"تحنيط" للرياضة الاكتشافات الأثرية في "شبام الغراس" أعطت اليمن حقا في "الملكية الفكرية" لفن التحنيط بعد أن ظلت تلك الملكية لسنين طويلة حقا "حصرياً" للمصريين القدماء، ولكن الفرق هو أن المصريين "المعاصرين" على وجه الخصوص المسؤولين عن الرياضة المصرية يعملون على تجديدها وتنميتها بينما المسؤولون عن رياضتنا واصلوا عملية التحنيط لكوادرها وجمدوا مستواها لتظل تراوح في مكانها "محلك سر"!! الرياضة علم وفن له أصوله وقواعده وله نظرياته التي تتجدد وتتطور كل عام وشهر ويوم، وبالتالي يصبح "التأهيل والتدريب" حاجة ضرورية وركناً من أركان "التنمية الرياضية". واقع التأهيل والتدريب وبالنظر إلى واقع التأهيل والتدريب في الرياضة اليمنية فسنجد أنه واقع أليم ومرير وحال "يصعب على الكافر"!! ففي أعلى الهرم الرياضي وتحديداً في وزارة الشباب والرياضة تم إدراج الإدارة العامة للتأهيل والتدريب في خانة الإهمال والظلم!!. خيوط العنكبوت تكاد هذه الإدارة أقل إدارات الوزارة "اهتماماً من قيادة الوزارة وأكثرها تعرضاً للظلم في دعم "الصندوق" وتكاد تكون الإدارة الوحيدة المتشحة بخيوط العنكبوت!! مظلومة دائما للأسف الشديد ان الوزراء المتعاقبين على وزارة الشباب والرياضة حجموا هذه الإدارة وكبحوا جماح فاعليتها ومهامها المهمة جدا. مزاحمة الأولمبية حيث تقتصر مهام هذه الإدارة على "كام" منحة خارجية معتمدة سنويا لتخصصات قليلة جدا في مجالات شبابية ورياضية، وكذا الإشراف والتنظيم "إدارياً" ل"دورات تأهيلية للمدربين" لا تتجاوز أصابع اليد لمدربي وحكام بعض الألعاب، وساهم في شحة هذه الدورات تنظيم اللجنة الأولمبية لدورات تأهيلية ممولة أولمبياً ب"الدولار" عبر برنامج أو مشروع ما يسمى ب"التضامن الأولمبي"!! حتى الاتحادات!! وإذا كان هذا هو حال التأهيل والتدريب في قمة الهرم فلا نستغرب إذا سحب نفسه على وسط وقاعدة الهرم، ونخص بالذكر هنا الاتحادات الرياضية العامة. فالاتحادات قد تفضل صرف ملايين الريالات على معسكرات ومشاركات خارجية ميئوس منها على صرف ألف أو الفين دولار لمدرب أو حكم للمشاركة في دورة تأهيل دولية. سالم عبدالرحمن نموذج نموذجنا الأقرب الذي يمكن أن نطرحه هنا هو أكبر الاتحادات موازنات وميزانيات ومدرب وطني كبير مثل الكابتن سالم عبدالرحمن، علاوة على ان سالم عبدالرحمن مدرب وطني قدير فهو أيضا محاضر دولي في لعبة كرة القدم، وهو رجل أفنى سنوات عمره في خدمة الكرة اليمنية في مختلف المواقع مع الأندية والمنتخبات، ثم في الأعمال الادارية بالاتحاد العام لكرة القدم ثم محاضراً دولياً معتمداً من الاتحادين الآسيوي والدولي "الفيفا". هذا الرصيد الكبير لم يشفع للكابتن سالم عبدالرحمن في ترشيحه من اتحاد الكرة للمشاركة في دورة اكاديمية في نادي اليزهوفن في هولندا حول "كيفية الاحتراف والاهتمام بالنشء والشباب" وذلك نظراًَ لأن اتحاد الكرة استكثر على نفسه دفع مبلغ بسيط مقابل رسوم المشاركة في هذه الدورة الهامة. ورغم ذلك فقد أصر خبيرنا الدولي على حضور مثل هذه الدورة لتخصصها الهام ودفع رسومها وتكاليف السفر إلى هولندا من جيبه الخاص!! غيبوبة النماذج والأمثلة من هذا النوع كثيرة ولكننا اكتفينا بجديدها الذي بالطبع لن يكون آخرها.. فبالله عليكم هل نستطيع تطوير رياضتنا في ظل هكذا اهمال لدورات تخصصية هامة وفي ظل هكذا "غيبوبة" في عالم يتطور ويتجدد من حولنا؟. المطلوب من الوزارة يفترض على وزارة الشباب والرياضة ان تعطي الصلاحيات الكاملة وأن تقدم الامكانيات اللازمة للإدارة العامة للتأهيل والتدريب بحيث تقوم هذه الإدارة بدراسة شاملة للتخصصات الفنية للمدربين والحكام وشهاداتهم ونوعها ودرجتها وتحديد حاجة الاتحادات من التخصصات الفنية، وفي ضوء ذلك تقوم بعمل خطة لترفيع المؤهلين وتأهيل كوادر جديدة واضافة تخصصات لازمة وطلب ملفات المرشحين للحصول على منحها التدريبية. بالإضافة إلى رفع درجة التنسيق والتواصل بين الإدارة وبين الاكاديميات الرياضية العربية والعالمية لمتابعة جديدها وتوقيع بروتوكولات تعاون مشتركة معها ....الخ. أما إذا ظلت نظرتنا قاصرة لأهمية "التأهيل والتدريب" فإننا كمن يحرث في البحر بلا جدوى.