بعد مقتل نحو 21 شخصاً على الأقل في احتجاجات مناهضة للحكومة، اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الثلاثاء من وصفهم ب "أعداء" إيران بالتآمر ضد بلاده، دون أن يسميهم. جاء ذلك في تصريحات خص بها التلفزيون الرسمي، في أول تعليق له على التظاهرات المناهضة للحكومة والمستمرة منذ ستة أيام. وقال خامنئي إنه "في أحداث الأيام الأخيرة، اتحد الأعداء مستخدمين وسائلهم، المال والأسلحة والسياسة وأجهزة الأمن لإثارة مشكلات للنظام "الإسلامي" الإيراني. وأضاف أن "العدو يترصد على الدوام فرصة وثغرة للتغلغل وتسديد ضربة للأمة الإيرانية"، من دون أن يعطي المزيد من التوضيحات حول الجهات المقصودة. وتابع في كلمة ألقاها خلال تجمع لعائلات ضحايا الحرب: "ما يمكن أن يمنع العدو من التحرك هو روح الشجاعة والتضحية والإيمان التي تحرك الشعب". وتتهم السلطات الإيرانية مجموعات معارضة "معادية للثورة" متمركزة في الخارج، وكذلك الولاياتالمتحدة والسعودية، بالسعي لاستغلال استياء المواطنين الإيرانيين من الوضع الاقتصادي للحض على إثارة اضطرابات في هذا البلد. يشار إلى أنه قتل 21 شخصاً منذ انطلاق الاحتجاجات الخميس التي بدأت في مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية، قبل أن تمتد إلى جميع أنحاء إيران. وأعلن مسؤول محلي أن حوالى 450 شخصا أوقف منذ السبت في طهران في ظل التظاهرات المتواصلة في إيران منذ الخميس احتجاجا على الضائقة الاقتصادية. وقال نائب محافظ طهران علي أصغر ناصر بخت متحدثا لوكالة إيلنا العمالية القريبة من الإصلاحيين "أوقف مئتا شخص السبت و150 الأحد وحوالى مئة الاثنين". وشهدت مدن عديدة في أنحاء إيران أعمال عنف منذ انطلاق الاحتجاجات الخميس في مشهد (شمال شرق)، ثاني أكبر مدن البلاد. وقال ناصر بخت "نعتبر أن الوضع في طهران أكثر هدوءا من الأيام السابقة. وبالأساس، كان الوضع أمس (الاثنين) أكثر هدوءا من الأيام السابقة". وأضاف أن قاعدة ثار الله التابعة للحرس الثوري والمكلفة الأمن في العاصمة في حال وقوع اضطرابات، لم تتلق أي طلب للتدخل، مشيرا إلى أن التدخل في طهران يقتصر في الوقت الحاضر على قوات الأمن. لكن نائب قائد القاعدة العميد إسماعيل كوثري أعلن "لن نسمح بأي من الأحوال أن يستمر انعدام الأمن في طهران" محذرا بحسب التلفزيون الرسمي بأنه "إن تواصل الأمر، فسوف يتخذ المسؤولون قرارات لوضع حد له".