كنت اعتزم أن تكون تناولتي في هذا العدد عن أطماع إيران في المنطقة على خلفية الأحداث الجارية التي بسببها تتمسك بتسمية "الخليج الفارسي" إلا أن تزامن حلول الذكرى الحادية والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م المجيد كانت له الأولوية والأسبقية. فالوحدة مثلت عودة الروح إلى الجسد، وإعادة الاعتبار للتاريخ اليمني، وانتصاراً لإرادة الشعب اليمني العظيم وإصراره، والتحام الأرض، وتشابك الإنسان، ونقطة البدء في الانطلاقة الكبرى لتحقيق الغايات والأهداف والتطلعات الوطنية المرجوة. وبالرغم من كل المعوقات والمؤامرات والمكائد في السابق التي سعت لإثناء شعبنا عن بلوغ أمانيه وفي مقدمتها مؤامرة الردة والانفصال عام 1994م إلا أن شعبنا استطاع تجاوزها والقضاء عليها بفضل يقظته وتماسكه والتفافه حول قيادته السياسية بقيادة فارس الوحدة وزعيمه الوحدوي المغوار الرئيس علي عبدالله صالح، إلا أن ما تمر به بلادنا اليوم من تحديات صعبة، ومؤامرات دنيئة، وأوضاع عصيبة افتعلتها أحزاب اللقاء المشترك بقصد الالتفاف على أهداف ومنجزات ومكاسب الوحدة المباركة وعلى رأسها الديمقراطية، تمثل التحدي الأشرس والأقوى من حيث تكالب القوى المضادة جميعها والتفافها من أجل إفراغ الوحدة من كل مضامينها الوطنية والإنسانية والعودة بالتاريخ إلى زمن الانفصال والتشطير ما يجعل الشعب أمام امتحان فظيع لاشك سيخرج منه منتصراً فائزاً كما في المرات السابقة انتصاراً لإرادته وحقوقه التي يعمل المزايدون باسمه إلى مصادرتها تحت دعاوى وعناوين وتلفيقات منمقة وشعارات خادعة. إن مجرد النظر إلى صورة هذا التكالب الغير متجانس لقوى انفصالية وانتهازية ومتخلفة وحاقدة وعاجزة اجتمعت عند هدف إسقاط النظام فقط ومن بعده الطوفان يقدم انطباعاً واضحاً سوء نواياها تجاه الشعب والوطن، وتجاه بعضها البعض تعززه الشعارات والعناوين الحاقدة المرفوعة مثل الدخول إلى غرف النوم، فإذا كان مثل هذا التحريض يأتي من قائد حزبي يفترض فيه القدوة فكيف سيكون فيه حال الوطن في ظل هذا القائد وأشباهه؟!! آن نظام الحكم بقوم على أسس وقواعد وشروط تراعي المصالح المتشابكة الداخلية والخارجية، وأن من تقتصر تطلعاتهم على غرف النوم فقط يكونون غير مؤهلين البتة بالتسلط ولا يحوزون على أية ثقة سواء داخلية أو خارجية، وقديما قيل "إذا أردت أن تعرف شخصا ما معرفة تامة فاسمع لما يقوله"، وقيل أيضا (إذا رغبت في معرفة شخص ما فاستفسر عن رفيقه). تحية للوحدة المباركة في ذكراها الحادية والعشرين.. والخزي والعار لكل المتآمرين والعملاء.. ولسوف تنتصر إرادة الشعب الجبارة وتسقط كل المشاريع التآمرية تحت أقدام الشعب.