في الوقت الذي يعلن العام الدراسي الحالي 2016_ 2017 ، الوصول إلى النهاية والرحيل بعد عام حافل بالجد والعمل رغم الظروف الأمنيه والسياسيه والاقتصاديه التي تعيشها بلادنا ، إلا أننا نقف أمام أهم محطات هذا العام الدراسي وهو الامتحانات الوزاريه لمرحلتي الثانويه العامه بقسميها العلمي والادبي والتعليم الاساسي ، حيث ستكون الايام القادمة مختلفة تماما على طلبة الثانوية والاساسي في عموم مدارس الجمهورية، فهي بالنسبه مرحلة زمنية حساسة جدا تلزمهم تكثيف جهودهم وحشد امكاناتهم لتجاوزها بنجاح، خصوصا في ظل ما يشهده الوطن من ظروف مختلفه تماما فرضت تغيرات جذرية على كافة مناحي الحياة لم يسلم منها طلبة المدارس بالطبع بل كانوا الاكثرا تأثيرا بها . فالعملية التعليمية والتربوية بكل جوانبها فقدت توازنها وشهدت اختلالات كبيرة حتما سيتركز نتاجها على مخرجات العملية التعليمية، توقفت خلالها مرتبات المعلمون والمعلمات منذ ما يزيد عن 7 اشهر اثرت بشكل مباشر على دورهم في تأدية واجبهم الوطني تجاه تلاميذهم . فترى غياب المعلم عن اداء واجبه ولو لفترات متقطعة بحثا عن مصدر اخر يقتات به واولاده ويغطي ولو جزء يسير من نفقات المعيشة من طعام وشراب وايجار سكن ومواصلات وغير ذلك ،اضف الى الضغط النفسي الذي اصاب المعلم وافقده توازنه جرأء توقف راتبه بشكل مفاجئ وهو ما القى بضلاله على أداء المعلم وعطاؤه واسلوب تعامله وتقبله لطلبته داخل الفصل الدراسي ،هذا بالاضافة إلى شحة توفير المنهج الدراسي منذ بداية العام وانعدام جزء كبير منه في معظم مدارس الجمهورية جراء الازمة المالية والحصار المفروض على البلد . أضف ايضا الى ماشهدته بعض المباني المدرسية من دمار وقصف نتاج وقوعها في مناطق تماس لنزاع مسلح ادى الى نزوح كثيرا من الطلبة لمدارس اخرى واوجد لدى معظم الطلبة اوضاع نفسية تتفاوت فيما بينهم مما تسبب في عمليات ارباك كبيرة وايجاد اجواء غير مناسبة البتة للتعليم الجيد حتى في الحدود الدنياء. أما في المنزل فهي كذلك تاثرت واختلف محيطها عن الشكل المألوف لدى الجميع فلا كهرباء ولا ماء ولا استقرار نفسي وتحديدا في المحافظات التي تعيش على اصوات المدافع وازيز الطيران واثار القذائف . وهنا لابد أن نشير الى كل هذه المعاناه التي نتمنى أن تلقى آذانا صاغيه من قبل قيادة وزارة التربية والتعليم وكامل طاقمها المتخصص في الجوانب العلمية او الفنية لتنفيذ عملية الاختبارات لطلبة الثانوية هذا العام ، فكلنا امل ان يكونوا عند قدر المسئوليه بحيث يدرسوا الواقع من جميع جوانبه بما يساعد على اعداد اسئلة اختبارات بمايتناسب مع المرحله وكذا الوضع بعين الاعتبار الاهتمام اكثر في اجراءات تنفيذ عملية الاختبارات بما يراعى الوضع التعليمي الاستثنائي لهذا العام وما نتج عنه من ضغوطات نفسية حادة للطلبة . وينبغي على القائمين على العمليه التعليميه تكثيف حملات التوعية الاعلامية عبر كافة الوسائل لتحمل رسائل تطمين للطلبة وحث اولياء الامور بأهمية المرحلة وضرورة التعامل معها بما يخدم ابناءنا وبناتنا الطلاب. كما ان المسئوليه ايضا تقع على عاتق اولياء الامور الذي يجب عليهم مراعاة الفترة الحرجة لابناءهم والعمل قدر المستطاع تذليل الصعوبات والعمل على تلطيف الاجواء وتشجيعهم وتطمينهم وحثهم على المذاكرة وعدم الاكتراث للاوضاع المؤلمة التي نعيشها كواقع ملموس. وأخيرا نوجه رساله توجيهيه لكافة افراد المجتمع بتحمل المسؤلية والعمل على طمأنة طلبة الثانوية وحثهم على بذل مزيدا من الجهد وعدم التهاون واضاعة اوقاتهم سدى كون المرحلة القادمة بالنسبة لهم هي مرحلة فارقة تحدد توجهاتهم ومستقبلهم طالما رسموه وحلموا بالوصول اليه، وان يسعى الجميع بان يكون عونا لهؤلاء الطلاب والسير معا من انجاح مرحله الامتحانات بكل سهوله واقتدار. │المصدر - الخبر