أكد عضو القيادة العليا لحركة التغيير والبناء الديمقراطية الأستاذ هشام الزاهر.. أن لجنة شؤون الأحزاب استندت في عدم اعترافها بشرعية مؤتمر الحركة التأسيسي الذي عقد في مدينة تعز، على ملف قدمه عدد كبير من مؤسسي الحركة الذين قاطعوا أعمال المؤتمر.. وفي هذا اللقاء الذي أجرته صحيفة الجمهور يوضح الأستاذ هشام أسباب الخلافات التي قد تجعل من الحركة مجرد كيان صوري مشلول. * مؤخراً أقرت لجنة شؤون الأحزاب عدم اعترافها بمؤتمركم التأسيسي الذي عقد في تعز، وإلى جانب ذلك تناقلت وسائل إعلامية عدة أخبار عن خلافات تعصف بالحركة..؟ -صحيح.. هناك خلافات وبالنسبة للجنة شؤون الأحزاب هي اتخذت قرارها وفقا لما تضمنه الملف المقدم من عدد كبير من المؤسسين الذين لم يعترفوا هم أنفسهم بشرعية مؤتمر تعز.. بسبب المخالفات المتعمدة لقانون الأحزاب ونظام الحركة الداخلي وبرنامجها السياسي، وما اتفق عليه المؤسسون للحركة في اجتماع 13-14/1/2009م. نحن عندما بدأنا نشاطاتنا وتحركاتنا لتأسيس الحركة ومن ثم التحضير لعقد المؤتمر العام التأسيسي كان عندنا مقترح برنامج سياسي ونظام داخلي، وأدبيات الحركة واضحة ومعروفة. * متى بدأت الخلافات؟ -عندما بدأ الانقلاب على أدبيات الحركة أثناء التحضير لعقد المؤتمر التأسيسي. * مِنْ قبل مَنْ؟ -من قبل شلة قليلة جداً داخل الحركة. * من بالضبط.. من يترأس الشلة هذه؟ -أحمد الشرعبي. بدايات الخلاف * ما نعلمه أن الخلافات ظهرت للعلن بعد عقد المؤتمر التأسيسي؟ -لا.. الخلافات سابقة لعقد المؤتمر.. أثناء التحضير لعقد المؤتمر دب الخلاف وحصل شبه تمايز بين تيارين داخل الحركة، وتيار الأغلبية كان لديهم تحفظات على الخطوات المتخذة وإجراءات عقد المؤتمر، غير أن تيار الأقلية برئاسة الأستاذ احمد الشرعبي استطاع أن يعقد المؤتمر في تعز رغم مقاطعة عدد كبير من مؤسسي الحركة. بالنسبة لنا في عدن وعندما كانت الخلافات تتنامى في صفوف الحركة هنا في صنعاء، كنا شبه معزولين لا أخبار تصلنا لا من هؤلاء ولا من هؤلاء، فلا تواصل من الشرعبي أو من السروري رئيس اللجنة التنظيمية العليا، ولا تواصل من الأطراف الأخرى. وفي شهر 1/2009م طلعنا إلى صنعاء لحضور اجتماع لجنة المؤسسين، وفي ذلك الاجتماع اتخذنا قراراً بأنه لا يجوز عقد أي مؤتمر تأسيسي للحركة إلا بعد تشكيل لجنة تحضيرية والاتفاق عليها. * لكن هناك لجنة تحضيرية هي التي حضرت لعقد المؤتمر التأسيسي في تعز؟ -هذه هي المشكلة.. اللجنة بطريقة تشكيلها والإجراءات التي سارت عليها لعقد المؤتمر وأسلوب تعاملها لعدد كبير من المؤسسين أسست للخلافات.. على سبيل المثال نحن في مكتب عدن تفاجأنا عندما تم إبلاغنا بالمؤتمر قبل الموعد بيومين، أبلغونا بتاريخ 13 ديسمبر، وحضورنا إلى تعز يوم 14 ديسمبر، والمؤتمر عقد يوم 15. أبلغونا حينها انه تم تشكيل لجنة تحضيرية وأن علينا في مكتب عدن الحضور إلى فعاليات المؤتمر في تعز بالعدد الممكن.. قالوا: تجيبوا لنا أي حد متواجد سواء كانوا من المؤسسين أو من المندوبين. * وفعلاً حضرتم المؤتمر؟ -نعم.. وتفاجأنا فور وصولنا تعز بمؤتمر مهلهل يظهر عليه حجم الخلافات والوزن الكبير لمن قاطعوا المؤتمر وهم من المؤسسين للحركة.. أيضا الحضور اقتصر على عدد من المحافظات، أضف إلى ذلك أن عدداً من المحافظات المشاركة أرادوا أن تكون مشاركتها رمزية، أو بالأصح تكملة عدد. * ربما أن بعض المحافظات ليس للحركة وجود فيها؟ -المعلومات التي لدينا والبيانات تؤكد أن الحركة متواجدة في كل محافظات الجمهورية. * كم عدد المحافظات التي لم يشارك منها أحد في مؤتمر تعز؟ -14 محافظة لم تشارك وأنا أعلم أنه يوجد في كل المحافظات المقاطعة مؤسسون في الحركة، وإغفالهم يعطي دلالات أن هدف الشلة الذين قادوا مؤتمر تعز لا يتجاوز تحقيق مصالح شخصية باسم حركة أو حزب لا وجود له. وجه اعتراضنا * باعتبار أنكم شاركتم أعمال مؤتمر تعز.. هل أبديتم اعتراضكم.. هل كان لكم ملاحظات؟ -أكيد.. وكل من حضروا المؤتمر يعرفون ذلك.. اعترضنا على طريقة التحضير التي هي أقرب إلى الكلفتة، بل إنهم لم يخبرونا في مكتب عدن إلا قبل المؤتمر بيوم واحد ربما حتى لا نستطيع الحضور بأكبر عدد ممكن من المؤسسين والمندوبين في الهيئة المركزية.. وفعلا الوقت لم يسعفنا في المحافظات الجنوبية بشكل عام ولهذا اقتصر حضورنا على 45 شخصاً فقط، وعندما وصلنا تعز تفاجأنا أن الحضور 550 شخصاً تقريبا، وبالتالي سوف نضيع بينهم خصوصا وأننا قد لمسنا صبغة مناطقية في أعمال المؤتمر.. لقد شعرنا أن استدعاءنا للحضور كان فقط لمجرد تكملة عدد، بل وشعرنا- وهذا ما لمسناه فعلا- أن الجماعة "الأخ احمد الشرعبي والمنظمين لمؤتمر تعز" يريدون أن يفرضوا علينا وضعاً معيناً ونتائج معينة. * هل تجاوبوا مع اعتراضاتكم وملاحظاتكم؟ -عندما هددناهم بالانسحاب من أعمال المؤتمر ربما أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين أن يمشوا لنا 36 عضواً في الهيئة المركزية لكن ليس ذلك هو كل اعتراضاتنا.. احنا تساءلنا عن عدم حضور ومشاركة عدد كبير من المؤسسين، وحقيقة لم نكن نعلم في مكتب عدن عن الأسباب الحقيقية لعدم مشاركة هؤلاء، أو ما الذي جعلهم يقاطعون أعمال المؤتمر؟!. * المهم استجابو لكم وحصلتم على عدد كافٍ من قوام الهيئة المركزية؟ -أنا معك لكن المشكلة- وهذا ما جعلنا نقول إنهم قبلوا طلبنا مجبرين- أنهم عقب المؤتمر جمدوا الحركة.. جمدوا نشاطها بشكل تام وحتى الآن. خلافات مالية * هل شهدت أعمال المؤتمر خلافات مالية؟ -أكيد.. غياب الشفافية كان ملحوظاً، لقد صرفت أموال لا علم لنا كيف ولمن!!.. والبيانات والتقارير التي رفعت كلها مغلوطة وهذه مشكلة كبيرة.. يعني عندما تبنى الحركة أو الحزب على غش أيش تتوقع منهما؟!!.. احنا التحقنا وعملنا كمؤسسين لهذه الحركة على اساس أننا سنكون معارضة بناءة قائمة على أسس سليمة وبأهداف نبيلة، مستفيدين من أخطاء الأحزاب الأخرى، ومن دروس وعبر الماضي. طواعية لجنة الأحزاب * واضح من كلامك أنك راضٍ عن قرار لجنة الأحزاب عدم اعترافها بالمؤتمر التأسيسي للحركة؟ -نحن مشاركون في إعداد الملف المتضمن للمخالفات والذي على ضوءه أقرت اللجنة بعدم شرعية مؤتمر تعز بالمرة.. واحنا الآن نحضر مع "القيادة العامة لعقد المؤتمر التأسيسي.. وأنا عبركم أدعو الأخ احمد الشرعبي إلى التخلي عن عناده وإصراره على السير بالحركة مشلولة وبعيدة عن مؤسسيها، والتي بدونهم لن تكون الحركة سوى كيان صوري وميت.. احنا في مكتب عدن بعد مؤتمر تعز عندما لمسنا نوايا وأهداف "الشلة" غير البريئة تواصلنا مع الأخوة الذين قاطعوا أعمال المؤتمر، وتفاجأنا بصوابية ما لديهم من مبررات مقاطعتهم.. اتضح لنا حجم مخالفات الشلة حيث التفوا على أدبيات الحركة ونظامها الداخلي، والآن وبعد قرار لجنة شؤون الأحزاب بعدم الاعتراف بشرعية مؤتمر تعز نحن نحضر- كما قلت لك- لعقد مؤتمر يعيد الحركة إلى مسارها. البدايات * كيف التحقت بالحركة؟ -أنا ضمن ال126 شخصاً المؤسسين للحركة.. واحنا طبعا والأخ احمد الشرعبي زملاء سابقا في حزب التجمع الوحدوي الذي أسسه الفقيد عمر الجاوي، ثم تركنا التجمع والتقحنا بالمؤتمر الشعبي العام ثم خرجنا من المؤتمر، طبعا كل بمفرده.. وبالنسبة للحركة اتصل بي الأخ محمد السروري وقال احنا عندنا حركة جديدة ونشتي نؤسسها، وفعلا طلعنا إلى صنعاء واطلعنا على الأدبيات التي كانوا قد أعدوها. كلمة أخيرة كلمتي الأخيرة أوجهها للأخ العزيز الأستاذ احمد الشرعبي وهو -والحق أقول- رجل مثقف بكلما تعنيه الكلمة من معنى، ورجل سياسي لا يختلف اثنان بقدراته وإمكانياته، ولهذا استسمحه عذراً أن أسدي له بنصيحتي هذه وهي: "عليك أخ احمد أن تنظر إلى زملائك الذين شاركوك في تأسيس الحركة.. وأن نتناقش لنرى أين أخفقنا وأين نجحنا؟!!.. وأنا على ثقة بأن كل هذه الخلافات سوف تتلاشى، وأن مؤسسي الحركة وكوادرها من مختلف أنحاء الجمهورية سيعودون على سابق عهدهم صفاً واحداً.. وليس العيب أن نخطئ ولكن العيب أن نستمر في الخطأ".