في أول مفارقة سياسية تعقب الخسارة التي منيت بها أحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية والمحلية اختار المشترك العودة إلى مسرح الأحداث مجدداً ولكن عبر بوابة التطفل على البرنامج الانتخابي للرئيس علي عبد الله صالح، من خلال دعوة وجهها أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني يطالب فيها بمناقشة مشروع انتخاب المحافظين الذي أعلن عنه الرئيس صالح بمعية أحزاب المشترك ، متجاهلاً أنه ضمن برنامج مرشح المؤتمر الشعبي العام، وأن المؤتمر هو المعني بتنفيذه- طبقاً لقواعد العمل السياسي المعمول بها في مختلف أرجاء العالم. ففي الوقت الذي صرح محمد الصبري - نائب رئيس اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك- أن المعارضة تدرس بشكل جماعي موقفا موحدا إزاء ما أعلنه رئيس الجمهورية عن انتخاب المحافظين ومدراء المديريات، قال الدكتور ياسين سعيد نعمان: إن انتخابات المحافظين إذا ما تمت عن طريق المجالس المحلية في المديريات سوف "تضعف القيمة العملية لانتخاب المحافظين"، مشيراً إلى أن "الوضع الطبيعي هو أن يتم إقرار آلية انتخابات المحافظين ومدراء المديريات بعد التشاور مع أطراف المنظومة السياسية ومناقشتها داخل قبة البرلمان". ورداً على تلك التصريحات ، أعرب مصدر مسئول في المؤتمر الشعبي العام عن استغرابه لدعوة نعمان بإخضاع قضية انتخاب المحافظين ومدراء المديريات للنقاش، مشيراً إلى "أن قضايا من هذا الشأن يظل مكان مناقشتها في البرلمان وليس في مجالس القات مع المنظومة التي اقترحها ياسين سعيد نعمان". وأضاف المصدر المؤتمري: "إن ما أعلنه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح حول انتخاب المحافظين ومدراء المديريات هو جزء من برنامجه الانتخابي الذي نال بموجبه على ثقة الشعب كرئيس للجمهورية، مستغربا إصرار المشترك على إقحام نفسه في قضايا حسمها الشعب يوم 20 سبتمبر". كما علق ساخراً: "لكننا في نفس الوقت نقدر الدوافع النفسية لمن فاتهم القطار وأصبحوا يبحثون عن دور"، مضيفاً: "إن أحزاب اللقاء المشترك لم يعد أمامه سوى محاولة قطع الطريق أمام أية إصلاحات تهدف إلى تطوير التجربة الديمقراطية. وهو ما لم تتمكن من تحقيقه خصوصا بعد أن أصبحت على قارعة الطريق التي ستظل فيه طويلاً". ونصح تلك الأحزاب ب"البحث عن آلية تكفل قيام علاقات جيدة مع الشعب بدلا من المهاترات التي لن ينجر إليها المؤتمر لانشغاله بقضايا وطن".