في الأمس القريب ذكرت التقارير الصحفية احتجاز سفينة كورية جنوبية في المحيط الهندي، وعلى متنها 21 بحاراً وتحمل حوالي 12 ألف طن من المواد والسلع متجهة إلى سيرلنكا. وقبلها بأيام قرأت خبراً عن "صحيفة اليوم السابع" المصرية يقول ان البحرية اليمنية احبطت هجوم ستة قوارب لقراصنة صوماليين حاولوا اختطاف ناقلة نفط يمنية قبالة سواحل شبوة كانت السفينة متجهة بشحنتها من ميناء عدن إلى ميناء المكلا بحضرموت، وذكر اللواء الركن رويس عبدالله مجور أن البحرية تلقت اشارة استغاثة من طاقم حراسة الناقلة (أثينا)، وعلى الفور هرعت قوارب البحرية اليمنية إلى موقع السفينة وفكوا احتجاز السفينة بعد ان اشتبكوا مع القراصنة الذين سبق لهم ان اشتبكوا مع طاقم أمني مع الناقلة مرتين متتاليتين ولم يفروا إلا بعد الاشتباك مع البحرية اليمنية. إلى ذلك ذكرت الاتحاد "الظبيانية" في تقرير لها نشر الاثنين ان قراصنة صوماليين خطفوا سفينة مملوكة ليونانيين على بعد نحو 804 كيلومترات جنوب غرب سلطنة عمان، وافرجوا عن سفينة أخرى مملوكة ليونانيين كانت محتجزة منذ يوليو العام الماضي، وذكر موقع القوة الأوربية "يونا" ان السفينة "إم تي ايجل" تعرضت للقرصنة على اثر مهاجمة مركب شراعي واطلاق عدة اعيرة نارية وقذيفة صاروخية، وبعدها اعتلوا على متن السفينة، وذكر التقرير ان طاقم السفينة مكون من 24 شخصا من الفلبين وهي متجهة من الأردن إلى الهند وقد اختطفت السفينة صباح يوم الاحد الماضي. التقرير إياه ذكر ان القرصنة البحرية كلفت التجارة العالمية من سبعة مليارات دولار إلى اثني عشر مليار دولار وأكثر المناطق خطرا في العالم في القرصنة الصومالية بينما السفينة المفرج عنها من القراصنة تحمل علم جزر مرشال وطاقمها مكون من ثمانية عشر بحاراً، وذكر القرصان "فرح" لوكالة رويترز انهم افرجوا عن السفينة مقابل فدية ولم يذكر تفاصيل اكثر. والجدير بالإشارة أن القرصنة عام 2010م بلغت أعلى معدل في العالم منذ سبع سنوات، وشكلت هجمات القراصنة رقماً قياسياً في احتجاز البحارة الذين احتجزوا كرهائن. وصرح مسؤول في مركز "الابلاغ" التابع للمكتب في كوالالمبور بان الصومال هو المشكلة الأكبر، حيث اختطف القراصنة المتواجدون قبالة سواحله 49 سفينة من اصل 52 سفينة تم محاولة اختطافها، وذكر المكتب الملاحي ومقره كندا ان 1181 من افراد طواقم السفن احتجزوا كرهائن منذ بدأ المكتب في مراقبة القرصنة عام 1991م، وذكر بوتنجال موكوندان مدير مركز "الإبلاغ" عن القرصنة ان الزيادة المستمرة في هذه الارقام تثير القلق. يذكر في هذا الصدد ان الهجمات الفعلية ومحاولات الهجوم على السفن في العالم عام 2010م بلغت 445 وهي ذروة هجمات القراصنة منذ 2004م، وقد انخفضت عمليات القرصنة في خليج عدن إلى النصف بسبب كثافة الدوريات من عدد من دول العالم بحسب التقرير. يشار في هذا الصدد ان اسطول من الاتحاد الأوربي يرابط في المحيط الهندي منذ مطلع عام 2009م، وعدد من السفن تتبع البحرية الامريكية والبحرية الروسية والبحرية الفرنسية، وكلها مجتمعة عجزت عن كبح جماح القرصنة، مما يجعل الكثير يشككون في مصداقية التوجه الدولي في لجم القرصنة الجامحة في المحيط الهندي وخليج عدن. ويتساءل المشككون عن مصداقية التوجه الدولي وبالذات نوايا الدول الكبرى في وضع حد للقرصنة، إذ كيف تم اطلاق عشرات القراصنة بذريعة انه لا يوجد تشريع دولي يجيز لهم محاكمة القراصنة في بلدانهم أو في أية بلدان أخرى؟!.. وكيف بالقراصنة يعلمون شفرات السفن المتجهة من أنحاء العالم، بينما الشفرات سرية ومحدودة التداول بين ملاحي السفن ومكاتب مراقبة الحركة الملاحية في لندن وكوالالمبور مما يؤكد ان ثمة تلاعباً واستثماراً لعملية القرصنة لأغراض سياسية واجندات استراتيجية دولية بعيدة المدى، تجهلها الدول الصغيرة بل تجهل ماذا تخطط هذه الدول الكبرى لما بعد القرصنة، باعتبار أن اغلبها نظم ذات موروث استعماري سبق واستعملت القرصنة ذريعة لاحتلال عشرات البلدان في العالم، أو بذريعة مكافحة المتاجرة بالرقيق أو بذريعة مكافحة القرصنة، وسلوك بريطانيا وفرنسا واسبانيا والبرتغال معروف للعالم.