مساء السبت أعلنت أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤها في اللجنة التحضيرية للحوار المبادرة التي اقترحوها للانتقال السلمي للسلطة، ولم يعلق عليها المؤتمر الشعبي لأنها لم تسلم إليه رسمياً كما قال أمينه العام المساعد البركاني، وجاء التعليق عليها من قيادات في أحزاب المشترك وحلفائه والشباب المعتصمين وأحزاب معارضة أخرى. فبعد نشر نص المبادرة مساء الأحد صحبها قيادي في المشترك بمفاجأة أولى، حيث قال لموقع "نيوز يمن" إن المبادرة التي تم الاتفاق عليها حدث فيها تغيير من قبل الطرف الذي أرسلها لوسائل الإعلام، وحذف منها وأضيف إليها فصارت مختلفة عما تم الاتفاق عليه، وأن "المشترك يعقد حالياً اجتماعاً لمناقشة ما حدث".. وضرب مثالاً لذلك، فقال اتفقنا على أهمية إعادة هيكلة الأمن القومي والأمن السياسي والأمن المركزي وكذلك وحدات الجيش ( الفرقة الأولى)، ويكون الجيش تحت إشراف وزير الدفاع والأمنين القومي والمركزي لوزارة الداخلية، وبعد نشر المبادرة تبين أنه تم حذف الأمن السياسي والفرقة الأولى مدرع، وتم إدراج الحرس الجمهوري الذي تم الاتفاق في المبادرة أن يكون جزءاً من الجيش. وهنا نحن أمام خلاف حول المبادرة داخل المشترك نفسه، ويبدو أن الطرف الذي حذف منها وأضاف إليها قصد إرضاء اللواء علي محسن، خاصة بعد اقتراح تشكيل مجلس عسكري مؤقت بقيادته في ظل وجود وزير دفاع، كان النص الأصلي للمبادرة ينص على وضع كل وحدات الجيش تحت إشرافه. توكل كرمان عضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح وعضو اللجنة التحضيرية التي يديرها حميد الأحمر، اعتبرت المبادرة خياراً خاصاً بالمشترك لا تعني شباب الساحات ولا قواعد المشترك، لأنها لم تعرض عليهم ولم تناقشها قيادات المشترك معهم.. الأكاديمي المعارض فؤاد الصلاحي اعتبر مبادرة المشترك انتكاسة لثورة الشباب وانحرافاً بها.. الشباب أنفسهم أعلنوا رفضها وقالوا لدينا 27 مبادرة خاصة بنا، ورفضها أيضاً حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" الذي أصدر بياناً هاجم فيه المشترك الذي قال إنه يعتبر نفسه المعارضة الوحيدة في اليمن، واتهم أحزاب المشترك بأنها تنظر إلى ثورة الشباب على أنها مجرد أداة ضغط لتحسين شروط الحوار، شجعت النظام على المناورات التي أجلت رحيله. وحتى كتابة هذه السطور مساء الأحد لم يعلن المؤتمر الشعبي العام موقفه من مبادرة المشترك، ولكن ما الذي سيقوله أكثر مما قاله عنها قياديون في المشترك وأحزاب أخرى والشباب المعتصمون.. وفي الحقيقة إن القراءة المتأنية لتلك المبادرة يستلخص منها المراقب أنها جاءت نتيجة توافق بين أطراف محددة ومحدودة وفصلت على مقاسها، وكل اقتراحاتها متضاربة وغير قابلة للتطبيق في الواقع، ولم يسبق أن طرح مثلها في أي مكان في العالم.. فإضافة إلى التحيزات القبلية والحزبية في المبادرة والتي تستهدف الآخر، هناك رئيس وفي الوقت نفسه مجلس عسكري ومجلس وطني وحكومة مؤقتة، فيها وزير دفاع وغير ذلك من التكوينات المتصادمة. هل وضعت هذه المبادرة العجيبة على عجل وبدون خبرة استشارية؟!!.. هذا هو الأرجح، أم أن أحزاب المشترك وشركاءها تعمدوا ذلك؟!!.. تعمدوا وضع مبادرة يكون الموقف منها الرفض أو عدم القبول!!.