استقبلوهم بالهراوات والخناجر بدلاً من القُبَل والورود.. أطلقوا عليهم الرصاص وأصابوا منهم العشرات واعتقلوا آخرين.. اتهموهم بتلقي الدعم من إيران.. بيَّتوهم في العراء وأحرقوا خيام من آواهم أكثر من عشرة أشهر والشباب المعتصمون في الساحة المواجهة لجامعة صنعاء يتعرضون للضرب والقتل والاعتقال والتعذيب من قبل "فتوات" الإخوان المسلمين؛ الذين يطلق عليهم اللجان الأمنية ولجان التنظيم، وبإشراف من القيادات المتشددة في تنظيم الجماعة. شباب ماتوا تحت وطأة التعذيب واستخدمت جثثهم للصلاة عليها في شارع الستين والادعاء بأنها لشهداء سقطوا برصاص موالية للنظام (عسكرية أو بلباس مدني)، وآخرون اختطفوا من داخل الساحة واختفوا في دهاليز معتقلات وزنازين الفرقة الأولى مدرع، وروجت أبواق الإخوان الإعلامية – كعادتها- بأنهم مختطفون لدى الأمن القومي، غير أن ما حدث لشباب مسيرة الحياة الراجلة القادمة من تعز في ساحة الاعتصام بصنعاء من اعتداءات لثلاثة أيام متواصلة، فضح الشعارات الزائفة التي يرفعها الإخوان المسلمين، والتي تحوي عبارات مطالبة بالدولة "المدنية" كما يزعمون، فيما تصرفاتهم "طالبانية" نموذجها المصغر ما يحدث في ساحة الاعتصام بصنعاء. نحو 278 كيلو متراً قال المشاركون في المسيرة الراجلة من تعز أنهم قطعوها مشياً إلى صنعاء ليصلوا مساء السبت إلى ساحة الاعتصام بصنعاء، وفي اعتقادهم أن زملاءهم في "الثورة" سيضعونهم فوق رؤوسهم، ولكنهم فوجئوا بعد سويعات من وصولهم منهكي القوام بهراوات ومطارق وخناجر مليشيات وبلاطجة الإخوان والفرقة وجامعة الإيمان، تنهال على رؤوسهم وأجسادهم بدلاً من الورود والقبلات التي كانوا يمنون أنفسهم بالحصول عليها. وقالت مصادر صحيفة "الجمهور" إن أحد شباب المسيرة الراجلة أراد أن يلقي بياناً من على منصة ساحة الاعتصام، معتقداً أن الساحة للجميع وكذلك المنصة ولكنه لم يكن يعلم أن في دولة "طالبان" لا مجال لحرية الرأي والقبول بالآخر، وأن سلطة "الفقيه" و"الملا" هي السائدة.. فتم منع هذا الشاب من صعود المنصة وانهالوا عليه وعلى زملائه ضرباً بالهراوات والعصي والآلات الحادة والمواسير، ليتطور الأمر بعد ذلك إلى إطلاق النيران من قبل عناصر الفرقة المنشقة.. وقال رئيس اللجنة الإشرافية لمسيرة الحياة محمد أحمد صبر: "إن ما حدث ليلة الأحد من اعتداءات على شباب مسيرة الحياة يعد انتقاماً ناجماً عن تراكمات سابقة لم يكن شباب المسيرة يعلمون بها".. وأضاف في تصريح صحفي: "لم أكن أتوقع أن يتم إطلاق رصاص داخل ساحة التغيير من قبل جنود الفرقة".. مشيراً إلى أن الاعتداء على شباب المسيرة الراجلة كان عملاً ممنهجاً، حيث تم الاعتداء عليهم عدة مرات.. وأدت هذه الاشتباكات إلى إصابة ما يزيد عن 50 شاباً من المشاركين في المسيرة الراجلة.. واتهم صبر قيادات تتبع الإصلاح بمحاولة الاستحواذ على قرار مسيرة الحياة من خلال تنصيب شباب من أتباعه للحديث باسم المسيرة في منصة الساحة وإقصاء قيادات المسيرة.. مؤكداً أن عناصر تتبع الإصلاح استغلت حاجة شباب المسيرة الراجلة للمال، ووزعت مبالغ مالية تتجاوز ال3 آلاف ريال لكل مشارك مقابل عودتهم إلى تعز.. وإضافة إلى الاعتداءات بالخناجر والهراوات شن الإخوان المسلمين حملات إعلامية ممنهجة ضد المسيرة الراجلة، واتهمهم بتلقي أموال من إيران لإشاعة الفوضى في