ما يقوله كثيرون في الجهة المناوئة لأنصار الحزب الحاكم من مفردات تخوينية عدائية في حقهم يكشف ببساطة أن العدوانية ضد الآخر ومصادرته ونفيه وإلغائه سمات بارزة بل ومستحكمة على عقليات ونفسيات الذين ركبوا اعتصامات ومسيرات الشباب المطالبين بالتغيير.. وهذا النفس التخويني العدائي ليس وليد اللحظة، فلقد نشأ وترعرع في الأوساط الأصولية المتطرفة، سواء لدى حزب الإصلاح، أو سواه في اللقاء المشترك، لأن التطرف والأصولية الدينية تتقاطع بشكل أو بآخر مع النزعة الاقصائية لدى الأحزاب الشمولية التي تستند على أفكار ومقولات عفى عليها الزمن. من أكبر قيادي في أحزاب المشترك حتى أصغرهم نجد ذات اللغة التي تتهم المعتصمين في ميدان التحرير والذين يحتشدون كل جمعة في ميدان السبعين، تتهمهم بأنهم مرتزقة ومأجورين، ومدفوع لهم، ومع أن الذين يطلقون أمثال هذه التهم المذكورة يدركون أن للرئيس صالح أنصاره وهم غالبية، إلا أنهم لا يتورعون قول السوء وأشد من السوء في حق الأغلبية، ثم بعد ذلك يتساءلون لماذا الشعب يرفضهم !! هكذا هو حال الذين يزعمون أنهم يريدون التغيير، ويقولون إن المستقبل في عهدهم سيكون أفضل من الماضي.. ولعمري إنها فريه كبرى، ذلك أن من يحكمون على غالبية الشعب بأنهم مرتزقة ومأجورين، وهم لم يصلوا بعد إلى سدة الحكم، فإنهم حين يعتلون الحكم لن يتورعوا عن الزج بمخالفيهم في السجون، وربما تصفيتهم، أو نفيهم. وعوضاً عن ذلك يذهب هؤلاء إلى اتهام خصومهم السياسيون بأنهم يقبضون أموالاً من السلطة، فلماذا لم يسألوا أنفسهم كيف يعيش المعتصمون في شارع الجامعة وينصبون أفضل الخيام، وكلها مليئة بأجهزة تلفزيونية وغيرها من التجهيزات.. من أين جاءت كل هذه، ومن أي جهة أو جهات يتم التمويل للمعتصمين أولئك، أم أن السماء تمطر عليهم ذهباً وفضة؟! لقد ارتفعت أصوات الكثيرين في ساحة الجامعة على سبيل المثال مطالبين لجنة النظام من حزب الإصلاح المعنية بالأموال والتصرف فيها.. مطالبينهم بكشوفات توضح أين يتم صرف تلك الأموال.. ومع ذلك لم يصلوا إلى جواب، بل إن منهم من يقول إن قيادات حزب الإصلاح في الساحة أثروا ثراء فاحشاً على حساب الشباب، وأنهم لا يعطونهم إلا الفتات. وفوق ما سبق تواردت معلومات من الساحة أن مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا يستقبل تبرعات عينية هائلة عبارة عن أجهزة طبية عالية الجودة والمستوى والتقنية، وأن هذه الأجهزة ترد من خارج اليمن زعماً أنها للساحات ولكن شباب الإصلاح يدفعون بها إلى مستشفى جامعة العلوم بحجة الخوف عليها من التلف لو بقيت في الساحة.. وغير هذه أشياء كثيرة.. فمن هم الذين يتكسبون من وراء الشباب ويتخذونهم مطية للثراء والكسب غير المشروع، ومن هم المرتزقة يا هؤلاء؟!