عندما ندعو أحزاب المعارضة والمشترك والمعارضين والمعتصمين للعودة إلى طاولة الحوار وتفويت الفرصة على المتآمرين على وطننا ووحدتنا وأمتنا، فإننا لا نقول ذلك من أجل الرئيس بل من أجل الوطن وطن الجميع وطن الرئيس والمعارضين والمتظاهرين والمعتصمين حتى المخربين، فالوطن وطن الجميع كيفما كانوا وكيفما كانت نواياهم وأهدافهم. ويستخدم المشترك الشارع كورقة ضغط على السلطة للفوز بمكاسب ومصالح تفيدهم بعيداً عن مصلحة الشارع الذي يستخدمونه كورقة ضغط، ويحاولون إثارته وتأجيجه. أراد الشارع إصلاحات وأراد ان يصل صوته ومطالبه إلى السلطة وأراد ان تلتفت إليه السلطة وتقوم بحل مشاكله وقضاياه، وهو ما حدث فعلا وتوجهت السلطة للقيام به، فإذا كان الشارع لا يخضع لأحد في السلطة أو المعارضة فاعتقد انه لم يعد هناك أي داعي للاستمرار في الاعتصامات، أما إذا كان الشارع تديره المعارضة وتوجهه فالقضية مختلفة، لأن المعارضة رغم ما قدمته لها السلطة من تنازلات وتلبية لمطالبها ما زالت غير راضية وغير مقتنعة بما حصلت عليه، ولا أدري ما إذا كانت المعارضة هي من تدير نفسها بنفسها أم هناك من يديرها ويوجهها ممن لا علاقة له بالوطن، وهو ما لا نتمناه ولا نحبه لهم ولنا ولهذا الوطن الغالي، الذي ما زالت زمام أموره حتى الآن في ايدي أبنائه حتى وإن وقعت بعض الأخطاء وهو الشيء الذي لا يمكن السلامة منه، فلماذا لا نحاول أخذ العبرة مما وقع في بلدان غيرنا؟! وكيف أصبحت بلدانهم بعد تخلصهم من أنظمتهم التي قالوا عنها ظالمة، ورغم ما كان يقال عنها إلا أن حالة شعوبها لم تصل إلى ما وصلت إليه الآن بعد رحيلها والتخلص منها، ولم يستفد من تلك الحالة إلا أعداء تلك البلدان وأعداء الأمة وليس أبناء تلك الشعوب؟!! فلماذا لا نحاول تحكيم العقل والمنطق بعيداً عن التعبئات الخاطئة والمغالطات والمؤثرات المؤججة لنيران الفتنة وإشاعة الفوضى. هذا ما يجب علينا القيام به إذا كنا فعلا نحب وطننا ونحرص عليه، وإذا كنا نعاني بلاءً حادثاً فلن يكون أكبر وأشد مما قد يحدث لنا ولوطننا، إذا استمر التصعيد واستمر الحماس الأعمى الذي يديره من لا نعرف هويته حتى الآن!!. فهل سنسمعها ونعقلها ونفكر فيها بلغة العقل والمنطق؟!!.. هذا ما ارجو الله واتمنى ان يلهمنا إياه.. وان يجنب بلادنا وسائر بلاد المسلمين المصائب والمحن والفتن ما ظهر منها وما بطن.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.