسي في شؤون الجماعات الإسلامية، عبدالستار العايدي، قال في حديث ل"العربية.نت": "إن ما كشفت عنه وزارة الداخلية اليوم من طبيعة تنظيمية معقدة للجماعة يدل على أنها ذهبت أشواطاً عميقة في التنظيم والهيكلة خلال سنتين منذ نشأتها ربيع العام 2011 في إحدى ضواحي العاصمة تونس، واستفادت كثيراً من هامش الحرية الذي أعقب سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، كما استفادت ولو بطريقة غير مباشرة من صعود حزب إسلامي إلى السلطة". وأضاف العايدي: "إنه من خلال التفاصيل الدقيقة التي كشفها وزير الداخلية والقادة الأمنيون في الندوة الصحفية اليوم، يبدو أن جماعة أنصار الشريعة بتونس كانت تعتمد ما يمسى في الأوساط الجهادية استراتيجية إدارة التوحش التي ابتكرها المنظر الجهادي أبو بكر ناجي، وشرحها في كتابه "إدارة التوحش: أخطر مرحلة ستمر بها الأمة"، والتي تعتمد على خلق الفوضى في البؤر القابلة لذلك من خلال عدة خطوات، أهمها اغتيال قادة سياسيين، وتكديس السلاح، وخلق الحاضنة الشعبية من خلال العمل الخيري والدعوي، ومن ثمة إيصال الأوضاع إلى التفجر الكامل، وتشتيت جهود القوى الأمنية والعسكرية، ومن المهم الاطلاع على التجربة اليمنية في هذا السياق، خاصة ما حدث في جزيرة زنجبار في وقت سابق". وتابع العايدي: "تنقسم إدارة التوحش في الفكر الجهادي إلى ثلاث مراحل، وهي مرحلة "شوكة النكاية والإنهاك"، ثم مرحلة "إدارة التوحش"، ثم مرحلة "شوكة التمكين، قيام الدولة"، والحالة التونسية اليوم من خلال الوقائع كأنها تتموقع في المرحلة الأولى، أي في طور "شوكة النكاية والإنهاك"، وما حصل خلال الأيام السابقة هو إرادة واضحة لنقل البلد إلى المرحلة التالية، وهي مرحلة "إدارة التوحش". من جانبها، قالت المحللة السياسية التونسية، شهرازاد عكاشة، إن "ما قامت به الأجهزة الأمنية يعد نجاحاً نسبياً، غير أن ذلك يبقى منقوصاً، إذ لم يتم الكشف عن علاقة حركة النهضة بأنصار الشريعة، وهي التي شجعت على انتشار التنظيم في بداياته، وحمت المنتسبين إليه، ودافع راشد الغنوشي والحبيب اللوز عن المنتمين إليه، وحمى علي العريض رئيس الحكومة الحالي زعيم أنصار الشريعة أبو عياض، ومكنه من الهرب، وتغافل العريض أيضاً عن تدريباتهم ومعسكراتهم، وقال إن "التدريبات في جبل الشعانبي في أول أمرها رياضية وليست عسكرية". من جانبه، قال المنظر الجهادي، أبو سعيد العاملي، في تعليق على تصنيف الحكومة التونسية لجماعة أنصار الشرعية كتنظيم إرهابي، في تغريدة له على "تويتر": "إن حزب النهضة في تونس على شفا جرف هار، وينتظرون نفس مصير الإخوان في مصر، ومن أجل تفادي المأساة يسارعون إلى شن الحرب على الإخوة ولن ينفعهم ذلك". وأضاف العاملي: "محاربة الإرهاب وشن الحرب على الإخوة هو السلم العنكبوتي الذي يلهث وراءه هؤلاء الإسلاموقراطيون، خونة الإخوان، نهجهم واحد، لقد تواصوا به، سيخسر إخوان النهضة كرسي الحكم كما سيخسرون محاربتهم لأصحاب الحق وهم أنصار الشريعة".