لا توجد دولة في العالم تقبل بوجود عناصر تمارس الجرائم وتعتدي على المواطنين ورجال الأمن والمؤسسات.. إنها بعدم ضبط هذه العناصر تتخلى عن أهم وظائفها في حفظ الأمن والاستقرار. وتهيئة الأجواء لإجراء حوار وطني شامل لا تعني- بأي حال- إطلاق مرتكبي الجرائم والأعمال الجنائية المحكوم عليهم، أو المنظورة قضاياهم أمام القضاء.. ولا ينبغي لفرقاء اللقاء المشترك أن يتذرعوا بهذه المسألة لتحول بينهم وبين البدء بعملية الحوار. هذه حجة عليهم وليست لهم.. فقد تم إطلاق كافة المحتجزين، ومن غير المنطقي أو العدل إطلاق المحكوم عليهم في أعمال جنائية ارتكبوها أو أولئك المنظورة قضاياهم لدى القضاء.. فتهيئة الأجواء ليست فوضى، وتركاً للعناصر التخريبية والاجرامية تعيث في البلاد فساداً وقتلا. كيف يستقيم " الحوار" في أجواء تخلى الساحة للعناصر التخريبية، وتطلق يدها لتمارس جرائمها ضد المجتمع والدولة ؟!.. أم أن " الحوار" لا يستقيم بنظر فرقاء المشترك إلاّ في أجواء ملوثة بقطع الطرق، وممارسة القتل والتخريب من قبل مثل هذه العناصر؟!. كأني بالأخوة قادة تحالف اللقاء المشترك لا يريدون حواراً ولا يحزنون.. أو أنهم يحرضون على الفوضى واختلال الأمن اللذين يتصورون أن يكونا بيدهم ورقة ضغط على الطرف الآخر. يثبت الأخوة قادة المشترك كل يوم أنهم ضد الحوار الوطني الشامل بما يفتعلون من إعاقات أمام إجرائه، وكل يوم تتكشف نواياهم لدى الرأي العام بأنهم ليسوا مع الحوار الوطني ولا مع التوافق الوطني، فرفعهم لشعار الحوار ليس إلا ذراً للرماد في العيون، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.