هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    عناصر الانتقالي تقتحم مخبزا خيريا وتختطف موظفا في العاصمة الموقتة عدن    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إرهابيون بلا تحفظ: تدمير طائرة الخبراء واستهداف مطار صنعاء وقاعدة الديلمي عمليات إرهابية انتقامية لمقتل العولقي
نشر في الجمهور يوم 02 - 11 - 2011

مطار صنعاء استهدف بمتفجرات من الداخل و قصف مدفعي و صاروخي من الخارج
استهداف 16 إنسان في عملية جماعية متعمدة جريمة في حق الإنسانية وعمل إرهابي
رابطة المعونة وثقت الجريمة وكشفت حيثيات تصنيفها وطالبت المنظمات الحقوقية بإدانتها
مواقع الإخوان المسلمين و قياداتهم أثبتت تورطهم في العمليات الإرهابية
في خانة الإرهاب وضعت نفسها القوى الانقلابية التي يتصدرها اللواء المنشق علي محسن والشيخ المتمرد حميد الأحمر ورجل الدين المتطرف عبد المجيد الزنداني و تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن ( تجمع الإصلاح ) و بقية القيادات المتشددة في أحزاب اللقاء المشترك ..
فبعد أيام قليلة من صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 و الذي شدد على وقف أعمال العنف و أشار إلى جرائم إرهابية تشهدها أجزاء كثيرة من اليمن و في صدارتها جريمة جامع النهدين ، ها هي قوى المعارضة تقترف جريمتين إرهابيتين ( في مطار صنعاء و قاعدة العند ) تضعانها في قائمة الإرهاب الدولي و تحت طائلة التشريعات و المواثيق الدولية ذات الصلة ، دون البحث عن أدلة لإدانتها .. بل سارعت لإدانة نفسها من خلال بياناتها و تصريحات قياداتها و الناطقين باسمها و منابرها الإعلامية ..
عشية الأحد – الاثنين 31 / 11 / 2011 م كان مطار صنعاء الدولي على موعد مع عملية إرهابية جديدة ومزدوجة طالت مدرج المطار المدني وطائرتين حربيتين من نوع ( سوخواي ) بمتفجرات من الداخل و الثالثة ( إف 5 ) تقول الروايات أنها تأثرت بضرب مدفعي أو صاروخي استهدف مدرج المطار وطال طائرة ال( إف 5 ) في مرابضها بقاعدة الديلمي .. و تبع ذلك تفجير طائرة مروحية ليلة الثلاثاء - الأربعاء ( 1 - 2 نوفمبر 2011 م ) ...
وبحسب المصادر الإعلامية التابعة للمعارضة اليمنية فإن مرابض الطائرات قد شهدت تدمير طائرات حربية بعبوات و متفجرات ، في حين أن مدرج المطار قد تم قصفه من خارج المطار بقذائف هاون من منطقة وادي احمد في منطقة جدر غربي المطار ، و في رواية أخرى بستة صواريخ من مواقع تسيطر عليها بقايا الفرقة التي يقوده المنشق علي محسن ...
خلط وتمويه
بهذه الروايات المتعددة التي تقاسمت مفردات الحدث استطاع الإرهابيون خلط الأوراق على الرأي العام المحلي و الدولي عبر إعلام الإخوان المسلمين في اليمن ( تجمع الاصلاح ) ومعه وسائل الإعلام السائرة في فلك المشروع الانقلابي ، وعلى الرغم من أن مطار صنعاء شهد في اليوم التالي من حادثة مطار صنعاء ( الاثنين 31 / 11 / 2011 ) توديع جثامين ضحايا العملية التي سبقت عملية مطار صنعاء بعدة أيام في قاعدة العند بمحافظة لحج و التي أدت لتدمير طائرة نقل عسكرية كان على متنها 16 طياراً و مدربا يمنيين و سوريين إلاَّ أن أحداً لم يتطرق للرابط الفعلي بين الحادثتين أو بالأصح العمليتين ..
دعونا نقرأ بعضاً من مفردات الخطاب الذي صاحب و تبع عملية تدمير الطائرات الحربية في مطار صنعاء و عملية تدمير طائرة الأنتينوف في قاعدة العند :
أولاً : عملية مطار صنعاء
وحسب شهود عيان لصحيفة أخبار اليوم ( لسان حال المنشق علي محسن ) في عددها الصادر الاثنين 31 / 11 / 20011 م : ( فإن أعمدة الدخان تصاعدت مساء أمس في مطار صنعاء الدولي، مشيرة إلى أن الحريق اندلع إثر استهداف المطار بقذائف هاون ولم يتسن للصحيفة الحصول على معلومات إضافية حول ملابسات الحادث ومن يقف وراءه..)
