بدء رمضان هذا العام مع تراكم معاناة الناس في لحج وازدياد المشاكل وعدم الاستقرار النفسي و المادي و الاجتماعي وكذلك ارتفاع أسعار المواد الغذائية واحتياجات رمضان التي فاقت أسعارها هذا العام كل الأعوام السابقة . ومع تلك الارتفاعات السعرية تزايدت وطأة الفقر والحاجة لدى الناس الذين باتت معاشاتهم الشهرية لا تكفي في تسديد احتياجات منازلهم في الأشهر العادية فضلا عن ان يكون لشهر رمضان الكريم ظروفه الخاصة واحتياجاته التي تعود الناس على شراءها كل عام . ففي لحج لا يعد هذا الوصف تشاؤما او كلاما انشائيا أو التهويل في الوصف بقدر ما هو واقع لا تكفيه كل تعبيرات اللغة وأوصاف البلاغة وسجعها وصفا وسردا وتصويرا. لكن بالرغم من كل ذلك تتعدد عادات الناس في شهر رمضان الكريم وخاصة في لحج هي تنوع ديني اجتماعي وثقافي و يختلف عن كل شهور السنة الاخرى . دينيا و ثقافيا : يجتمع بعض الشباب في حلقات ثقافية ونقاشية تأخذ دروس السيرة النبوية جزءا منها فيما المسابقات تأخذ طابعها التاريخي والديني والثقافي والمعلومات العامة . اجتماعيا : يتخذ بعض الناس في لحج ليل رمضان فرص سانحة لزيارة الاقارب والجيران والتواصل والاجتماع واللقاءات بين الزملاء والاصدقاء الذين تفرقهم ضروف الحياة والعيش عن بعضهم في الاشهر العادية . كما ان هناك تنوعا غذائيا : طبعا لرمضان ذوقه الخاص والمتفرد في تنوع الاغذية والمأكولات الشعبية المتنوعة . فتشاهد تلك الوجبات منذ الافطار بعد صيام نهار رمضان وحتى السحور بالرغم من امكانات الناس البائسة وأوضاعهم المعيشية الصعبة . لكن رمضان هذا العام وخصوصا مع تطورات ومصير الاوضاع على الساحة السياسية والتي يشتهر اليمنيون بمتابعتها لحظة بلحظة يبدو انها افقدت الناس في رمضان هذا العام لذة السهرات والامسيات الرمضانية المصغرة . فمناقشة الاوضاع السياسية المتراكمة والمتدهورة انست الناس تلك النقاشات الثقافية والعلمية والدينية التي كان اغلب الناس يعتبرها جزئا خاصا برمضان في الاعوام الماضية . فالاسعار المرتفعة التي استقبلت بها الحكومة والتجار شهر رمضان الفضيل جعلت الناس يشعرون برمضان وكأنه عبئا عليهم وزيادة في التكاليف والصرفيات والديون . وخاصة مع عدم ضمانهم لراتب الاكرامية التي صرفته الحكومة لهم العام قبل الماضي مما أعطى لهم فرصة لعد الاستدانة في مواجهة تكاليف رمضان وعيد الفطر المباركين .