يبدو أن أحزاب اللقاء المشترك لم تستفد من تجربتها السيئة في انتخابات المحافظين، التي حاولت تلك الأحزاب احباطها بشتى الوسائل، وكانت آخر ورقة استخدمتها توجيه كوادرها في المجالس المحلية بالمحافظات والمديريات بعدم المشاركة في انتخابات المحافظين، لكن أعضاء المشترك في المجالس المحلية كانوا أكثر وعي من قياداتهم، وشاركوا في تلك الانتخابات ومارسوا حقوقهم السياسية واستجابوا لإرادة الجماهير التي منحتهم ثقتها.. تلك التجربة التي وجَّهت من خلالها كوادر المشترك رسالة قوية عرَّت الهوَّة الساحقة بين قيادات أحزاب المشترك وقواعدها، كان يفترض أن تتوقف عندها تلك القيادات كثيراً، لكنها تصر على التعالي وتجاهل نبض الشارع بما فيه قواعدها... وها هي قيادات المشترك تحاول تكرار غطرستها وتعاليها ، وتوجه كوادرها الوسطية والقاعدية المنضوية في المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني بعدم المشاركة في مؤتمر الحوار الذي دعت إليه القيادة السياسية تحت قبة مجلس الشورى ، وهو التوجيه الذي قوبل باستهجان الشارع اليمني وفي مقدمته قواعد المشترك ذاتها .. وليس غريباً ولا مفاجئاً القول أن كوادر أحزاب اللقاء المشترك في المنظمات الجماهيرية والمجالس المحلية والمؤسسات الوطنية وكل من تنطبق عليها آلية اختيار قوائم المشاركين في مؤتمر الحوار من المحافظات، لن تلتفت إلى فرمانات قيادات المشترك ، وستمارس حقها الوطني والسياسي وتشارك في مؤتمر الحوار شاءت قيادات المشترك أم أبت ... وذلك هو الواقع الذي لن يأبه فيه أحد بالخيبة الجديدة التي ستمنى بها قيادات المشترك في حال ظلت على غيها ومكابرتها ...