حمود العبدي: تنفيذ الإعدام في مختل عقلياً عار على القضاء والرئيس وأبو شوارب اللجنة الطبية: الحالة العقلية للعبدي خطيرة ويمكن ان يرتكب أية جريمة كعادتهم في تزييف الحقائق ومغالطة الرأي العام نشرت صحف ومواقع الكترونية تابعة للإخوان المسلمين أخباراً كاذبة بأن أحداث السجن المركزي بعمران التي جرت الجمعة (15/4/2011م) وتمكن فيها عدد من السجناء من الفرار كانت مجرد مسرحية مفبركة لإطلاق المتهم بقتل اليهودي ماشا النهاري.. مدعية أن عبدالعزيز العبدي تمكن من الفرار، وأن ما حدث هو للضغط على أبناء الطائفة اليهودية لإجبارهم على إعلان موقف مؤيد لرئيس الجمهورية، كما جاء في إعلام الإخوان المسلمين. ولمعرفة الحقيقة وأثناء تجوالنا داخل عنابر السجن المركزي بعمران سألنا عن المتهم عبدالعزيز العبدي وحقيقة هروبه فاستغرب مدير السجن الرائد محمد سران هذه المزاعم الكاذبة.. مؤكداً ان السجين العبدي لا يستطيع الهرب كونه يعاني من مرض عقلي لا يسمح له بالتخطيط والتفكير والهروب، ونتيجة للحالة المرضية التي يعاني منها فقد تم وضعه في زنزانة منفردة خوفاً على حياة بقية السجناء وحياته شخصياً. وأضاف مدير السجن قائلا: "باستطاعة أي صحفي أو قناة إعلامية أن يأتوا إلى السجن ويتأكدوا إن كان العبدي موجوداً أم أنه فر.. وباستطاعة أي طبيب مختص أن يزوره ويكشف عن حالته العقلية وسيعرف أن العبدي مختل عقلياً". حركة بايخة ورغم تأكيدات مدير السجن بعدم هروب السجين عبدالعزيز العبدي إلا أننا أصرينا على زيارته في زنزانته والتأكد من حقيقة مزاعم هروبه.. وفعلاً وجدناه في غرفة منفردة وكان يضحك ويتحدث عن إطلاق النار الجمعة قبل الماضية ويتأسف على الحركة "البايخة" التي قام بها المساجين للهروب قائلا: "لو كلموني كان باهربهم في لحظة.. بدون ما تفتح بوابة واحدة". وصدفة التقينا هناك بالأخ حمود يحيى العبدي شقيق عبدالعزيز العبدي المتهم بقتل اليهودي ماشا يوسف النهاري، فطلبنا منه أن يحدثنا قليلاً عن شقيقه عبدالعزيز وحكايته مع اليهودي فقال: "عبدالعزيز هو أصغر إخواني وكان منذ صغره يتمتع بالنباهة والذكاء وكان متفوقاً في دراسته وحصل على منحة دراسية في روسيا، وهناك دخل الأكاديمية الروسية للطيران وتخرج منها عام 1990م.. ثم عاد إلى اليمن واستمر في الطيران الحربي وشارك مع القوات الشرعية في حرب الانفصال عام 1994م.. وبعدها بنحو ثلاث سنوات أصيب بمرض نفسي عصيب.. ودخل الشك فيه تجاه كل الناس". وبحسب الأخ حمود العبدي فإن شقيقه بعد أن ساءت حالته تقاعد عن الوظيفة وكان حينها متزوجاً ولديه أربعة أبناء (2 ذكور و2 إناث). ويضيف حمود العبدي قائلا: "في يوم زفاف عيالي الاثنين قتل عبدالعزيز زوجته.. واحتلت المشكلة بشكل قبلي مع أهل الزوجة بعد أن أثبتت التقارير الطبية أنه مختل عقليا".. وحول قضية اليهودي ماشا النهاري قال حمود العبدي: "في