أدعياء التحديث والعصرنة، المتشدقون بأنهم (وحدهم) الديمقراطيون يستقوون على الوطن بالقبيلة ويحولهم شيخها بماله المجلوب نهباً وفيداً وتحايلاً على النظام والقانون الذي لم يعترف يوماً، أنه مجرد مطايا لطموحه وتطلعاته الزعامية التي (إن وصل لها) وهذا في حكم المستحيل، سيكونون هم أول ضحايا وهذا ما يجعلنا ننظر إليهم أنهم عميان البصر والبصيرة، بسبب ضيق فكرهم السياسي الذي بات محصوراً في المؤامرة التي ستحولهم إلى فيد لشيخ قبيلة تصنع تأريخ اليمن وترد السيل "مطلع مطلع" على حد تعبير أحد زواملها المشهورة، فمتى سيصحون من سباتهم لينتبهوا إلى الهاوية التي يلقون أنفسهم فيها من جراء تداعياتهم لشيخ لا يرى في الوطن ووحدته إلا قبيلته ومنطق الفيد.. ولا يرى فيهم أحزاباً وقيادات سياسية إلا فيداً على طريق بلوغ مطامعه وطموحاته بالمزيد من الثروة والجاه والهيلمان . ومما يستغرب له أن قيادات سياسية مخضرمة، استطاعت ان تشيد مكانة وسمعة بمواقعها ووعيها السياسي المتقدم تقبل على نفسها وتضعها في ((جعبة)) شيخ مغرور بثروة جاء بها الرزق السهل القائم على منطق القبيلة، لتصبح هي أولاً وأخيراً.. أما الحديث عن مجتمع مدني وديمقراطية وأحزاب وتداول سلمي للسلطة، فهذا كلام ترويجي لأية سلعة من سلع تجارته، وفي أحسن الأحوال ربما يعتبرهم همزة وصل لبلوغ غايته "التي لم يبلغها" لأن وعي شعبنا اليمني أكبر من أن تنطلي عليه خزعبلات كهذه.. لذا ينبغي القول أن تجارتك بائرة وأن أبناء اليمن -كما نؤكد دوماً - قد تجاوزوا تلك الأحزاب وقياداتها في مراحل وكل يوم ليثبتوا أن المسافة تكبر بينهم وبين تلك الأحزاب إلى حد لم يعد ممكناً اللحاق بهذا الوعي الشعبي المتقدم بفضل الديمقراطية بما تعنيه من حرية رأي وتعبير وتعددية، وتداول سلمي للسلطة، واحترام لحقوق الإنسان، الذي لم يعجب هؤلاء، فتراجعوا إلى الخلف ليحشرهم شيخهم بقمقمه الضيق!!، وسيأتي الوقت الذي يغلب قمقمه عليهم ويقذفهم إلى البحر كمخلفات فيد أو يصبحون موضة قديمة غير مُدرّة للأرباح تباع بأرخص الأثمان في سوق نخاسة السياسة.