وفي أول تعليق على الحادث – بحسب موقع الصحوة نت لسان حال الاخوان المسلمين في اليمن - قال رئيس نيابة الفرقة الأولى مدرع العقيد عبد الله الحاضري ، في تصريح لقناة الجزيرة، بأنه ليس لديهم أي معلومات دقيقة حتى الآن حول ما حدث في القاعدة الجوية، ولم يستبعد أن تكون الانفجارات قد حدثت في طائرة محملة بالأسلحة...
و بالتزامن سارع الحاضري ذاته للتصريح لقناة الجزيرة ولكن بصفته أحد الناطقين باسم الجيش المساند للثورة حيث جاء في موقع اخبار اليوم :
وقال الحاضري - وهو أحد الناطقين باسم الجيش الموالي للثورة، في حوار أجرته معه قناة الجزيرة أمس - أن قوات النظام والتي وصفها بالقوات العائلية والتي قال: إنها تفتقد للحس الوطني - تحاول وفي أوقات مختلفة اقتحام الساحة من منطقة هايل وبعض مداخل الساحة في صنعاء ولا سيما المنافذ الشمالية والشرقية والغربية والتغلغل في قلب الساحة وضربها بالأسلحة الخفيفة إلا أن الجيش الوطني يقوم بواجبه في حماية الساحات..
وأضاف: ويساند تلك القوات في محاولة الدخول إلى الساحة والتغلغل فيها منظمات إرهابية إجرامية مسلحة التي أنشأها النظام لتقتل المعتصمين تحت مسمى المنظمات الشعبية لمناصرة الشرعية الدستورية غير أن الجيش الوطني المؤيد للثورة يتصدى لتلك المحاولات .
وتزامنت الانفجارات في قاعدة الديلمي، مع أنباء عن وصول طائرات نقل عسكرية من نوع سي 1 محملة بشحنة من الأسلحة من الحديدة .
هم يدينون أنفسهم
و من خلال هذه التغطية تبرز ملاحظات مهمة هي :-
الأولى : كيف استطاع شهود العيان أن يحددوا لأخبار اليوم نوع القذائف التي قصفت المطار ( مدافع هاون ) دون إيضاح لما خلفه القصف سوى أعمدة الدخان ..؟ أليس ما قاله الشهود يؤكد معرفتهم بنوع السلاح ؟ لكنهم لم يعلموا بما خلفه القصف سوى أعمدة الدخان و اللهب ( وفي ذلك تأكيد على قربهم من المكان المستهدف ) وهو ما يؤكد رواية القصف بمدافع الهاون من منطقة وادي احمد في جدر القريبة من المطار ... على أن هذا كله لا ينفي القصف بالصواريخ من الفرقة ( وهي التي تسببت في الاضرار بالمدرج و إحدى الطائرات ( إف 5 ) ، في حين أن المتفجرات هي التي أعطبت الطائرة ( السوخواي ) التي نشر لها موقع الصحوة نت صورة توضيحية قد تكون من الأرشيف الذي تمت الاستعانة به حين التخطيط للعملية ...
الملاحظة الثانية : تتعلق باختيار العقيد عبدالله الحاضري للتعليق على الحادث باعتباره رئيس نيابة الفرقة الأولى مدرع ( حسب الصحوة نت ) و باعتباره أحد الناطقين باسم جيش الثورة ( حسب أخبار اليوم ) رغم أن تصريحه و تعليقه كان لقناة الجزيرة .. أليس اختياره - بأية صفة – دلالة على تنسيق مسبق ومدروس ..؟ ثم – وبالنظر إلى ما قاله الحاضري – نلاحظ أنه نفى أن تكون لديه معلومات حول ملابسات الحدث ... لكنه رجح أن تكون الانفجارات قد حدثت في طائرة محملة بالأسلحة ... ومثله أكد موقع الصحوة نت في نهاية الخبر (وتزامنت الانفجارات في قاعدة الديلمي، مع أنباء عن وصول طائرات نقل عسكرية من نوع سي 1 محملة بشحنة من الأسلحة من الحديدة ) ... و إذاً : موقع الصحوة نت و العقيد الحاضري يعلمان وقبلهما الجنرال علي محسن و الاخوان المسلمين باحتمالات وصول طائرة تحمل شحنة اسلحة من مطار الحديدة .. ألا يكون ذلك هو سبب استهداف المطار بكل ما فيه ...؟
الملاحظة الثالثة : أن العقيد الحاضري في تعليقه على الحادث لم يتوقف عنده بل سارع إلى خلط الأوراق بالحديث عن محاولات لاقتحام السام ساحة الاعتصام عبر قوات وصفها بأنها تفتقد للحس الوطني و أضاف إلى جانبها ما أسماها ( منظمات إرهابية ) تتمثل باللجان الشعبية ، ليبرر تواجد القوات و العناصر المسلحة في الساحات و يصرف النظر عن العملية الإرهابية التي جرت في المطار ...