ثالث أيام عيد الأضحى فوجئنا بالناس يخبروننا أن عبدالعزيز قتل اليهودي في السوق ودخلنا بعدها في محاكم، وأصدر القاضي الحكم الابتدائي بثبوت مرض المتهم عبدالعزيز العبدي عقلياً بموجب التقرير الطبي المؤرخ في 14/2/2009م، وأمرت المحكمة بإيداعه المصحة العقلية والنفسية لمعالجته وعدم الإفراج عنه إلا بعد أن تؤكد لجنة طبية شفاءه وأنه قد عاد إلى رشده وزالت خطورته ويؤمن منه عدم تكرار أي جرم.. بعد ذلك استأنف أولياء دم المجني عليه ليصدر الحكم في ثالث جلسة بالإعدام.. وهو الحكم الذي يصفه حمود العبدي ب(الحكم الظالم) كونه – حد قوله- لم يلتفت إلى التقارير الطبية.. والدليل أن أحد القضاة رفض التوقيع على الحكم". تقارير طبية وسلم لنا حمود العبدي نسخاً من الحكم الابتدائي والتقارير الطبية منها تقرير طبي من مستوصف الخليدي الطبي للأمراض النفسية والعصبية بتاريخ 26/1/2004م، أكد أن عبدالعزيز العبدي يعاني من حالة نفسية "فصام مع اكتئاب" ويحتاج للاهتمام والمساعدة ومراعاة ظروفه النفسية. بالإضافة إلى تقرير اللجنة الطبية للصحة العقلية بالنيابة العامة التي شخصت الحالة العقلية للعبدي بأنه يعاني من أعراض مرض عقلي (أوهام وضلالات حول أن المجني عليه "اليهودي" جاسوس على البلاد، كما يدعي أنه مندوب المجاهدين في اليمن والقرن الأفريقي). وأوضحت اللجنة الطبية بأن وضع العبدي خطير ويمكن أن يرتكب أية جريمة أخرى في المستقبل. وفي نهاية حديثه مع صحيفة "الجمهور" قال حمود يحيى العبدي: "أطلب من النائب العام المسؤول الأول وهو فاهم للقضية بكل صغيرها وكبيرها أن يشكل لجنة طبية مختصة سواء من داخل اليمن أو خارجه، ويكشف عن أخي عبدالعزيز حتى يتأكدوا من حالته العقلية قبل أن يتم ارتكاب جريمة في تنفيذ حكم الإعدام". وناشد العبدي فخامة رئيس الجمهورية أن يوجه بإيقاف تنفيذ حكم الإعدام وإيداع المتهم المصحة العقلية لرعايته صحياً.. كما ناشد رجال القضاء والمنظمات الحقوقية والمدنية التدخل وإيقاف تنفيذ حكم الإعدام.. قائلاً: "تنفيذ الإعدام في مختل عقلياً يعتبر عاراً على الدولة والقضاء والنيابة العامة وكهلان أبو شوارب.. ورئيس الجمهورية". إيقاف تنفيذ الإعدام كما التقينا بالناشط الحقوقي الأستاذ محمد النونو الذي كان هو الآخر في زيارة للمتهم عبدالعزيز العبدي، فأكد لنا أن العبدي يعاني من مرض عقلي منذ فترة طويلة، ويثبت ذلك تقرير اللجنة الطبية للصحة العقلية بالنيابة العامة الذي أكد أن العبدي من الناحية العقلية يعتبر خطيراً جداً وقد يكرر أية جريمة في المستقبل نتيجة لحالته العقلية الصعبة.. وناشد النونو رئيس الجمهورية والنائب العام ورئيس مجلس القضاء الأعلى أن يوقفوا تنفيذ حكم الإعدام على عبدالعزيز العبدي، وان يشكلوا لجنة طبية محايدة للنزول إلى السجن والكشف عن حالة العبدي العقلية التي ستكتشف أسباب ودوافع ارتكابه للجريمة.
