كشفت التحريات والتحقيقات الأمنية بالكويت عن تفاصيل مثيرة لتورط إيراني في جريمة قتل شيخ بالأسرة الحاكمة ومواطن سبعيني وإندونيسية في شقة بمنطقة سلوى بعد منتصف ليل الخميس (24 نوفمبر 2016). الثلاثة قضوا نحبهم برصاص ملثم (من البدون) هرب ب350 ألف دينار، فيما كتبت النجاة لوافد هندي، حضر مشهد ليلة الجريمة، ليدلي بتفاصيل أدت إلى كشف تفاصيلها وتوقيف مرتكبيها، حسبما أفادت صحيفة "الراي" الكويتية، السبت (26 نوفمبر 2016)، نقلا عن مصادر أمنية. وتمحورت الشكوك الأمنية حول شخصين قريبين من "الشيخ" القتيل ومرافقيه، أحدهما إيراني من مواليد الكويت، ويعمل مع الشيخ منذ زمن طويل، والآخر سوري يعمل لدى سليل الأسرة الحاكمة، وتعرض لتعنيف منه على خطأ ارتكبه قبل أسبوع. ولدى استدعاء المشتبه به السوري أفاد بأن الشيخ تصافى معه، وأن هناك شهودًا على ذلك، وأنه لم يحضر مسرح الجريمة، فيما أقر الإيراني بأنه كان موجودًا مع الشيخ، لكنه تركه قبل مقتله. أما الهندي الذي تمَّ إسعافه بمستشفى مبارك من نزف في رقبته، فقال بعد إفاقته، إن ملثمًا أشهر السلاح في وجه الشيخ أثناء تواجده في الشقة مع المواطن السبعيني والإندونيسية والإيراني، وهددهم بالقتل، وطلب من الإيراني ربط أقدامهم وشل حركتهم، فامتثل له ونفذ ما طُلب منه، وقام بتقييد حركة الشيخ والمواطن السبعيني والإندونيسية، ثم أطلق الرصاص نحو القتلى الثلاثة، ونحر الهندي الذي تظاهر، من جانبه، بأنه لفظ أنفاسه الأخيرة. وتبين من إفادة "القتيل الحي" كذب رواية المشتبه به الإيراني وزعمه مغادرة الشقة قبل حدوث الجريمة، لتضيق جهات التحقيق الخناق عليه، ويعترف بتورطه في قتل الشيخ، مدعيًا أن دوره كان فتح الباب أمام الملثم لسرقة الأموال الموجودة في الشقة. وكانت وزارة الداخلية الكويتية، اعلنت اليوم السبت 26 نوفمبر 2016، انها اعتقلت إيرانيين اثنين، قتلا أحد أبناء الأسرة الحاكمة في الكويت ومواطن آخر ووافدة إندونيسية أمس. ويأتي اعتقال المتهمين في أقل من 24 ساعة من ارتكاب الجريمة، وقبل أن يتم دفن فقيد الأسرة الحاكمة المقرر عصر اليوم. وقالت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية الكويتية في بيان أصدرته اليوم، "أن الإدارة العامة للمباحث الجنائية ممثلة بإدارة حولي ألقت القبض في أقل من 24 ساعة على قاتلي المواطنين والوافدة الإندونيسية في منطقة سلوى يوم أمس الجمعة". واشار البيان إلى أن "إلقاء القبض على المتهمين تم بعد عمليات بحث وتحريات مكثفة وسماع شهود العيان وتفريغ كاميرات المراقبة بالعمارة محل الواقعة". وأوضحت أن" التحريات كشفت أن المتهم الأول يدعى محمد عبد الرضا نواصر (إيراني) من مواليد 1976، ويعمل طباخاً لدى صاحب المسكن، وهو من قام بتكبيل الضحايا من الأيدي والأرجل تمهيدا لإتمام الجريمة، والمتهم الثاني يدعى علي محمد البوغبيش (إيراني) مواليد 1985 وهو من قام بعملية القتل بواسطة مسدس بعد أن وضع الاثنان خطة لتنفيذ الجريمة". وعن ملابسات الجريمة، قال البيان " إنه في يوم الواقعة كان المتهم الأول موجودا بالشقة حيث قام بالاتصال بصديقه المتهم الثاني لتنفيذ الخطة التي اتفقا عليها مسبقا وذلك بعد أن حددا التوقيت المناسب لتنفيذ الجريمة." وبينت الداخلية "أنه عند حضور المتهم الثاني قام الأول بفتح باب الشقة له ثم قام الاثنان بتهديد الضحايا بالسلاح وتكبيلهم ثم ارتكبا الجريمة وسرقا مبلغا قدره 276 ألف دينار كويتي وثلاثة أسلحة خاصة بصاحب المسكن ولاذا بالفرار." وأضافت أن "إدارة مباحث حولي تمكنت من ضبط المتهم الأول في منطقة سلوى والمتهم الثاني في أحد الفنادق بمحافظة حولي بعد أن كشفت التحريات النية المبيتة للمتهم بالهروب إلى خارج البلاد". وذكرت أنه" لدى مواجهة الإثنين بالتحريات أقرا واعترفا بارتكاب الجريمة وأدليا بوصف تفصيلي بالواقعة وأرشدا الأجهزة الأمنية إلى مكان إخفاء المبلغ المسروق وكذلك السلاح المستخدم في الجريمة والأسلحة التي سرقت أيضاً من صاحب المسكن ". وأشارت إلى "أنه تم تحويل المتهمين والمضبوطات إلى جهة الاختصاص". وكانت وزارة الداخلية الكويتية، أعلنت أمس "العثور على مواطنين اثنين، ووافدة من الجنسية الإندونيسية، مقتولين في منطقة سلوى، بمحافظة حولي (شرقي البلاد"). وأكدت وسائل إعلام كويتية أن أحد الضحايا هو من أبناء الأسرة الحاكمة في الكويت. ونعى الديوان الأميري، أمس الجمعة، صباح مبارك الصباح الناصر الصباح، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 58 عاما. وأشار البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية إلى أن الفقيد "سيوارى جثمانه الثرى بعد صلاة عصر (اليوم) السبت". ولم يذكر بيان الديوان الأميري ظروف وفاة الشيخ صباح مبارك، كما لم تؤكد وزارة الداخلية أو تنفي رسميًا ما إذا كان أحد الضحايا هو أحد أبناء الأسرة الحاكمة أم لا.