أيام قلائل جدا ويهل علينا شهر الرحمة والتوبة والمغفرة.. شهر رمضان المبارك.. شهر يتراحم الناس فيه ويتناسون أحقادهم ضد بعضهم البعض.. غير أن المشهد الملموس هذه الأيام عكس هذه المعاني السماوية النبيلة وقيم وتعاليم إسلامنا الحنيف.. فالأسعار في ارتفاع مستمر ومفتعل، تكرر نفسها في كل عام مع انعدام- وليس غياب فقط- الأجهزة الرقابية والتفتيشية التي نسمع برنينها دون أن نلمس إجراءاتها.. فأسعار المواد الغذائية الأساسية تكاد تكون اليوم في حساب الأرقام الفلكية ولا تفي بها دخول المواطنين خاصة موظفي الدولة الذين لا حول ولا قوة لمرتباتهم ومعاشاتهم الشهرية.. ناهيك عن احتياجات رمضان الكريم التي تتطلب موازنة أخرى لينعم المواطن البسيط بنور هذا الشهر الكريم.. الجميع يأمل بإكرامية رمضانية تمنحها الدولة.. ولكن الحل باعتقادي ليس في ذلك بقدر ما هو في ضمائر التجار وبائعي المواد الغذائية، خاصة ممن يعتقدون- والعياذ بالله- بأن هذا الشهر الكريم فرصة للكسب وليس للأجر.. ارحمونا من الأسعار واجعلونا نعيش فرحة هذا الشهر الكريم دون أن نتحول إلى "شحاتين" والعياذ بالله!.