قال تعالى: «فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَاب»ُ – سورة الرعد. أي أنّ النبي، عليه أتم الصلاة وأطيب التسليم، يُبلّغ، واللهُ فقط هو الذي يحاسب. حتى النبي لا يحاسب !! إذا كان من يتوهم أو يزعم، من المكفرين ومدعي الغيرة على الدين انه وكيل الله على الارض، فلا يقيم وزنا للقانون والدولة التي تطبقه بصرامة ودون تمييز، فهلا اقام وزنا لأوامر رب العالمين، التي جعلت الحساب لله وحده وجعلت لهذا الحساب يوما في الآخرة، هو اليوم الآخر اي يوم الحساب !! أما وقد انحسرت هذه الظلمة المقيتة واندحر هذا الارهاب الظالم وانكفأت ريح السموم الهوجاء الى قفرها الخالي، الفقير الى الخير والحق والعدل، فلنُعد بناء هذا الوطن العظيم، بلاد الشام والعراق، على قواعد الحياة لا على قواعد الموت. على قواعد الدولة المدنية والحق والخير والقانون، لا على قواعد التعصب والغلو والمذهب والمحاصصة والطائفة والجهة. المثقفون والسياسيون الأردنيون، وخاصة أهل الورع والتقى المتدينون، بعضهم يؤثر نفسه على دينه، يخاف ويخشى من الخوض في سجالات مع مختطفي الدين ومحتكريه المنفرين، اهل الفظاظة، الذين يزعمون انهم حماته، خشية التعرض الى التكفير وخوفا من ألسنتهم الحداد واقلامهم المسمومة. هؤلاء المتقون، التقيويون؛ يؤثرون أنفسهم على دينهم!! ويتناسون أن إماطة الأذى عن الإسلام والحق والخير، إيمان وجهاد وفوز كبير. إنّ واجبهم قبل غيرهم، هو ان يواجهوا الغلو والتطرف والكراهية، بسماحة الإسلام ورحابته. دافعوا ايها المؤمنون عن رسالة محمد وعن كتاب الله. حاججوا مختطفي الدين الذين يحاولون انتزاع قلبه الرحيم الكبير ولا تتواروا، لا تهابوا، فالطلائعيون والمؤمنون مقدامون تنويريون. عندما احتلت النازية الهتلرية موسكو، اطلق ستالين صرخته الكبرى: دافعوا عن وطن بوشكين!! فهبت طلائع الشعب السوفياتي وهبّ مثقفوه وتقدموا الصفوف دفاعا عن وطنهم. سأل اعرابي ابنَ عباس: من يحاسب الناس يوم الحشر؟ فأجابه: الله. فقال الأعرابي: نجونا ورب الكعبة. إذن الله هو من يحاسب، لا المذهونون الذين يحاولون إلغاء نواهي الله وأوامره ليأخذوا القانون بأيديهم. مَتَى تَصِلُ العِطاشُ إِلى ارْتِوَاءٍ، إِذَا اسْتَقَتِ البِحَارُ مِنْ الرَّكَايَا ؟! وَمَنْ يُثْنِي الأَصَاغِرَ عَنْ مُرَاد،ٍ وَقَدْ جَلَسَ الأَكَابِرُ فِي الزَّوَايَا. │المصدر - الدستور