عليكَ الإحتساب والتسليم لأمر ِ الله عزّوجَل , وإن ضاقَت السبُل بك ووصل َ حُزنك َ حدّ الهلاك ..! لتعلم هذه ِ الحقيقة حتى تخفف َ على نفسك َ هذه ِ الآلام و الأوجاع ألا وهي بأن ّ الله عزّوجل إن لم يرى لعبده ِ المؤمن ما يكفّرُ ذنوبه و سيئاته , إبتلاه ُ الله بغم ٍ وحزن حتى يمّحص َ ذنوبه و معاصيه , وهنالك ُ حقيقة ٌ أخرى لدواعي الحزن والبلاء وهي أن ّ الله يبتلي النبلاء ليرفعهم درجات ٍ عالية , ولا ننسى أنّه إختبار ٌ لصبر ِ المؤمن ْ ..! وإختبار ٌ لإيمان ِ المؤمن بقضاء ِ الله وقدره ..! أليس َ الصبر ُ بجميل .. ؟ أليس َ ما بعد َ العُسر ِ يُسرا ..؟ أليس َ الصبر ُ مفتاح ُ الفرَج .. ؟ لا تحزن ولا تيأس عندما تصب ُ عليك َ الأحزان ُ بكثرة وتلاقي البلايا و الهموم حتى من أقرب الناس لك , وأعلم أيها العبد أنّها إمتحانات إلهية يجب أن تجتازها , ويكتشف َ الله مدى صدقك وإخلاصك وقوة ثباتك على الطريق الحق , و آخرون يفسرونها على أنّها تصفية الحساب بين الخالق والمخلوق ليطهر الله عبده ُ التائب من الذنوب و المعاصي والآثام , فيبلوه في الدنيا ك مرض مثلا ً أو فقد عزيز أو غم وحزن ٍ شديد ومن ثم ّ يتم تصفية الحساب بين الله وبين عبده كي لا يؤخر العقوبة إلى عالم البرزخ والقيامة فيبتلي هذا العبد الصالح بهذا البلاء العظيم الذي لا يحتمله البشر .. ! وطبعا ً بلا شك أن ّ عذاب الدنيا خير ٌ مِن عذاب البرزخ والقيامة الذي قال عنه أمير المؤمنين عندما سُئِل عن عذاب البرزخ بأنّه لا يوصف ..!!