ثانيا : التغطية التي رافقت و تبعت عملية تدمير طائرة الانتينوف في العند :
كان أول موقع نشر عن العملية و بيان جيش الثورة حولها هو موقع (
نشوان نيوز ) الذي يملكه و يرأسه عادل الأحمدي – رئيس تحرير صحيفة الشموع التابعة للمنشق علي محسن ، و تلاه موقع مارب برس التابع للاخواني محمد الصالحي ، لكن الملاحظ أن الموقعين نشرا الخبر بصيغة واحدة جاء فيها :
كشف بيان صادر عن الجيش المولي للثورة في اليمن عن تنفيذ أحد الطيارين اليمنية عملية استشهادية ضد 11 طيارا من " شبيحة بشار" جئ بهم لتنفيذ مهام قتالية لضرب الشعب اليمني بعد رفض واسع في صفوف الطيارين اليمنيين للمشاركة في تصفيات ضد أبناء الشعب اليمني .
أكد الجيش المؤيد للثورة في اليمن إن صالح "استقدم صالح 11 مرتزقاً من سوريا نظراً لامتناع الطيارين اليمنيين من تنفيذ مهام قتالية ضد أبناء شعبهم والمناطق المؤيدة للثورة" مؤكداً أن ذلك في إطار التنسيق بين صالح وبشار سوريا ، موضحاً تفاصيل هامة حول مقتل الطيارين السوريين في اليمن بتحطيم طائرة حربية أمس ..
وأكد الجيش في بيان حصل " نشوان نيوز – مارب برس " على نسخة منه، إنه و"فور وصول الطيارين المرتزقة السوريين إلى مطار صنعاء التاسعة من مساء أمس الاثنين 24/10/2011م ، وبعد محاولات يائسة مع عدد من الطيارين اليمنيين لنقل هؤلاء المرتزقة إلى قاعدة العند الجوية لقيادة طائرات الميج 29 ورفض الطيارين اليمنيين الأحرار نقلهم ، تطوع الثائر البطل الشهيد الطيار عبدالعزيز الشامي بنقلهم على طائرة الأنتي نوف، لكنه أسر لزملائه قبل إقلاعه أن هؤلاء المرتزقة لن يصلوا إلى العند ، ولن يتحقق لهم مراد الاعتداء على أبناء الشعب"..
وأكد الجيش أنه "وبالفعل أقلع بهم من مطار صنعاء متجهاً إلى قاعدة العند الجوية ومعه مساعده الطيار/ محمود العرمزة ، وقبل وصوله إلى قاعدة العند في تمام الساعة ال11 و55 دقيقة من مساء نفس الليلة وفي عملية استشهادية بطولية أسقط الشهيد البطل الطيار/ عبدالعزيز الشامي الطائرة بمن فيها في منطقة الصبيحة لتنفجر الطائرة وليقتل الشبيحهة في منطقة الصبيحة "..
إصرار على تبني الجريمة
تلك كانت صيغة خبر العملية ( الاستشهادية ) الأولى في مطار العند عبر ( مارب برس و نشوان نيوز ) و تبعتهما مواقع و صحف أخرى تابعة للإخوان المسلمين ، بينما تبنى التذكير بها موقع المصدر اون لاين ( الذي يتبع الإخوان أيضاً ) التذكير بالعملية في خبر نشره الاثنين ( 31 / 11 / 2011 م حول توديع جثامين الطيارين السوريين اقتبس معلوماته الأساسية من خبر وكالة الأنباء اليمنية سبأ ، لكنه ذيله بفقرة تقول :
( وكانت الطائرة التي تحطمت تحمل على متنها 16 راكباً، 13 منهم سوريين وثلاثة يمنيين، بالإضافة إلى معدات عسكرية خاصة بسلاح الجو.
وجرى سجال حاد حينما أعلن الجيش المؤيد للثورة أن القتلى السوريين هم «مرتزقة» استدعاهم الرئيس صالح للمشاركة عمليات قتالية جوية بحق المدنيين في عدة مناطق باليمن، مضيفاً أن طياراً يمنياً نفذ «عملية فدائية» حينما حطم الطائرة بمن فيها ، لكن وزارة الدفاع نفت حينها هذه المزاعم، وقالت إن السوريين هم مدربين وفنيين يعملون منذ سنوات لتدريب طلاب كلية الطيران ) .
