عبد الكريم بن عمر الخطيب - تريم الأعياد الشعبية احتفالات مميزة، تصبغ غالبا بالتراث والآثار، ومعروف أن التراث والآثار مرحلة من الزمن، عاشوا فيها أوائل الأجداد. ثم إن عمل هؤلاء الأجداد، وما يرجعون فيه إلى عاداتهم وتقاليدهم، يكون مصدره، ما ورثوه من أجدادهم، لكن قد يضيفون إليه من الأشياء الحسنة، ما يعطي البيئة رونقاً وبهاءً خلاباً، ويصدر هذا التحسين غالبا من شخص لا منافس له في حسن رأيه ورجحان عقله، في زمنه ووقته، شخص اجتمع على حسن أوامره غالب أهل الربع، أو اجمعهم في أكثر الأوقات، ويرجع هذا الضرغام المضيف، إلى مصادر لا تخلو عن عرف سائد، أو قانون رائد، أو شرع مطبق وفي مدينة تريم يكون المصدر شرعياً، فهو في قائمة السنن، وإن نزل عند البعض كان في قائمة المباحات، ولا ينزل عن مستواها لا طيرة ولا صفر فالعيد الشعبي الذي يقام عادة في آخر أربعاء من شهر صفر وصادف هذا العام -الأربعاء الماضي- السادس والعشرين من صفر والعاشر من فبراير، له مدلولاته العجيبة والفريدة، فكما جاء في بعض الأحاديث، وإن لم ترتق إلى مرتبة الصحة المعروفة عند رجال الحديث، وكذا في بعض الآثار أن في آخر أربعاء من شهر صفر ينزل على الأمة بلاء، وكلمة "البلاء" تعني الكثير ولا نريد الإسهاب هنا، إلا أن من المعروف أن الجميع ومنذ القدم يتشاءم من البلايا.. وفي الحديث الشريف النهي الكامل عن التشاؤم والتطير، فقد جاء عن خير البرية ( لا عدوى ولا هامة ولا طيرة ولا صفر). نفي التشاؤم فأهل مدينة تريم يترجمون ذلك ترجمة فريدة، فيحسنون التبعية العظمى للحبيب صلى الله عليه وسلم بنفي الطيرة والتشاؤم، و يترجمون الواقع كله بالخروج عن المألوف، والخروج من مساكنهم الرسمية، إلى الاجتماعات المسنونة والمباحة، والترويح عن النفس ضاربين ارقى زهاء النفس والاسترواح. في هذا اليوم يتفاءل المخالف للاعتقاد بالتشاؤم فتخرج الأسر زمراً زمراً، لتجتمع في محل واحد، لتقضي اليوم، وربما كمال الأسبوع، في جو يخيم عليه الفرح والسرور، فما أجمله من موقف سعيد، كان ولا يزال فخرا للداني والقاصي. الاستعداد لمولد النبي والأساس الثاني لهذا العيد الشعبي، هو الاستعداد لشهر برز فيه سيد الأسياد، شهر ربيع الأول، التقاء الكرة الأرضية برأس الرحمة الأبدية، محمد عليه أفضل الصلاة السرمدية، حيث يستعد القارئ والأمي والمشغول وغيره، للرجوع ولو لساعات قليلة، لدراسة سيرة هذا النبي وفضله وكرمه الذي سطع على الوجود، فزينه بالحسن والسعود، ولأن لكل فترة نقاهة عمل جبار، تسعد به الأعمال والأخيار، فبعد الانبساط والترويح ليوم الأربعاء نستقبل شهر الخير والبركة ونتمعن في السيرة العطرة. صفر ظفر وختاماً نهنئ كل المغتربين عن تريم بهذه العيد الشعبي ونقول لهم صفر ظفر باذن الباري وتوجيهات الهادي. عيد أربعاء صفر.. مناسبة دينية تنفرد بها تريم حضرموت الأعياد الشعبية احتفالات مميزة، تصبغ غالبا بالتراث والآثار، ومعروف أن التراث والآثار مرحلة من الزمن، عاشوا فيها أوائل الأجداد. ثم إن عمل هؤلاء الأجداد، وما يرجعون فيه إلى عاداتهم وتقاليدهم، يكون مصدره، ما ورثوه من أجدادهم، لكن قد يضيفون إليه من الأشياء الحسنة، ما يعطي البيئة رونقاً وبهاءً خلاباً، ويصدر هذا التحسين غالبا من شخص لا منافس له في حسن رأيه ورجحان عقله، في زمنه ووقته، شخص اجتمع على حسن أوامره غالب أهل الربع، أو اجمعهم في أكثر الأوقات، ويرجع هذا الضرغام المضيف، إلى مصادر لا تخلو عن عرف سائد، أو قانون رائد، أو شرع مطبق عبد الكريم بن عمر الخطيب - تريم وفي مدينة تريم يكون المصدر شرعياً، فهو في قائمة السنن، وإن نزل عند البعض كان في قائمة المباحات، ولا ينزل عن مستواها لا طيرة ولا صفر فالعيد الشعبي الذي يقام عادة في آخر أربعاء من شهر صفر وصادف هذا العام -الأربعاء الماضي- السادس والعشرين من صفر والعاشر من فبراير، له مدلولاته العجيبة والفريدة، فكما جاء في بعض الأحاديث، وإن لم ترتق إلى مرتبة الصحة المعروفة عند رجال الحديث، وكذا في بعض الآثار أن في آخر أربعاء من شهر صفر ينزل على الأمة بلاء، وكلمة "البلاء" تعني الكثير ولا نريد الإسهاب هنا، إلا أن من المعروف أن الجميع ومنذ القدم يتشاءم من البلايا.. وفي الحديث الشريف النهي الكامل عن التشاؤم والتطير، فقد جاء عن خير البرية ( لا عدوى ولا هامة ولا طيرة ولا صفر). نفي التشاؤم فأهل مدينة تريم يترجمون ذلك ترجمة فريدة، فيحسنون التبعية العظمى للحبيب صلى الله عليه وسلم بنفي الطيرة والتشاؤم، و يترجمون الواقع كله بالخروج عن المألوف، والخروج من مساكنهم الرسمية، إلى الاجتماعات المسنونة والمباحة، والترويح عن النفس ضاربين ارقى زهاء النفس والاسترواح. في هذا اليوم يتفاءل المخالف للاعتقاد بالتشاؤم فتخرج الأسر زمراً زمراً، لتجتمع في محل واحد، لتقضي اليوم، وربما كمال الأسبوع، في جو يخيم عليه الفرح والسرور، فما أجمله من موقف سعيد، كان ولا يزال فخرا للداني والقاصي. الاستعداد لمولد النبي والأساس الثاني لهذا العيد الشعبي، هو الاستعداد لشهر برز فيه سيد الأسياد، شهر ربيع الأول، التقاء الكرة الأرضية برأس الرحمة الأبدية، محمد عليه أفضل الصلاة السرمدية، حيث يستعد القارئ والأمي والمشغول وغيره، للرجوع ولو لساعات قليلة، لدراسة سيرة هذا النبي وفضله وكرمه الذي سطع على الوجود، فزينه بالحسن والسعود، ولأن لكل فترة نقاهة عمل جبار، تسعد به الأعمال والأخيار، فبعد الانبساط والترويح ليوم الأربعاء نستقبل شهر الخير والبركة ونتمعن في السيرة العطرة. صفر ظفر وختاماً نهنئ كل المغتربين عن تريم بهذه العيد الشعبي ونقول لهم صفر ظفر باذن الباري وتوجيهات الهادي.