الساحة. وأفادت مصادر "الجمهور" أن شباب المسيرة الراجلة نفذوا مساء الأحد مسيرة داخل ساحة الاعتصام بصنعاء بعد الاعتداء عليهم من قبل مليشيات الإخوان وعناصر الفرقة، ورددوا هتافات رافضة لسيطرة المتشددين والمتطرفين والتكفيريين على الساحة، كما ناشدوا قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح بإنقاذهم من بطش عناصر الفرقة ومليشيات الإخوان المسلمين، وإطلاق سراح من تم اعتقالهم في سجون الفرقة.. فيما ردد آخرون هتافات ساخرة من حصول الإصلاحية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام فيما حزبها المتشدد أكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان، ولا يؤمن بأي سلام مع الآخر، واستغربوا من صمت الناشطة الحقوقية توكل كرمان على انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم التي ترتكبها مليشيات الإخوان ضد الشباب المستقلين وشباب الصمود في ساحة الاعتصام. من جانب آخر أصيب ما يزيد عن 35 شخصاً بجروح في غارة مفاجئة نفذتها مليشيات تابعة للإخوان المسلمين فجر الثلاثاء المنصرم على خيام تابعة لشباب الصمود المحسوبين على الحوثيين وهم نائمون، وقاموا بإحراق الخيام وهدم المنصة التي كان قد قام شباب الصمود ببنائها بالقرب من المركز الطبي الإيراني وفرض منع التجوال والاعتداء على النائب أحمد سيف حاشد. وفي هذا الصدد أدان حزب الحق ما قال إنه "الجريمة الغادرة النكراء التي حدثت ضد شباب المسيرة الراجلة وشباب الصمود فجر الثلاثاء من قبل بلاطجة مسلحين بالعصي والهراوات"، في ساحة التغيير بصنعاء. وقال أمين عام الحزب في بيان له "لا يمكن أن تحدث هذه الاعتداءات إلا بتنظيم وحماية من اللجنة الأمنية وجنود وقيادة الفرقة الأولى مدرع، التي ادعت أن وجودها في الساحة هو لحماية الشباب المعتصمين منذ 10 أشهر، ولكنها استمرت في ارتكاب التجاوزات بحق المعتصمين مراراً عدة". حسن زيد قال: "إن حزب الحق كان يتقبل على مضض أن تكون هذه التجاوزات فردية وردود فعل لاستفزازات أو سوء فهم مع أنها استخدمت الرصاص الحي كما حدث للإخوة حمزة المحاقري ومصطفى المنصور الذي تعرض أكثر من مرة للعدوان ومحاولات الاختطاف، وكنا قد تفهمنا الاعتذار من قبل اللجنة التنظيمية بحق شباب المسيرة الراجلة، رغم أنه أعقبه اعتداء عليهم لمحاولتهم عمل منصة مستقلة من أجل منعهم من استخدام المنصة الرئيسية، إلا أن الاعتداء لم يقتصر على مجرد تدمير المنصة بل تم الاعتداء على أشخاصهم ومعهم من احتضنهم واستقبلهم من شباب الصمود". وأوضح: "أن الثورة هي ضد الاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان، وضد التمييز المذهبي والمناطقي والحزبي".. مطالبا بالتحقيق في كل الانتهاكات التي تتم وتمت ضد الشباب الطاهر.. قائلاً: "نأمل أن ترتفع أصوات كل شباب الأحزاب السياسية لإدانة الجريمة.. كما نناشد الأخوة قيادات الأحزاب السياسية والمجتمعية الوقوف بحزم أمام هذه الجرائم الغادرة، لأن الصمت سيغري بتكرارها وستصل حتما إليهم، ونطالب المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بالتحقيق في هذه الجرائم التي تعتبر جرائم عقاب جماعي وتمييزاً مناطقياً وحزبياً ومذهبياً". كما تعرض ناشطون وناشطات حقوقيون للضرب من قبل الفرقة ومليشيات الإخوان.. وفي هذه المساحة ننشر ما قالوه عن تلك الاعتداءات.