حمّل نقيب الصحفيين المصريين الاسبق مكرم محمد أحمد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح المسؤولية عن كل الكوراث التي احاطت باليمن منذ ان صعد إلى السلطة وحتى اليوم ، وانه اورد اليمن موارد التهلكة. واتهم مكرم "صالح " بإختراع تنظيم القاعدة وتنميتها ومساعدتها لتكون قوة توازن قوة بعض القبائل، مضيفا : "وثمة ما يؤكد أن علي عبد الله صالح اجتمع بقادة تنظيم القاعدة أكثر من مرة، يطمئنهم إلي ان في وسعهم ان يعملوا ضد السعودية وضد مصر والعراق والصومال شريطة ان يتوقفوا عن ارتكاب اي من جرائمهم داخل اليمن شماله وجنوبه". وأضاف "مكرم" في مقال له بصحيفة الاهرام المصرية "شبه الرسمية": "صالح " هو الذي ساعد على بروز الحوثيين ومكنهم من ان يكونوا قوة مؤثرة في شمال اليمن، وساعدهم علي فتح مدارسهم الدينية لنشر مذهبهم السلفي الديني ضد الوهابية، وقتل كبيرهم حسين الحوثي في حربه الاولي معهم عام 2004 الذي اتاح الفرصة لظهور عبدالملك الحوثي الذي حقق للحوثيين نقلة خطيرة بتحالفه مع إيران!، كما حاربهم عدة مرات قبل ان يتحالف معهم اخيرا ضد السعودية!. وأشار مكرم إلى أن صالح فعل ما لم يفعله اي حاكم يمني، لعب علي كل المتناقضات، وتحالف مع القبائل ونقض تحالفهم معها، ووزع وحدات الجيش اليمني علي ابنائه واولاد اشقائه ليصبح الجميع تحت سيطرته، ووظف تنظيم القاعدة لمصلحته. واكد الكاتب المصري أن من المستحيل ان يستقيم حال اليمن ان استمرت سيطرة علي عبد الله صالح وسيطرة اولاده علي القوات المسلحة اليمنية اوظل رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي. وتابع قائلا: وما من مشروع ناجح للتسوية السلمية للحرب اليمنية يمكن ان يتم إلا بخروج علي عبدالله صالح من السلطة واليمن بكامله، حتي ان كان الثمن تدبير ملاذ امن له ولأفراد اسرته. وتطرق مكرم إلى أن الحوثيين الذين بدأوا العدوان علي السعودية بعد تصالحهم معها عام 2009،وأمطروا حدودها بصواريخهم الايرانية الصنع، وقبلوا ان يكونوا مجرد اداة في يد طهران لا يمكن ان ينفردوا بحكم اليمن الذي يشكل الشوافع السنة 70% من سكانه بينما يشكل الزيود 30%،يسكنون اليمن الاعلي بجباله الوعرة، ويعيشون علي القتال ويقاتل بعضهم بعضا ان لم يجدوا احدا يقاتلونه. ويرى "مكرم" أنه من الصعب اجتثاث الحوثيين او استبعادهم بعد ان اصبح لهم اتباع كثر معظمهم من الشباب، وبالتالي فإن الحل الصحيح لأزمة الحوثيين من وجهة نظر "مكرم" ان يصبحوا حزبا سياسيا مثل كل الاحزاب اليمنية، شريطة ان ينبذوا العنف ويسلموا اسلحتهم الثقيلة لسلطة الدولة المركزية،ويقبلوا بحكومة توافق وطني مهمتها الاولي وقف اطلاق النار وإنهاء الحرب الاهلية والدخول في علاقات سلام وحسن جوار مع السعودية. وتساءل مكرم عن الحرب في اليمن قائلا : إلى متى تستمر هذه الحرب التي يتعذر حسمها عسكريا، معتبرا إياها شرك خداعي ومصيدة استنزاف ما كان ينبغي للسعودية تكرارها مرة أخرى، وهي تعي ما واجهته مصر في ستينيات القرن الماضي في اليمن على نحو مفصل". بحسب مكرم.