لم يشهد اليمن في تاريخة الحديث، فتنة أسوأ من تلك التي اشعل حربها جماعة التمرد والبغي من الحوثيين لما حملته من وبال وخراب ودمار على البلاد أرضاً وإنساناً بتداعياتها السلبية وخسائرها الفادحة في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، من مزارع وبيوت ومرافق عامة ورسمية وتدمير البنية التحتية في محافظة صعدة وفي مناطق عدة حولها، إلى ما أحدثته من انعكاسات اقتصادية سلبية، كلفت الدولة والشعب المبالغ الكبيرة التي كان من باب أولى أن توظف في مواصلة عملية التنمية والبناء والإعمار التي تعطلت بسبب هذه الحرب المفروضة على شعبنا، والتي سيظل يدفع ثمنها من قوت يومه ومعيشته وتنميته لسنوات أخرى قادمة.. بعد خمس حروب شرسة سابقة خاضتها الدولة واجهزتها المختصة في مواجهة هذه الفئة الضالة الخارجة عن الاجماع الوطني وعن الدستور والقوانين وكل الأعراف، مارست خلالها الحكومة ضبط النفس إلى ابعد مدى، وهي تمد أياديها البيضاء لإنهاء هذه الفتنة واستخدام لغة الحوار في جولات عدة من أجل إطفاء هذه النيران الغاشمة دون فائدة، حيث ظلت تلك الجماعات المارقة الضالة تقابل احسان الدولة بإساءة بالغة مستفيدة من توقف الحرب، مستغلة نهج الحوار لتعيد ترتيب صفوفها بالسلاح والتنظيم من أجل أن تشعل جولة جديدة من الحرب لتؤكد مرات عديدة بدلاً من مرة واحدة أنها غير جديرة بحوار أو تفاوض، وان ليس هناك مسلك ينفع أو يجدي معها سوى لغة الحرب والسلاح التي لا تفهم لغة غيرها، وذلك ما وعته قيادتنا السياسية والحكومة بشكل جلي في الجولة السادسة من هذه الحرب المشؤومة، وذلك بنهج واضح ومحدد لا تراجع عنه مهما كانت الأسباب، وهو مواصلة الحرب حتى النهاية وحتى القضاء نهائياً على هذه الشرذمة الضالة الباغية، أو موافقتها الكاملة والتامة على شروط الحكومة الستة دون أي نقاش أو تفاوض او شروط أخرى مقابلة من أي طرف كان. واليوم وتباشير النصر المؤز تلوح في الأفق علينا أن نشد على ايدي قيادتنا السياسية وحكومتنا، لإلتزامهم الصارم بالنهج المعلن والخيار الأوحد وهو مواصلة الحرب حتى الانتهاء من هذه الفتنة وبغير رجعة أو استسلامهم الكامل بقبولهم التام للشروط الستة، نقول ذلك ونحن نرى ونسمع تلك المحاولات اليائسة والبائسة من أطراف هذا التمرد بعد أن ادركت ان نهايتها قد أزفت وحانت، فعمدت على تسريب اشارات تبحث من خلالها عن مخرج يحفظ لها ما تبقى من فلول وأذناب، وهو الأمر الذي لم يعد ينطلي بأي شكل كان على قيادتنا السياسية وقواتنا المسلحة والأمن، وجميع أبناء الشعب الذين يتوقون بشوق شديد إلى نهاية صحيحة ومنطقية لهذه الحرب واستئصالها من شأفتها والقضاء النهائي على كل من وقف وراءها وأشعلها وقادها، أو شارك فيها بأية صورة أو شكل.. ذلك وحده ولا شيء سواه هو ما يرضى طموح أبناء الشعب المخلصين الشرفاء الأوفياء لهذا الوطن ولترابه ولكل مقدراته وثوابته العليا، التي لا تقبل المساومة أو المهادنه أو تخضع حتى للتفاوض أو النقاش أو الحوار. إن الحسم العسكري الشامل والنهائي لهذه الحرب المفروضة والجائرة أصبح اليوم هو يقيننا القادم القريب.. وهو اليقين ذاته بأن تصدى أبناء مؤسسة القوات المسلحة والأمن البواسل الميامين للمتمردين والخارجين على الدستور والقوانين بوابة الانتصار لإرادة الشعب، والخلاص لضحايا الإرهاب والتطرف.. وقد وقف كافة شرائح الشعب من المواطنين الشرفاء المخلصين من مشائخ قبائل وكافة فئات الشعب مع الجنود البواسل، لأنها قضية وطنية كبرى لا يرتقي إليها الشك، كما ان الإمداد اليومي الجماهيري بقوافل الدعم والخير والنصر، هو واجب ديني ووطني في سبيل تحقيق الانتصار للوطن ولأبنائه، وفي مقدمتهم القائد الوحدوي الغيور المناضل علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والقائد الأعلى لكتيبة الشرف والعزة والنصر، لرد الاعتبار لمؤسسات الدولة الدستورية والحفاظ على شرعية النظام الجمهوري وحماية الوحدة الوطنية. كما أن مواقف الاشقاء القومية الناصعة البياض ودعمهم المتواصل لليمن إلى جانب وقوف بعض الأصدقاء أيضاً، يؤكد شرعية الدوله وأجهزتها المعنية بالقضاء على هذه الفتنة، وإن أمن واستقرار اليمن هو المنطلق الأساسي لأمن واستقرار كل منطقتنا العربية، وبالتالي هو ضمان لأمن واستقرار العالم خاصة لما تتميز به بلادنا من موقع استراتيجي مؤثر على المنطقة والاقليم والعالم من حولنا، وهو ما يدركه معنا تماماً الكثير من الأشقاء والأصدقاء من دعاة الأمن والسلام والمحبة والوئام.