يافع نيوز- متابعات تحدت جموع غفيرة من المتظاهرين الإيرانيين تحذيرات السلطات من مغبة الخروج في احتجاجات غير مرخصة، وأفادت مواقع فارسية، باستمرار الاحتجاجات، التي انطلقت شرارتها، أول أمس الخميس، في مدن مشهد ونيشابور وكاشمر وشاهرود؛ لتتوسع، صباح أمس الجمعة، وتجوب شوارع مدينة كرمانشاه وشيراز ولرستان والمحمرة، وفيما أفادت وكالة أنباء «إيرنا» الرسمية، بأن قوات الأمن اعتقلت عشرات المتظاهرين، الذين تجمعوا في العاصمة طهران؛ منددين بسياسات الحكومة، وحرض رجل دين بارز في مدينة مشهد، ضد المتظاهرين، الذين هتفوا ضد تأجيج بلادهم للحروب في سوريا والعراق واليمن. ويعكس اندلاع الاضطرابات؛ تنامي السخط بشأن ارتفاع الأسعار؛ ومزاعم فساد وسخط داخلي بشأن مشاركة إيران الباهظة الكُلفة في صراعات إقليمية مثل سوريا والعراق واليمن. وفي مدينة كرمانشاه غرب إيران ذات الأغلبية الكردية، ردد المتظاهرون شعارات تطالب بالإفراج عن السجناء السياسيين، وضد الفساد في البلاد، بحسب ما جاء في موقع «راديو فردا» الأمريكي، الناطق بالفارسية. وأطلق المحتجون شعارات تشير بوضوح إلى المرشد الإيراني علي خامنئي؛ حيث هتفوا: «الشعب يلجأ للتسول والآغا (خامنئي) يعيش في نعيم»، وطالب المتظاهرون في كرمانشاه بقية المدن الإيرانية بالانضمام إلى الاحتجاجات. كما كرر المتظاهرون في مدينتي كرمانشاه وشيراز، شعارات أطلقها محتجون، الخميس، في مدينة مشهد، وهي «الموت لروحاني» و«الموت للدكتاتور» و«لاغزة ولا لبنان»، «روحي فداء لإيران»، في إشارة إلى الدعم السخي، الذي يقدمه النظام في بلادهم إلى ميليشيات موالية لإيران في المنطقة. كما انتشرت مقاطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، لاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في مدينة شيراز؛ بعد أن رفع المحتجون شعارات مثل: «الحرية أو الموت»، «اذهب أيها الشرطي وألقِ القبض على السارقين». وأعلن مسؤول في الأمن الإيراني بمدينة مشهد عن اعتقال 52 متظاهراً؛ إثر اندلاع تظاهرات في شوارع المدينة؛ بعد أن هتف المحتجون بشعارات ضد الرئيس حسن روحاني والمرشد علي خامنئي. وقال مسؤول: إن السلطات احتجزت عشرات المحتجين في طهران، وانتشرت تسجيلات فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تعرض تظاهرات في عدد من كبرى مدن البلاد. وكان الأمن الإيراني قد حذر من اندلاع تظاهرات في العاصمة طهران؛ بعد أن دعا إليها بعض النشطاء؛ وهدد محسن نسج همداني، مساعد المسؤول الأمني في طهران، أن الأمن سيواجه التظاهرات في حال اندلاعها في العاصمة؛ حيث لم تصدر وزارة الداخلية ترخيصاً لإقامة أي تظاهرة. وعلى صعيد متصل، أعلنت وكالة «إيرنا» للأنباء، أمس الجمعة، أن رجل دين بارزاً في مشهد، دعا قوات الأمن إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتظاهرين في الشوارع احتجاجاً على ارتفاع الأسعار، مرددين شعارات مناهضة للحكومة. وفي ما يشبه التحريض على المتظاهرين، قال رجل الدين البارز المحافظ آية الله أحمد علم الهدى: «إذا تركت وكالات الأمن وإنفاذ القانون مثيري الشغب وشأنهم فإن الأعداء سينشرون تسجيلات وصوراً في إعلامهم، ويقولون إن نظام الجمهورية الإسلامية فقد قاعدته الثورية في مشهد». وقال علم الهدى، ممثل خامنئي في مشهد، إن عدداً قليلاً من الأشخاص استغل احتجاجات، الخميس، على ارتفاع الأسعار لرفع شعارات مناهضة لتدخل طهران في نزاعات إقليمية. ومن جهته، اعتبر إسحاق جهانغيري نائب الرئيس الإيراني، أن متشددين معارضين للحكومة قد يعدون مسؤولين عن التظاهرات التي امتدت، الجمعة، إلى طهران ومدينة كرمنشاه غربي البلاد. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن نائب الرئيس الإيراني قوله: إن «بعض الحوادث التي وقعت في البلاد حصلت بذريعة مشاكل اقتصادية؛ لكن يبدو أن ثمة أمراً آخر خلفها»، وقال جهانغيري: «يعتقدون أنهم يؤذون الحكومة بما يفعلون»، مؤكداً أنه ينبغي كشف هويات المسؤولين عما حصل. وقال نائب محافظ طهران محسن حمداني: إن أشخاصاً تجمعوا في إحدى ساحات المدينة وتم توقيف العديد منهم؛ بعد أن رفضوا إخلاء المكان، بحسب صحيفة «اعتماد» الإصلاحية. وأضاف حمداني: «كانوا تحت تأثير الدعاية»، وكانوا «غير مدركين أن غالبية هذه الدعوات للتظاهر تأتي من الخارج» حسب زعمه. Share this on WhatsApp