جريمة مدبرة
و الذي يقرأ من هذه التغطيات ومن هذه المواقع تحديداً يرجح أن العملية التي استهدفت طائرة المدربين السوريين لم تكن لسبب عارض أو خلل فني بقدر ما كانت عملية إرهابية مدبرة .. تمت تهيئة مبرراتها سلفاً بأنها كانت تحمل طيارين سوريين ليقوموا بضرب أبين ( حيث تتمركز عناصر القاعدة ).. و إن كانت بعض المعلومات التي وردت في التغطيات غير دقيقة لكن أغلبها كان دقيقاً وواقعياً .. وما نفي وزارة الدفاع لما تناقلته وسائل إعلام الإخوان حول العملية سوى تغطية إعلامية لفضيحة اختراق أجهزتها و عملياتها من قبل الإخوان والقاعدة ..
رابطة حقوقية تصنف الجريمة و توثقها
وحدها رابطة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة ( وهي مؤسسة حقوقية ) تعاطت مع العملية و ما تبعها من تغطيات إعلامية وسارعت لإدانتها في بيان صدر عنها بتاريخ 27 / 10 / 2011 م أدانت فيه هذه العملية واعتبرتها ( جريمة إرهابية وإبادة جماعية و إعدام خارج سياق القانون ) وجاء في البيان الصادر عن المنظمة و الذي نشرته الشبكة العربية لحقوق الإنسان في موقعها على الانترنت ما نصه :
عبرت رابطة المعونة لحقوق الإنسان و الهجرة عن إدانتها واستنكارها الشديدين لما وصفتها بالجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبتها قوى المعارضة المسلحة في اليمن ورصدتها ووثقتها الرابطة ، والتي استهدفت إسقاط طائرة تدريب يمنية على متنها 16 إنسان ، وأدت إلى قتل وجرح 11انسانا كانوا على متنها من خبراء تدريب الطيران اليمني بينهم «9سوريين » وهي الجريمة التي اعترفت بتنفيذها القوات العسكرية المنشقة عن الجيش اليمني والتي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر والذي يعد مسئول الجناح العسكري بحزب الإصلاح " الإخوان المسلمين في اليمن " حيث أعلنت تلك القوات بأنها هي التي نفذتها بواسطة انتحاري يتبعها قام بتفجر نفسه داخل الطائرة بتاريخ 25/اكتوبر/2011م في محافظة لحج اليمنية ، وهذه هي أول عملية إرهابية انتحارية تعترف المعارضة المسلحة في اليمن عبر ميليشياتها العسكرية المسلحة صراحة بارتكابها ، وهي الجريمة الإرهابية الأولى التي أدت إلى مقتل 11 شخصا من المدربين المدنيين في كلية الطيران اليمنية ، حيث تم قتل وإعدام جميع هؤلاء الأشخاص المدنيين العزل من غير المقاتلين جماعيا دون عرضهم على أي سلطة قضائية .. وهو ما يعد جريمة إرهاب دولية تستهدف الطائرات ،وجريمة إبادة جماعية و " إعدام خارج سياق القانون" لمدنيين عزل كانوا بطائرة تدريبية غير مقاتلة وبمعزل عن القضاء)
واعتبرت الرابطة هذه الجريمة تمثل انتهاكا صارخا من ميليشيات المعارضة المسلحة في اليمن وشركائها لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ، بل وتعد – بحسب بيان الرابطة - جريمة " ضد الإنسانية " وتثبت من خلالها تلك القوى الخارجة عن القانون التي ارتكبت هذه الجريمة البشعة عن ارتباطها الوثيق بالإرهاب والجماعات الإرهابية في اليمن فكرا ومنهجا وسلوكا ، وذلك من خلال استهدافها وإسقاطها للطائرات وتكريسها ثقافة العنف وقانون الغاب وبما يؤثر سلبا على نتائج جهود دعاة الحوار والتعايش والتسامح ويخلق وإثارة مشاعر الكراهية والعداء بين اليمنيين بشكل عام، ويقدم المزيد من المبررات لثقافة التطرف والعنف والإرهاب .
واختتمت الرابطة بيانها بمطالبة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة هذه الجريمة الإرهابية البشعة والمطالبة بملاحقة مرتكبيها ، كما طالبت الرابطة تحميل قوى المعارضة المسلحة في اليمن وميليشياتها العسكرية المسلحة مسؤولية ارتكاب جريمة استهداف طائرة تدريب ومقتل 11انسانا ، لكونها جريمة إرهابية وإعدام خارج سياق القانون، كما طالبت الحكومة اليمنية سرعة تشكيل لجنة تحقيق في هذه الجريمة واطلاع الرأي العام على الجناة وتقديمهم للعدالة وفقا للقانون .
