بعد تعاظم الصراع بين القوى المشتركة في جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل التي أعلن عن قيامها في 13 يناير 1966م من ممثلي الجبهة القومية ومنظمة التحرير والمستقلين، وانتهاج البعض طريقاً مغايراً لاتفاقية الاسكندرية، بدأت القوى الثورية تتحرك إلى مواقع أكثر تنظيماً خشية أن يؤثر هذا الصراع الحزبي على مسيرة الثورة، فبدأت القوى الثورية المستقلة من المقاتلين - وغالبيتهم من الذين أسهموا في النضال منذ انطلاق ثورة 26 سبتمبر الخالدة عام 1962م ودافعوا عنها في أكثر من موقع، وأكثر من جبهة في الشمال- في تعبئة طاقاتها وجهودها ضمن تنظيم ثوري، حيث دارت عدة اتصالات بين التنظيمات العسكرية التي تعمل ضمن اطار جبهة التحرير، قرر على اثرها الفدائيون والعناصر المستقلة في الجبهة تشكيل "التنظيم الشعبي للقوى الثورية" كمنطلق للعمل العسكري والشعبي في اطار الولاء للثورة والشعب ضمن الاطار السياسي لجبهة التحرير. ولأجل هذا الغرض عقدت سلسلة لقاءات في منطقة "الشرفية" بمحافظة تعز خلال شهر اغسطس 1966م.. ضمت عبدالله محمد المجعلي، عبدالله محفوظ راجح، سيف محمد فضل العزيبي، عبدالله أحمد حسن، عبدالهادي باعوضة، علي بن علي هادي، صالح احمد ناصر الحارثي، عبدالله أحمد الحسني وآخرين، تمخض عنها قيام التنظيم الشعبي للقوى الثورية برئاسة المناضل عبدالله المجعلي. وقد أعلن عن قيام التنظيم الشعبي في بيان صدر في سبتمبر 1966م، حدد فيه قيام هذا التنظيم وهويته ضمن اطار جبهة التحرير كمنطلق للقوى الثورية على مستوى الداخل بعيداً عن الصراع الحزبي المدمر. ولم ينطلق التنظيم من منطلق سياسي بقدر ما انطلق من ممارسة النضال الفدائي اليومي على طول ساحة الجنوب اليمني. وبينما تم اختيار الهيئات القيادية للعمل الفدائي المسلح ومن أبرزهم: هاشم عمر اسماعيل، علي بن علي هادي، عبدالله محفوظ راجح، عزب محمد فضل، خالد احمد سعيد المفلحي، صالح عبادي عبدالكريم، سالم يسلم الهارش، عبدالله احمد حسن، صالح الحارثي، محمد ناصر "مختار"، محمد علي مقبل "ابو جلال العبسي" وسواهم، تم توزيع المهام بينهم على أساس الفرق. وبيت القصيد هنا أنه بينما تشكلت أكثر من عشر فرق غطت ساحة الجنوب، وحملت أسماء مختلفة، فإن أبناء الضالع الأوفياء ورجالاتها الأحرار بقيادة المناضل الكبير علي بن علي هادي الضالعي أبوا إلا أن تسمى فرقتهم ب "فرقة الوحدة" تعبيراً عن وحدويتهم وايمانهم المطلق بحتمية الوحدة اليمنية، قدر ومصير شعبنا. إن الأصوات النشاز، والسلوكيات الشاذة التي تبرز اليوم على ساحة الضالع، لا تمثل بأي حال من الأحوال أبناءها ورجالها وأحرارها المخلصين، ولسوف يقرر هؤلاء الوحدويون الصناديد عما قريب عن موقفهم الوحدوي الراسخ، ويلقنون خفافيش الظلام درساً لن ينسوه، ولن يسمحوا للعملاء والمرتزقة أن يلطخوا تاريخهم الناصع الذي أكدوا به وحدة النضال اليمني المعمد بالدم تزكية لوحدة التاريخ.