إرهاب و إبادة جماعية
وفضلاً عن أن جريمة استهداف الطائرة وعلى متنها 16 إنسانا تعد جريمة إبادة جماعية و عن أنها جريمة ضد الإنسانية كونها جريمة إعدام جماعية خارج القانون ، فإن المحامي محمد علاو يرى أنها جريمة إرهابية وفقا لما تنص عليه القوانين و المواثيق الدولية و أهمها :
* الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي صدرت بقرار من مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتاريخ 22/4/1998 م
* اتفاقية طوكيو والخاصة بالجرائم والأفعال التي ترتكب على متن الطائرات والموقعة بتاريخ 14/9/1963م.
* اتفاقية لاهاي بشأن مكافحة الاستيلاء غير المشروع على الطائرات والموقعة بتاريخ 16/12/1970م.
* اتفاقية مونتريال الخاصة بقمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الطيران المدني والموقعة في 23/9/1971 والبروتوكول الملحق بها والموقع في مونتريال 10/5/1984م.
* اتفاقية نيويورك الخاصة بمنع ومعاقبة الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المشمولين بالحماية الدولية بمن فيهم الممثلون الدبلوماسيون والموقعة في 14/12/1973م.
مبررات الإرهاب
الملاحظ أن المبرر المعلن لاستهداف طائرة المدربين هو الظن أو الزعم بأن خبراء التدريب الجوي طيارين ذهبوا إلى قاعدة العند للقيام بمهام قتالية ضد المواطنين في أبين ( حيث أوكار القاعدة التي تعهدت بالانتقام لمقتل العولقي ) ... فيما المبرر المعلن لاستهداف مطار صنعاء هو وصول طائرة محملة بأسلحة متطورة من مطار الحديدة ... و كلا المبررين سقطا عملياً دون أن تبذل السلطات اليمنية جهوداً لإسقاطهما بقدر ما كانت تصريحات المصدر العسكري تصب في صالح نفي الجريمة الارهابية في العمليتين ، بل و في صالح نفي ارتباطهما ...
لكن سقوط مبررات الجريمة لم يسقطها ، كما أن تصريحات المصدر العسكري لم تأتِ بما ينفي الجريمتين و ارتباطهما ببعض ، خاصة و أن المعلومات المتواترة تؤكد أن مطار صنعاء استهدف بصواريخ الفرقة في ظل وجود عبوات و شرائح ، فضلاً عن القصف بمدافع الهاون و الذي كان للتمويه و تغطية العملية التي تمت باختراق منظم وتخطيط ارهابي دقيق ، لم توقفه سوى الضربة الخاطفة التي نفذها الحرس الجمهوري لشل حركة و منظومة الدفاع الجوي و منصة الصواريخ التي كان قد نصبها اللواء المنشق علي محسن عقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 مباشرة ، حينما هدد بحرب شاملة ..
و مثلما أن عملية لحج طالت خبراء تدريب فإن عملية صنعاء طالت أيضاً مدرج الطيران المدني وكان هدفها شل حركة المطار لفك الخناق عن مقاتلي أرحب من جهة ، و إغلاق مطار صنعاء من جهة ثانية ، و توجيه رسالة مفادها رفض مجيء المبعوث الأممي جمال بن عمر و كذلك أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ...
خلاصة :
مما سبق يتضح أن الراجح هو ارتباط جريمتي استهداف خبراء التدريب و استهداف طائرات قاعدة الديلمي و مطار صنعاء الدولي .. كما أن العمليات التي استهدفت الطيران برمزيتهما تمثل رسالة خطيرة يمكن اعتبارهما ضمن الرد العملي لتنظيم القاعدة الذي تعهد – قبل أيام – بالانتقام لمقتل زعيمه أنور العولقي ) ..
وباعترافات ما يسمى ( جيش الثورة ) بعملية العند ، و تأكيدات استهداف مطار صنعاء تصبح الجريمتان في موازين المواثيق الدولية جريمتي إبادة و إعدام خارج القانون وتندرجان ضمن الجرائم الإرهابية ..
و باعتراف منفذي الجريمتين يغدو من حق المتضررين المطالبة بإلقاء القبض على المنشق علي محسن وشركائه من القيادات المساندة للإرهاب و محاكمتهم وفقا لنصوص التشريعات و العهود و المواثيق الدولية ، بل يصبح واجب الدولة اليمنية التي وقعت على تلك المواثيق و التزمت بها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.